تصريحات الرشق وبيع الوهم! أمد للإعلام

أمد/ ثمانية عشر شهرا، وإسرائيل تقصف وتقتل وتدمر في قطاع غزة، وتهدد وتلوّح من جديد باجتياح القطاع المنكوب وتدمير ما تبقى فيه وتهجير أهله، ومصر تضع خطوطا حمراء، والعرب والمسلمون يحذرون، والعالم يتأهب وينذر بالكارثة، ومجلس الأمن يحذر، وأحاديث عن بقع إنسانية، وعودة خطة الجنرالات الإسرائيلية الى الواجهة وتفريغ غزة من أهلها في نكبة جديدة لم يعهد للفلسطينيين أن عاشوا مثلها، واثنين مليون فلسطيني يتجهزون للنزوح، هائمين على وجوههم ضائعين تائهين بلا وجهة ولا مكان آمن، وفجأة يخرج عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق بتصريح ساذج، يخاطب إسرائيل وجيشها النازي: “تهددون بتوسيع العملية العسكرية، ما الذي تبقى لكم لتفعلوه ولم تفعلوه؟ قتلتم جوعتم دمرتم، إن محاولة توسيع العملية العسكرية ستغرقكم أكثر وسيكون أبطال المقاومة لكم بالمرصاد وتوسيع العملية يعني توسيع أهداف المقاومة وضرباتها”.
لقد صدق الرشق، الهارب الى تركيا وقطر هو وجميع عائلته، فلا أحد يستطيع أن يمنع الجيش الإسرائيلي من توسيع عمليته العسكرية، مثلما لم يستطع أحد أن يمنعه من قبل من مهاجمة كل بقعة في غزة من شمالها الى جنوبها، كما صدق بأن الجيش النازي قد فعل ما شاء في كل شبر من القطاع، وارتكب مجازر يعجز اللسان عن وصفها، واقتحم كل البيوت واعتقل خيرة شبابنا، ودمّر وسفك دماء أهلنا هناك، وأخرج الرجال هناك بالبكاسر من بيوتهم، دون أي دفاع من أحد، ولم نشاهد أصحاب العسكرية التي أوهمتمونا بأنها “على الندهة” وتنتظر أي جندي إسرائيلي يدخل مترا واحد من أرض القطاع، كي يتم قنصه أو أسره أو استهدافه، بالأسلحة الحديثة التي كانت تظهر في العروض العسكرية، لكنها اختفت منذ بداية الحرب، ولم نعد نراها.
المصيبة في تصريحك يا “رشق” هو استخفافك بالدم الفلسطيني وبكل بساطة تقول “ماذا ستفعلون أكثر لقد قتلتم جوعتم دمرتم”، وكأن ما جرى من قتل ودمار وتجويع أمر بسيط، وأؤكد أنه كذلك فلا هو ولا أحدا من أفراد عائلته ذاق الجوع، وهم يتلذذون بكل ما طاب لهم، فلم يمر عليهم مشهد أنه لا يجد كسرة خبز في بيته، ولم يهدم له بيت وعاش في خيمة لا تقي حر الصيف او برد الشتاء، انتم في واد يا قادة والناس في واد آخر تماما.
للأسف هذا أحد المسؤولين عن حياتنا وأحد أعضاء الحركة التي تقرر مستقبلنا وتفاوض باسمنا وتتغنى بالوطنية وتقامر بقضيتنا، وهذا ما يثبه الرشق وجميع قيادات حماس، بأنهم يعتاشون على دماء أهلنا في غزة، الذين لم يهربوا مثله ومثل زملائه الكثير، فلماذا إذن قمتم بعملية 7 أكتوبر، مادام أنكم لم تستطيعوا حماية شعبكم، لكن الصحيح أنكم تفاجأتم من عواقب عمليتكم، ومغامرتكم غير محسوبة النتائج، والأكيد أن الوقت الذي ستعترفون بأن السابع من أكتوبر كان مغامرة، وأنه كان الأولى ألا يتم استنزاف قدراتكم العسكرية والمدنية وقدرات القطاع المحاصر بسببكم في عملية غير مضمونة النتائج، وتسببت في أكل الأخضر واليابس، وأعادت غزة إلى العصر الحجري بسبب “هوس” وأحلام بعض قادة غزة.
هكذا وصلنا إلى المرحلة التي لا يمكن وصفها لا بقلم ولا صورة ولا مشهد، ما يحدث ضد قطاع غزة الآن يا سيد الرشق فظيع سادي وحاقد، فبدلا من اعطاء الجيش الإسرائيلي المبررات بتصريحاتكم العنترية، كان عليك بذل كل الجهود لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبك، والنزول عن الشجرة وتوقيع أي اتفاق يوقف هذا العدوان المريب، فلا يمكن أن يُترك قطاع غزة وحده بهذه الطريقة، بينما أنتم كما العالم تشاهدون وتراقبون، وتدّعون وتتغنون بـ”صمود” شعبنا، هذه قمة العار للأبد إن كنا نتحدث عن معركة من أجل وطن.
إن المشاهد القادمة من غزة على مدار عام ونصف من الحرب أشبه بمشاهد يوم القيامة، الناس الجائعة التي لا تجد في بيتها كسرة خبز بسبب غبائكم، يفرون من بيوتهم، والنازحون يمشون على أقدامهم، ويتركون كل شيء وراءهم، يجلسون على جوانب الطرقات، وحمم القصف الاسرائيلي تحيط بهم من كل جانب، ولا يعرفون ماذا يصنعون ولا أين يذهبون، فإذا كان الرشق وقيادة حماس لا يرون ذلك ولا يشعرون بمعاناة شعبهم، فالمصيبة عظيمة، وإن كانوا يرونه فالمصيبة أكبر.
لقد صدعتم رؤوسنا بكلماتكم وشعاراتكم الرنانة وتصريحاتكم الكاذبة البعيدة عن الواقع، مثل “سيكون أبطال المقاومة لكم بالمرصاد، أو ” توسيع العملية يعني توسيع أهداف المقاومة” أنتم ياسيد رشق ومن هم أمثالك يبيعون الوهم للناس، فالحقيقة أن توسيع العملية لن يوسع من أهداف المقاومة وأن المقاومة ليست بالمرصاد، وإلا فها هو الجيش في رفح وخانيونس وبيت حانون وجميع المناطق تقريبا إذن أين المقاومة منهم ولماذا لم تمنعهم من التقدم، ولماذا لم توسع أهدافها عندما اجتاحوا كل هذه المناطق؟ كفاكم كذبا على الناس واتقوا الله ان كنتم تعرفونه حق اليقين، كفاكم خداعا للناس، وكفى الرشق وأمثاله باطلاق تصريحات واهية، وسارعوا الى وقف الحرب بأي ثمن، فما الذي يمنعكم سوى خوفكم على سلطتكم.