“حرب غير مسبوقة تُشنّ ضد المدنيين في غزة”

نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: “حرب غير مسبوقة تُشنّ ضد المدنيين في غزة”

قبل ساعة واحدة

اتهمت تركيا، إسرائيل باستخدام الجوع سلاحاً ضد المدنيين في غزة، خلال جلسات محكمة العدل الدولية.

وقال نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز: “لقد فشل المجتمع الدولي فشلاً ذريعاً في وقف العدوان الإسرائيلي وسقوط عشرات الآلاف من أرواح الأبرياء في غزة، معظمهم من النساء والأطفال”.

وفي لقاء مع بي بي سي عربي، أضاف يلماز بأن سبب ذهاب تركيا إلى المحكمة هو “انتهاك إسرائيل المستمرّ لالتزاماتها الدولية”، مشيراً إلى أنّ حرباً “غير مسبوقة” تُشنّ ضد المدنيين في غزة وتمتدّ إلى الضفة الغربية والدول المجاورة.

واتهم يلماز إسرائيل باستخدام “الجوع سلاحاً” وباللجوء لـ “لعقاب الجماعي”؛ إذ أغلقت إسرائيل معابر غزة، مانعةً بذلك دخول الإمدادات الأساسية إلى القطاع منذ الثاني من مارس/آذار.

وقال يلماز: “حيث لا يوجد قانون يُطبّق لوقف إسرائيل، تسود الفوضى والاضطرابات وعمليات القتل الجماعي التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية في غزة”.

وأدانت تركيا هجمات إسرائيل على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، ومنعها عمليات الوكالة.

“واقع لا يمكن ولا يجوز تبريره”

وطلب مندوب المكسيك من محكمة العدل الدولية، التأكيد على أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك إسرائيل، ملزمة بالقانون الدولي.

جاء ذلك في اليوم الرابع لمداولات المحكمة حول التزام إسرائيل باحترام امتيازات وحصانات الأمم المتحدة ووكالاتها وتسهيل المساعدات الإنسانية.

وشدّد مندوب المكسيك على أهمية عمل الأمم المتحدة ووكالاتها، وتسهيل المساعدات الإنسانية، وتجنب التدابير التي تعيق جهود الإغاثة في الأراضي المحتلة.

وأضاف المندوب المكسيكي بأن “الواقع الذي يتكشف أمام أعيننا في غزة لا يمكن ولا يجوز تبريره، الأطفال بلا طعام، أرواح تُزهق”.

وأكد أن الكارثة الإنسانية في غزة هي “اختيار متعمَّد نتيجة لقرار سياسي”، مؤكدا أنها قابلة للتجنّب.

الصحة العالمية: “الوضع مرعب”

واستنكرت منظمة الصحة العالمية، الخميس، “الوضع المرعب” في غزة، وعبّر أحد كبار مسؤوليها عن غضبه لسماح العالم باستمرار هذه “الفظاعة”.

وقال نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مايك رايان خلال مؤتمر صحفي: “علينا أن نسأل أنفسنا: أيّ كمية من الدم كافية لتحقيق الأهداف السياسية لكلا الجانبين؟”.

وأضاف “نحن نحطّم أجساد وعقول أطفال غزة، نحن نجوِّع أطفال غزة، لأننا إذا لم نتحرك، فسنكون متواطئين فيما يحدث أمام أعيننا”.

ويصادف الجمعة مرور شهرين على الحصار الشامل الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي قبل أيام قليلة أنه “استنفد كافة مخزوناته”، ودعت فرنسا، الأربعاء، إسرائيل مجددا إلى رفع الحصار “دونما إبطاء”.

وقال الدكتور رايان “نشاهد هذا يحدث أمام أعيننا، ولا نفعل شيئا. كطبيب، أشعر بالغضب من نفسي لعدم بذلي جهدا كافيا”.

وأكد رايان أن “أكثر من ألف طفل فقدوا أطرافهم، وآلاف الأطفال يعانون من إصابات في النخاع الشوكي، وإصابات خطيرة في الرأس لن يتعافوا منها أبدا، وآلاف الأطفال يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة”.

ومنذ الثاني من مارس/ آذار، لم يُسمح بدخول أي سلع تجارية أو مساعدات إنسانية إلى القطاع، في محاولة من السلطات الإسرائيلية لإجبار حركة حماس على إطلاق سراح الرهائن المختطفين منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

فَلَتان أمنيّ

وأفاد شهود عيان لبي بي سي، بوقوع عشرات من حوادث السرقة وعمليات السطو المسلّح في مدينة غزة، حيث هاجم مسلحون برفقة بعض السكان عددا من مخازن المواد الغذائية والمخابز وعددا من المحال التجارية، بعضها تابع لمؤسسات محلية وبعضها لمؤسسات دولية مثل وكالة أونروا وبرنامج الأغذية العالمي.

وأضاف شهود عيان بأن إصابات كثيرة وقعت بين المواطنين بسبب التدافع، وجرّاء إطلاق النار من مسلحين أثناء اقتحامهم مبنى الصناعة التابع لوكالة غوث اللاجئين في مدينة غزة، وأيضا أثناء مهاجمة أحد المخابز في ساحة الشوا بالمدينة.

وأشار الشهود أيضا إلى اقتحام عدد من التكيّات الخيرية ومخازن برنامج الغذاء العالمي في مخيم الشاطئ ومخزن أحد المخابز، واصفين تلك الأحداث بالخطيرة وبأنها تعبر عن حالة من الفلتان الأمني والفوضى.

وتأتي عمليات السرقة والنهب جرّاء تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية والوصول لمرحلة الجوع الحاد مع استمرار إغلاق المعابر منذ أكثر من ستين يوما، ما تسبب في نقص في جميع المواد الغذائية وهو ما هدّد أيضا بتوقف عمل التكيّات الخيرية التي يعتمد عليها كثير من سكان القطاع في الحصول على طعامهم.

وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى مقتل 2273 شخصا وإصابة 5864 آخرين منذ استئناف الحرب، كلّهم من النساء والأطفال.