فضيحة “سيغنال” تطيح بوالتز من منصبه مستشار الأمن القومي الأمريكي

أمد/ واشنطن: قالت وسائل إعلامية أميركية يوم الخميس، إن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ونائبه أليكس وونج سيتركان منصبيهما، وسط توقعات بظهور أسماء جديدة مرشحة لتولي المنصبين، خلال الساعات المقبلة، ومنها مبعوثه الخاص ويتكوف.
وأشارت شبكة FOX NEWS الأميركية، إلى أنه “من المرجح ظهور أسماء أخرى، كما من المتوقع أن يتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهذا الشأن قريباً”.
وأكدت فوكس نيوز إقالة والتز ونائبه، أليكس وونغ، يوم الخميس. وذكرت المصادر أنه من المرجح الإعلان عن موظفين إضافيين تمت إقالتهم من المكتب، ومن المتوقع أن يتحدث الرئيس دونالد ترامب علنًا عن الأمر.
وتعرض والتز، الذي شغل سابقًا منصب عضو في الكونغرس عن ولاية فلوريدا وعضوًا في القوات الخاصة الأمريكية (البيريه) المقاتلة، لانتقادات شديدة من الديمقراطيين والمنتقدين منذ مارس/آذار، عندما نشر رئيس تحرير مجلة “أتلانتيك”، جيفري غولدبرغ، رواية مباشرة عن انضمامه إلى محادثة جماعية على تطبيق “سيغنال” مع كبار قادة الأمن القومي، بمن فيهم والتز، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، أثناء مناقشتهم الضربات ضد الإرهابيين في اليمن.
وتحمل والتز مسؤولية إدراج صحفي في المحادثة الجماعية، قائلاً لمراسلة فوكس نيوز، لورا إنغراهام: “أتحمل المسؤولية كاملة. أنا من أسس المجموعة”. إنه أمر محرج. سنكشف الحقيقة.
وأفادت مجلة “بوليتيكو” الأميركية، نقلاً مصدرين وأخر مقرب من البيت الأبيض، بأن “هناك أسماء بديلة لوالتز نوقشت في البيت الأبيض لأسابيع، لكن خطط إقالته، التي يُحتمل أن تبدأ هذا الأسبوع، اكتسبت زخماً في الأيام الأخيرة”.
ولم يعلق البيت الأبيض ووالتز على هذه الخطوات. وحذرت المصادر من أن هذه الخطوة ليست نهائية حتى يعلنها ترامب.
يأتي هذا بعد أسابيع مما يعرف بـ”تسريبات سيغنال” الخاصة بالضربات على اليمن، والتي تسربت إلى العلن بعدما أضاف والتز بالخطأ الصحافي جيفري غولدبيرغ إلى المجموعة التي أنشأها لتنسيق مواقف فريق الأمن القومي بشأن الضربات، وأثارت فضيحة لأنها ناقشت قضايا حساسة على تطبيق تجاري.
أنشأ 20 مجموعة على سيغنال
ذكرت مجلة “بوليتيكو” أن فريق مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، استخدم تطبيق “سيغنال” بانتظام لإنشاء محادثات جماعية لمناقشة قضايا أمنية حساسة، من بينها أوكرانيا والصين وغزة وسياسات الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا.
وفي تقرير نشرته الأربعاء، نقلت المجلة الأميركية عن 4 مصادر، تمت إضافتهم شخصياً إلى تلك الدردشات، أن التطبيق كان منصة لتنسيق العمل الرسمي.
وأكد اثنان من المصادر أنهما شهدا مشاركة فيما لا يقل عن 20 مجموعة من هذه الدردشات، فيما أوضح جميعهم أن بعض المحادثات تضمنت معلومات حساسة.
وكان استخدام فريق مستشار الأمن القومي الأميركي لتطبيق “سيجنال” أكثر انتشاراً؛ مما تم الإبلاغ عنه سابقاً، وفقاً للتقرير، ما يعكس مدى اعتماد إدارة ترمب على هذا التطبيق العام في مناقشة قضايا أمنية حساسة.
عقد ترامب اجتماعًا مع أعضاء حكومته يوم الأربعاء، بعد مرور مئة يوم على توليه منصبه يوم الثلاثاء، بحضور والتز.
وعقب تأكيد إقالة والتز، صرّح زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، لشبكة فوكس نيوز: “مستشار الأمن القومي، والتز، قد أُقيل. إنه الأول. وبالتأكيد لن يكون الأخير”.
شغل أليكس وونغ منصب النائب الأول لمستشار الأمن القومي لوالز، وقد ورد اسمه في تسريبات دردشة سيجنال في وقت سابق من هذا العام بصفته الموظف المسؤول عن “تشكيل فريق عمل” في رسالة والتز الأولى المرسلة إلى دردشة سيجنال الجماعية في مارس، وفقًا لما ذكرته صحيفة ذا أتلانتيك آنذاك.
ونقلت “بوليتيكو” عن أحد المشاركين في هذه المحادثات قوله إن “إنشاء مجموعات نقاش حول أي موضوع متعلق بالأمن القومي كان أمراً شائعاً”، لافتاً إلى أن هذه الدردشات كانت غالباً ما تضم مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى.
كما أوضح الأشخاص الأربعة الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لعدم تخويلهم بمناقشة هذه المحادثات علناً، أن “سيجنال” كان أداة رئيسية لتنسيق العمل داخل فريق الأمن القومي.
تحذيرات من انتهاك القوانين
وحذر مسؤولون مخضرمون في الأمن القومي الأميركي، من أن هذه الممارسة قد تنتهك اللوائح الخاصة بحماية المعلومات الحساسة من الخصوم الأجانب، بالإضافة إلى قوانين حفظ السجلات الفيدرالية، في حال تم حذف المحادثات تلقائياً.
وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز إلى أن استخدام “سيجنال” مسموح به على الأجهزة الحكومية، وأن بعض الوكالات تقوم بتثبيته تلقائياً على هواتف الموظفين. كما أكد أن التطبيق تم استخدامه في كل من إدارتي الرئيس السابق جو بايدن والرئيس الحالي دونالد ترمب.
وقال هيوز: “إنه أحد الأساليب المعتمدة للتواصل، لكنه ليس الوسيلة الأساسية أو الثانوية، بل واحد من عدة طرق معتمدة لتبادل المعلومات غير السرية، مع التأكيد على ضرورة حفظ السجلات. وأي ادعاء باستخدامه لنقل معلومات مصنفة سرية هو غير صحيح بنسبة 100%”.
ولم يصرح أي من المصادر الأربعة الذين تحدثوا للمجلة بأنهم على علم بمشاركة معلومات سرية، لكنهم أكدوا جميعاً أن الرسائل المتبادلة تضمنت تفاصيل حساسة تتعلق بالأمن القومي.