مناظرة التشجيع .. انتقادات للمقاربة الأمنية ودعوات لبطائق المشجعين ومنع القاصرين

انتقد عدد من ممثلي جمعيات مشجعي الأندية الوطنية تغليب المقاربة الأمنية في التعاطي مع الحضور الجماهيري لمباريات البطولة الاحترافية، فيما دعا خبراء لإصدار بطائق خاصة بالجماهير وتجاوز الفراغ التشريعي في هذا المجال.
وأعرب عدد من ممثلي جمعيات الأندية بجهة الرباط، خلال المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي، عن استيائهم من الإجراءات الأمنية المشددة التي تُفرض عليهم أثناء حضور المباريات، مبرزين أن الإجراءات الأمنية المبالغ فيها تُضعف من حماسهم وتمنعهم من التعبير عن حبهم للفرق التي يشجعونها”.
كما انتقد المشاركون سياسة منع التنقل الجماعي للمشجعين بين المدن حيث اعتبروا أن هذه السياسة لا تحل المشكلة بل تزيد من التوتر بين الجماهير والسلطات وأن المقاربة الأمنية الحالية تركز على العقاب بدلاً من الحلول الوقائية، وقالوا بهذا الخصوص: “بدلاً من منع التنقل، يجب تنظيمه وتوفير وسائل آمنة للنقل الجماعي تحت إشراف الجهات المعنية، ونحتاج إلى سياسات تشجع على بناء الثقة بين المشجعين والجهات الأمنية ويمكن أن تكون بطائق المشجعين حلا عمليا إذا تم تنفيذها بشفافية وعدل”.
من جهتهم، شدد خبراء وأساتذة جامعيون على ضرورة توفير إطار تشريعي واضح ينظم العلاقة بين المشجعين والأندية والسلطات، داعين لإصدار بطائق خاصة بالجماهير كإجراء تنظيمي أساسي، على اعتبار أن هذه البطائق يمكن أن تسهم في تسهيل دخول المشجعين إلى الملاعب وتنقلهم بين المدن، بالإضافة إلى توفير قاعدة بيانات دقيقة تسهل التعامل مع الجماهير عند وقوع أي مشاكل.
توصيات المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي
خلصت المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي بجهة الرباط سلا القنيطرة لاقتراح 29 توصية، بداية بالعمل على تعزيز الدور الإيجابي للجمهور الرياضي وإشراكه في الحد من الظواهر السلبية التي تؤثر على صورة كرة القدم المغربية بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة وذلك من خلال بلورة إطار تنظيمي خاص بجمعيات المشجعين ودعمهم ماديا ومعنويا من أجل الإطلاع بالأدوار الحيوية الموكلة لهم.
وخلصت المناظرة إلى ضرورة خلق هيئة وطنية للتشجيع الرياضي يوكل إليها إعداد ميثاق وطني للتشجيع الرياضي وتطوير المنظومة الوطنية والمحلية في مجال التنشيط والتشجيع الرياضي وكذلك الإشراف على تنظيم ندوات وموائد مستديرة تحليلية واقتراحية تهدف إلى نبذ التحريض على الشغب وتأسيس منهجية وقائية واستباقية وتعمل كذلك على تقوية الدبلوماسية الرياضية مع إحداث مسابقات تحفيزية بين المشجعين تتوج بتسليم أو تتوج بتسليم جوائز لأفضل جمهور منضبط ومواطن وإرساء منظومة قانونية عصرية تمكن من انبثاق مقومات الصناعة الرياضية المتكاملة وتساهم في إبراز الأدوات الأدوار الجديدة للقطاع الخاص والرعاة والمستشهرين والفنانين وكافة فعاليات المجتمع.
كما شدد المشاركون على ضرورة تعزيز الأمن داخل الملاعب وخارجها عبر تفعيل كاميرات المراقبة واستخدام الذكاء الاصطناعي وكذا الاستفادة من الخبرات والتجربة الدولية وإغناء وتجويد القانون 09.09 المتعلق بالعنف الرياضي بشكل يتلاءم مع الأفعال المرتكبة داخل وخارج الملاعب وتشديد العقوبات من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في حق الأندية التي تتسبب جمهورها في أعمال الشغب مع السهر على التطبيق الأمثل والصارم للمقتضيات القانونية المجودة في مواجهة المتورطين في أعمال العنف.
ومن التوصيات المقدمة أيضا، منع القاصرين من دخول الملاعب الرياضية بدون مرافق بالغ وتفعيل الممارسة الجيدة للحكامة المتوازنة والتدبير العقلاني والفعال للجماهير من أجل فرجة سليمة وآمنة وإعمال الفورية الزمنية والمكانية في تدبير الفرجة ومعاقبة السلوكات الانحرافية من طرف اللجنة المحلية لمكافحة شغب الملاعب وتأطير وسائل التواصل الاجتماعي لضبط التأثيرات السلبية على سلوكات المتفرجين وتحفيز الاستثمار العام والخاص في مجال صناعة التشجيع الرياضي وترسيخ قيم الروح الرياضية والتسامح.
كما أوصت المناظرة بمأسسة التشجيع الرياضي من خلال مقترح إحداث ميزانية بالجماعات الترابية تحفز وتشجع المجتمع المدني النشيط على النهوض بالشراكات في مجال التنشيط والتشجيع الرياضي واستثمار التظاهرات الرياضية والتشجيع الرياضي للتسويق لصورة المغرب كبلد التسامح والتعايش مع تعزيز سبل الاندماج بين الرياضة والسياحة وباقي القطاعات الإنتاجية بهدف تحصيل عائد يحقق القيمة المضافة والتنمية المستدامة.
ودعا المشاركون أيضا إلى العمل على تعميق الوعي لدى المشجعين للقيام بدورهم في نشر الفرجة الآمنة عبر الاشتغال بذكاء جماعي مع جمعية المشجعين والمحبين الغيورين على فرقهم وإشراك جميع فعاليات المجتمع المدني في الوقاية من ظاهرة التشجيع السلبي وذلك عبر المساهمة في تنظيم حملات توعية وتقديم الدعم النفسي للمشجعين وتقوية أدوار الوساطة الاجتماعية مع التفكير في إحداث خلايا للإنصات والمواكبة الاجتماعية على مستوى جمعية المشجعين وكذا البنيات الرياضية والملاعب وتفعيل دور الأندية الرياضية في تأطير جماهيرها وتشجيعهم على دعم الفعاليات الرياضية بطريقة إيجابية من خلال التواصل معهم عبر المنصات الاجتماعية والبريد الإلكتروني والفعاليات الخاصة وإبراز المكانة الرياضية للفنون بمختلف أشكالها من خلال تهذيب الذوق وإشاعة القيم الإنسانية النبيلة عبر تشجيع المبادرات الفنية الهادفة إلى تكريس ثقافة التشجيع الإيجابي.
كما شددت المناظرة على ضرورة تعزيز العدالة المجالية في مجال الولوج إلى التشجيع الرياضي من خلال إحداث وتعميم مناطق المشجعين ومنصات الفرجة الرياضية تضمن استفادة المدن والمناطق النائية من الفرجة الرياضية والاستثمار في البنية التحتية اللوجيستيكية وتعزيز الربط الطرقي وضمان سهولة النقل والتنقل بين مدن المونديال وباقي المجالات الترابية الأخرى مع استثمار هذه المشاريع في تعزيز السياحة الداخلية ودعم المسارات السياحية القروية والجبلية.
وأوصى المشاركون بالتفكير في إطلاق مخطط وطني إرادي وطموح من أجل تحويل الملاعب إلى فضاءات ذكية مع التنصيص على الحق في الحصول على الهوية الرقمية تحت إشراف الهيئات العمومية المختصة وإنشاء نظام تواصلي وقائي لمواجهة الشغب داخل الملاعب وخارجها من خلال إشراك الصحافة الرياضية الوطنية والجهوية وتوجيه برامجها وفقراتها والمحتوى الإعلامي إلى تكريس قيم الفرجة السليمة والانفتاح على أفكار ومقترحات جمعيات المشجعين خاصة “الألتراس”.
واقترحت المناظرة تشجيع المبادرات الهادفة إلى توحيد جهود جمعية المشجعين الأندية الوطنية عبر تبادل الخبرات والتجارب والتعاون من أجل إشاعة ثقافة التشجيع النبيل وتجويد أدوات التواصل والشعارات وتوظيف المؤسسات التعليمية وجميع الفصول الدراسية للتحسيس بالقيام العالمية للرياضة والسلوك الحضاري الكوني للمشجعين مع العمل على تقوية الرياضة المدرسية كمدخل أساسي للتشجيع الرياضي إضافة إلى إدماج مواد بيداغوجية في المقررات المدرسية.
المصدر: العمق المغربي