هل تنسحب الأونروا تدريجياً من جنوب لبنان؟

أمد/ تغلق الأونروا باباً جديداً في وجه اللاجئين الفلسطينيين، وهذه المرة في مدينة النبطية جنوب لبنان، بعد قرارها بإقفال العيادة الوحيدة التي كانت تقدم خدماتها الصحية لنحو 1500 لاجئ في المنطقة، وكانت تفتح أبوابها ثلاثة أيام في الأسبوع.
بحسب المعلومات، من المقرر أن يتم إغلاق العيادة رسمياً في الأول من مايو المقبل، بعد إبلاغ فريق العمل بهذا القرار، على أن يتم توزيع الموظفين لاحقاً بين عيادات صيدا وصور.
ويأتي هذا الإجراء وسط معطيات تتحدث عن توجه الأونروا إلى نقل خدماتها الصحية إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وكانت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية قد أبلغت بهذه التوجهات منذ فترة، مما يعزز الاعتقاد بأن الخطوة الحالية قد تكون بداية لسلسلة إجراءات مماثلة في مناطق أخرى، خصوصاً في مناطق يقل فيها عدد اللاجئين، ما يسمح بتمرير القرارات دون إثارة ضجة.
غير أن إغلاق العيادة يطرح علامات استفهام عديدة. فهل يشكل تقليص الخدمات، خاصة الصحية منها، مدخلاً لتقليص الحضور الفعلي للأونروا في الجنوب تحت ذرائع أمنية؟ وهل يشهد المستقبل خطوات إضافية مثل إغلاق مدارس أخرى، على غرار ما حدث سابقاً مع مدرسة فلسطين في مخيم البرج الشمالي؟
وفي ظل الحديث عن تطبيق القرار 1701، والذي يشمل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمال نهر الليطاني، يُطرح تساؤل آخر:
هل ما يجري اليوم هو خطوة أولى على طريق انسحاب الأونروا تدريجياً من منطقة الجنوب؟
حتى الآن، لم تعلن الأونروا رسمياً أسباب هذا القرار، ولم تصدر توضيحاً لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين المعني مباشرة بهذه التغيرات. وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات ملحّة:
* أين سيتلقى نحو 1500 لاجئ خدماتهم الصحية بعد إغلاق العيادة؟
* هل سيضطرون إلى التنقل إلى مدينتي صور أو صيدا لتحصيل الرعاية؟
* وهل سيتم تحويلهم إلى المستشفيات الحكومية، رغم محدودية الخدمات التي تغطيها تعاقدات الأونروا، والتي لا تشمل حتى الاستشارة الطبية المباشرة في العيادات؟
بانتظار موقف رسمي واضح وشفاف من إدارة الأونروا، يبقى اللاجئون أمام واقع يزداد صعوبة مع كل قرار جديد بتقليص الخدمات.