تردد !!


أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
سلطة تعمدت على الغدر المسبوك
تناولت كل وهن المشاعر
دون ان تستعرض خيبة رماحها المشرّعة!!
وفي الإسبوع الماضي تحدثنا عن أن موقف المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية المعترِف بحكومة البرهان والذي حال دون تحقيق أهداف مؤتمر لندن سيجعل الدولتين تواجهان عقبة اللامنطق في دعمها للجيش وسيمثل هذا السند مخاطرة سياسية لكونه يمثل دعما غير مباشر لكتائب الجهاد الإخوانية المنضوية تحت مظلة التنظيم والتي تتوارى خلف لافتة القوات المسلحة ، فكلما تمسكت الدول الحليفة بالحفاظ على الإطار الخارجي للمؤسسة العسكرية أنعشت نظاما إخوانيا تحت ظلها ممايجعلها تجد تناقضا في المواقف يحرجها مع المجتمع الدولي
ويتعارض مع اهدافها في القضاء، على الإخوان ومكافحة الإرهاب) !!
كان هذا في زاوية بعنوان “حذر وخوف” وذكرنا معه أيضا (أن الذي يجعل المواقف الدولية تتغير هي جغرافية الأرض ، وأن البرهان يمكن أن يتردد الحلفاء في دعمه بين ليلة وعشاها بسبب أن جيشه موبوء بجماعات ارهابية متطرفة ، وأي عملية على الأرض قادرة على إعادة تشكيل الأفق السياسي الدولي للحل من جديد !!
ولم تمر الأيام حتى كشفت المصادر أمس أن زيارة البرهان للقاهرة ناقشت خطر التمدد الإخواني على الأرض الذي يسلب القوات المسلحة إرادتها وقرارها).
ومعلوم أن مايحدث يجردها حتى من حقها في الظهور على خطوط المقدمة في القرار، ناهيك عن ساحة المواجهة
فظهور قيادات هذه الكتائب خطره ليس في تقدمها الصفوف في الحرب، ولكن القضية التي تشكل إزعاجا دوليا ، هو أن الكتائب تتقدم الجيش في الميدان الآمن ، كظهور قائد البراء في القصر الجمهوري بعد إنسحاب الدعم السريع ، بدلا عن قائد الجيش
وحديث المصباح عن محاولتهم لجمع مليون مقاتل في صفوفهم وليس في صفوف الجيش لذلك أن سلب ارادة المؤسسة العسكرية في البراحات الآمنة اسوأ من سلبها اثناء القتال لأنها تعني سرقة السلطة وقبضة الأمر، وهذا هو مالم تقبله الدول الحليفة للبرهان التي يشكل لها تمدد الكتائب الإسلامية هاجسا كبيرا لايقل عن هاجس تمدد الدعم السريع!!
ومخاوف مصر التي تشاطرها البرهان قد لاتكون هماً يعنيها فقط وانما تردد في موقفها قد تقف ايضا على قراءته من جديد المملكة العربية السعودية
فمن قال إن الحفاظ على المؤسسة العسكرية يمكن أن تتم مقايضته بدماء الشعب السوداني
فالسلام يحافظ على المؤسسة العسكرية أكثر من الحرب!!
فالنص الأول في محاور اتفاق جدة يتحدث عن بناء جيش مهني واحد فهل هذا يعني زوال المؤسسة العسكرية وتفكيكها بالطبع لا!!
ولكن الحرب هي التي تفكك المؤسسة العسكرية لأن تمدد كتائب البراء وسيطرة الإسلامين على الأرض هو لايفكك المؤسسة العسكرية، هو يلغي وجودها تماما ، فما قيمة لافتة المؤسسة العسكرية بلا قرار!!
ولو أن خوف الداخل والخارج على المؤسسة العسكرية حقا ، فإن استعادة الحكم المدني تحافظ على وجود المؤسسة العسكرية ولكن الخوف على تفكيك المصالح في ظل وجود الحكم المدني هو القضية !!
لذلك فإن دول العالم الكبرى كلها رأت ان فتح جسور جديدة للعلاقات مع حكومة مدنية مستقبلا هو الخطة الأنسب والأفضل من الرجوع الي الوراء لمواجهة حكم إخواني شرير!!
سيما أن خيار تحقيق إرادة الشعب فيما يتعلق بمطالب التغيير والتي أولها السلام تجعلها لاتكون شريكة في مزيد من قتل الشعب السوداني وتعميق جراحاته ومضاعفة معاناته، فالذي يبشر الآن المواطن بالسلام أهم له بكثير من الذي يحدثه عن وعود زائفة للانتصار في الحرب
كما أن الحديث عن أن الحل السلمي يعيد الدعم السريع للمشهد فهذه اسوأ الكذبات التي إشترت بها فلول النظام الدعم الشعبي للحرب واستمارارها
فلادعم سريع عائد بعد التفاوض، ولامؤسسة عسكرية زائلة به
لكنها خدعة الموت!!
طيف أخير:
#لا_للحرب
عبد الواحد محمد نور : ( الثائر لايقبل منصب ولامال مقابل جهده في التغيير ونحن ثوار)!!
قالها بعد أن أكد أنه لن يدعم إلاحكومة الثورة فهو، ضد حكومة الدعم السريع وحكومة بورتسودان
ومابين الهلالين يُعد من أفضل الإختصارات السياسية لأنه بمثابة درس سياسي لخص فيه قيمة النضال في جملتين !!
الجريدة
المصدر: صحيفة الراكوبة