النوحي يدعو لاستثمار تجربة المشجعين في مونديال قطر لإنجاح التظاهرات المنظمة بالمغرب

دعا الأستاذ الجامعي، جواد النوحي، إلى استثمار تجربة مونديال قطر في إطار الاستراتيجية الوطنية للتعامل مع الأحداث العالمية الكبرى.
وأوضح النوحي، في مداخلة له على هامش المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي صباح الثلاثاء بالرباط، أن حدث كأس العالم يجب أن يكون قضية مجتمع ودولة في نفس الوقت، وأن الجماهير الرياضية عامل حاسم في نجاح التظاهرات الرياضية.
ولفت النوحي إلى أن المغرب يملك مقومات أساسية، أولها اهتمام الدولة بقضايا كرة القدم وشغف الأمة بهذه الرياضة، مشيرا إلى الأهمية التي يوليها الملك محمد السادس لقضايا كرة القدم من خلال الدعم الحكومي والعناية بالمنتخبات الوطنية والفرق الرياضية، والإشراف الشخصي على تطوير كرة القدم.
وقدم الأستاذ الجامعي نماذج لبعض الرسائل الملكية التي تبين العناية والتتبع المولويين بكرة القدم، بدءًا بالرسالة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات عام 2008، والتي أكد فيها الملك على مكانة الرياضة في نفوس المغاربة، وصولًا إلى تهنئة أعضاء المنتخب الوطني والرسائل التي توجه إلى المنتخبات الوطنية والأندية خلال تحقيق الإنجازات.
وأبرز النوحي أن خطاب الملك بمناسبة عيد العرش المجيد لسنة 2023 كان مدخلًا للتعبير عن أن الجدية هي قوام النجاح في كل المستويات، بناءً على ما تحقق في مونديال قطر الذي بعث نفوسًا جديدة لجيل يعيش ملحمة من ملاحم تاريخ المغرب.
وأشار إلى أن مسألة الرياضة ليست مسألة قطاع رياضي فقط، وإنما تشمل متدخلين متعددين، كوزارة الداخلية والجماعات الترابية، والقطاعات الحكومية الأخرى، والجامعة الملكية لكرة القدم، والخطوط الملكية المغربية، والمؤسسات العمومية والقطاع الخاص والإعلام.
وأكد النوحي أن علاقة المغرب بكرة القدم هي امتداد تاريخي، فكل الأجيال لها معلم حدث من الأحداث، مثل التأهل لكأس العالم 1970، والوصول إلى ثمن نهائي كأس العالم 1986، والمشاركة المتميزة للمنتخب المغربي في 1998 في فرنسا، مؤكدًا أن إنجازات كرة القدم هي ملاحم شعب وتوافق.
واعتبر النوحي أن مونديال قطر 2022 يشكل لحظة تاريخية، وملحمة كبيرة للجيل الحالي الذي لم يعش ملحمة الاستقلال ولا المسيرة الخضراء، مؤكدًا أن مونديال قطر شهد خروج الملك إلى الشارع في لحظة تاريخية، وعكس اعتزاز المغاربة بهويتهم.
وأشار إلى بعض الملاحظات السوسيولوجية حول ما دونه في مونديال قطر، أولها الحضور الكمي والنوعي للجماهير المغربية، والذي شمل المغاربة ومغاربة العالم، شبابًا وشيوخًا ونساءً وأطفالًا، مشيرًا إلى أن كرة القدم أصبحت مجالًا يشمل المرأة والنساء والأطفال، وأن ما يجمع المغاربة في المنتخب الوطني هو الشعور بالوحدة تجاه الوطن.
وأشاد المتحدث ذاته برقي التشجيع وتجديده، وكلمة “سير سير” التي كانت كلمة مفتاح في الملعب، مع الثقة في المنتخب الوطني والجامعة الملكية واللاعبين، مشيرا إلى أنه لم تسجل أحداث شغب من طرف الجمهور المغربي في الملعب أو خارجه، وإلى التحام الجماهير العربية مع الجمهور المغربي، ومشاركة عائلات اللاعبين في الملعب.
وأبرز النوحي أن كرة القدم هي مصدر لنشر القيم والثقافة، وأن المغرب يسعى إلى أن تكون ثقافته عالمية، معتبرا أن التشجيع الجماهيري امتد من الملعب إلى أماكن أخرى، وأن وجه المشجعين تحول ليشمل جميع الفئات العمرية والجنسيات، وأن المغرب أصبح مطلوبًا بشكل كبير في محركات البحث، وهو ما يمثل إشارة ترويجية كبيرة للبلد.
وأكد أن تجربة المشجعين الإيجابيين كان لها عناصر أساسية، منها تقوية المواطنة والشعور بالانتماء، والتعريف بالثقافة المغربية، واعتبار كرة القدم قوة ناعمة، بالإضافة إلى الآثار الاقتصادية والسياحية وتطوير البنية التحتية، ودعم ملف ترشيح المغرب لكأس العالم.
ودعا إلى ضرورة إشراك الجماهير الرياضية في التوعية ومحاربة الظواهر التي يمكن أن تمس صورة المغرب، وتأطير الجماهير الرياضية والتعامل مع جميع مكوناتها، وتحسين جميع القطاعات والفئات والمجتمع بأهمية حدث كأس العالم، وخلق مجتمع رياضي يتحمل مسؤولية تمثيل المغرب في الملعب وخارجه.
واختتم النوحي مداخلته بتقديم بعض التوصيات، من بينها تنويع منتديات المبادرات لنشر فكرة أن كأس العالم حدث غير عادي، والاشتغال على المونديال والجماهير الرياضية يبدأ الآن، والعمل على التعبئة الجماهيرية والتنسيق مع جميع الفاعلين، والتنسيق بين المتدخلين الوطنيين والدوليين لتأطير الجماهير.
وشدد على ضرورة الترويج لصورة المغرب وثقافته في الأحداث الكبرى، واستثمار وسائل الإعلام التقليدية والحديثة لتعبئة المواطنين، والتأكيد على أن كأس العالم فرصة لتقوية البنية التحتية وتنمية المجتمع، مشيرًا إلى الرسالة الملكية التي بشرت باعتماد ملف المغرب وإسبانيا والبرتغال كترشيح وحيد لتنظيم كأس العالم 2030، ومؤكدًا أن هذا القرار يمثل إشادة واعتراف بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى.
المصدر: العمق المغربي