اخبار السودان

هل يُعاني التوائم من الحساسية تجاه نفس الأشياء؟

هل يُعاني التوائم من الحساسية تجاه نفس الأشياء؟

توأم

صدر الصورة، Alamy

  • Author, بريان هايز هاني
  • Role, أخصائية مناعة متخصصة في الحساسية بجامعة وست فرجينيا في الولايات المتحدة

الحساسية، سواء كانت عطاسا ربيعيا بسبب حبوب اللقاح أو صعوبة في التنفس بسبب طعام مُعين، تُسببها مجموعة من العوامل الوراثية والبيئة التي يعيش فيها الشخص. وكلما زادت هذه العوامل المُشتركة بين شخصين، زادت احتمالية إصابتهما بالحساسية تجاه نفس الأشياء. ومن المُرجح أن يُصاب التوائم بالحساسية بسبب كل ما يشتركون فيه، لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد.

فالحساسية مُعقدة للغاية، وتلعب العديد من العوامل دورا في تحديد من يُصاب بها ومن لا يُصاب بها.

ما هي الحساسية؟

يُنتج جهازنا المناعي بروتينات دفاعية، وهي أجسام مضادة، وظيفتها مُراقبة ومُهاجمة أي جراثيم دخيلة أو مواد خطرة أخرى تدخل جسمك قبل أن تُسبب لك المرض.

تحدث الحساسية عندما يخلط جسمك بين مادة غير ضارة عادةً ومادة دخيلة ضارة. هذه الجزيئات المُحفِّزة هي مُسبِّبات للحساسية. وتلتصق الأجسام المُضادة بمسببات الحساسية، وهو ما يحفز رد فعل الجهاز المناعي . وتُؤدِّي هذه العملية إلى أعراض حساسية شائعة مثل العطاس وسيلان الأنف أو انسداده وحكة في العينين وسيلان الدموع والسعال. وقد تكون هذه الأعراض مزعجة لكنها طفيفة.

ويمكن أن تُسبِّب هذه الحساسية أيضا ردَّ فعلٍ مُهدِّد للحياة، وهو ما يُسمَّى بـ “الحساسية المفرطة”، وهو ما يتطلب عناية طبية فورية. على سبيل المثال، إذا تناول شخص ما طعاما يُعاني من حساسية تجاهه، ثمَّ أُصيب بتورم في الحلق وطفح جلدي، فإنَّ ذلك يُعتبر حساسية مفرطة.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

التوائم

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، الأطفال الذين يكبرون في المزارع أقل عرضة للإصابة بالحساسية من الأطفال الذين يكبرون في المدن

والعلاج التقليدي للحساسية المفرطة هو حقنةٌ من هرمون ايبينيفرين (المعروف أيضا باسم الأدرينالين) في عضلة الساق. ويُمكن للمُصابين بالحساسية المفرطة أيضا إعطاء أنفسهم حقنة طارئة في حال تعرضهم لنوبة من الحساسية المفرطة التي قد تُهدِّد حياتهم. ويتوفر حاليا أيضا بخاخ أنفيٌّ يحتوي على الأدرينالين، وهو سريع المفعول أيضا.

ويمكن أن يُصاب الشخص بحساسية تجاه أشياء خارجية، مثل حبوب لقاح العشب أو الأشجار ولسعات النحل، أو أشياء داخلية، مثل الحيوانات الأليفة والحشرات الصغيرة التي تُسمى عث الغبار والتي تتواجد في السجاد والمراتب.

كما يمكن أن يُصاب الشخص بحساسية تجاه بعض الأطعمة. وتُصيب حساسية الطعام ما يتراوح بين 4 و5 في المئة من البشر. وأكثرها شيوعا الحساسية ضد حليب البقر، والبيض، والقمح، وفول الصويا، والفول السوداني، والمكسرات، والأسماك، والمحار، والسمسم. وأحيانا قد يتعافي الشخص من الحساسية مع التقدم في السن، وأحيانا قد تستمر مدى الحياة.

من يُصاب بالحساسية؟

لكل جسم مضاد هدف مُحدد، ولهذا السبب قد لا يُصاب بعض الأشخاص بحساسية إلا تجاه شيء واحد.

كما تُعنى الأجسام المضادة المسؤولة عن الحساسية بالتخلص من أي طفيليات يصادفها الجسم. وبفضل الطب الحديث، نادرا ما يُصاب الناس في الولايات المتحدة بالطفيليات. ومع ذلك، لا تزال هذه الأجسام المضادة جاهزة للقتال، وأحيانا تُصيب أشياءً غير مهمة، مثل حبوب اللقاح أو الطعام.

كما يُمكن أن تلعب النظافة والبيئة المحيطة دورا في مدى احتمالية إصابتك بالحساسية. فكلما زاد تنوع أنواع البكتيريا التي تتعرض لها في مرحلة مبكرة من حياتك، قلّ احتمال إصابتك بالحساسية. وقد أظهرت دراسات أن الأطفال الذين ينشؤون في المزارع، والذين يربون حيوانات أليفة قبل سن الخامسة، والذين لديهم العديد من الأشقاء، أقل عرضة للإصابة بالحساسية. كما أن الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من الحساسية.

وعادة ما يكون الأطفال الذين ينشؤون في المدن أكثر عرضة للإصابة بالحساسية، وقد يعود السبب في ذلك إلى تلوث الهواء، والتواجد بكثرة حول أهليهم المدخنين من البالغين.

حبوب اللقاح للنباتات المزهرة

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، يمكن أن تكون حبوب اللقاح للنباتات المزهرة سببا قويا للحساسية

في المقابل، يكون الأطفال أقل عرضة للإصابة بالحساسية الغذائية إذا جربوا الأطعمة في مرحلة مبكرة من حياتهم بدلا من الانتظار حتى يكبروا. وفي بعض الأحيان، قد تساهم وظيفة معينة في إصابة شخص بالغ بالحساسية البيئية. على سبيل المثال، يمكن لمصففي الشعر والخبازين وميكانيكي السيارات أن يصابوا بالحساسية بسبب المواد الكيميائية التي يتعرضون لها.

كما يمكن أن تلعب الوراثة أيضا دورا كبيرا في سبب إصابة بعض الأشخاص بالحساسية. فإذا كان أحد الوالدين يعاني من حساسية بيئية أو حساسية غذائية، فإن طفله يكون أكثر عرضة للإصابة بنفس تلك الحساسية. وتحديدا بالنسبة لحساسية الفول السوداني، فإذا كان أحد والديك أو أحد أشقائك يعاني من حساسية الفول السوداني، فإنك تكون أكثر عرضة للإصابة بحساسية الفول السوداني بسبع مرات.

هل يتشابهان في الحساسية؟

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

بالعودة إلى فكرة التوائم: نعم، قد يكون لديهم حساسية تجاه نفس الأشياء، ولكن ليس دائما.

فقد وجد باحثون في أستراليا أن ما يتراوح بين 60 و70 في المئة من التوائم في إحدى الدراسات يعانون من حساسية بيئية، وأن التوائم المتطابقة أكثر عرضة لمشاركة الحساسية من التوائم غير المتطابقة. فالتوائم المتطابقة تتشارك بنسبة 100 في المئة من جيناتها، بينما تتشارك التوائم غير المتطابقة في حوالي 50 في المئة فقط من جيناتها، تمامًا مثل أي زوج من الأشقاء.

وقد أُجريت أبحاث كثيرة حول جينات حساسية الطعام. ووجدت إحدى دراسات حساسية الفول السوداني أن التوائم المتطابقة أكثر عرضة للإصابة بحساسية الفول السوداني من التوائم غير المتطابقة.

لذا، قد يُصاب التوائم بحساسية تجاه نفس الأشياء، ومن المرجح أن يكونوا كذلك، بناء على جيناتهم المشتركة ونشأتهم معا. لكن ليس بالضرورة أ ن يُصابوا بحساسية تجاه نفس الأشياء.

تخيل لو فُصل توأمان عند الولادة ونشأ كل واحد منهما في منزل مختلف: أحدهما في مزرعة مع حيوانات أليفة والآخر في وسط المدينة. ماذا لو كان والدا أحدهما مدخنين والآخران لا يدخنان؟ ماذا لو كان أحدهما يعيش مع العديد من الأشقاء والآخر طفل وحيد؟ من المؤكد أنهما قد يُصابان بحساسية مختلفة، أو ربما لا يُصابان بها على الإطلاق.

ولا يزال العلماء مثلي يواصلون البحث في الحساسية، ونأمل أن نحصل على المزيد من الإجابات في المستقبل.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *