اخبار السودان

مجزرة الجنجويد وصراخ الضحايا

الكورباج

عبدالرحيم محمد سليمان

 

المجزرة البشعة التي ارتكبتها عناصر المليشيا المتمردة في منطقة صالحة، والتي راح ضحيتها 31 مواطنا بريئا بينهم اطفال ، تجسد فظاعة الجنجويد ودرجة الوحشية والبربرية التى يتصفون بها وتعكس انعدام معاني الانسانية في نفوسهم، وتكشف عن عقلية دموية لا تعرف الرحمة، ولا تفرق بين مدني واعزل او بين رجل وامراة وبين طفل .. فشهود العيان كشفوا عن لحظات الرعب التي عاشها الضحايا قبيل تنفيذ اغتيالهم، حيث تم اقتيادهم كالقطيع، وهم يتعرضون للاهانة والضرب والسحل والسباب بالالفاظ النابية، ولم يكتفي الجناة بتجريدهم من كرامتهم، بل جرى تعذيبهم نفسيا وجسديا على مدار ايام وشهور مع الحرص على ابقائهم احياء ليس رحمة بهم ، بل ليعيشوا اطول فترة ممكنة فى العذاب الاليم!!

 

لقد مات هولا الضحايا مرتين، الاولى حينما كانوا جياعا وعطشى في المعتقلات الا من تمرة واحدة تقدم اليهم فى اليوم كوجبة غذائية !! والثانية عندما كانوا يرمقون قاتليهم بنظرات الرجاء، متوسلين الرافة ، فكانت رصاصات الغدر هي الرحمة الوحيده في عقول جلاديهم.

 

هذه المشاهد قاسية بحق وحقيقة وهي ليست مجرد احداث عابرة، بل هي فصول من مأساة إنسانية تجسد ابشع صور الانتهاكات، ان كل ضحية من الضحايا يحمل معه فظاعات لم تروى ، ومعاناة تم دفنها، وفي غمرة هذا ، يبقى صوت العدالة مكتوما ، حيث لم يبدي العالم تفاعلا ايجابيا مع ما يجري في زوايا بلادنا المبتلاءة بياجوج وماجوج الجنجويد الذين جنتهم نارا ونارهم جنة، ونأمل فى هذه الزاويا فى صحوة ضمير المجتمع الدولي الا تمر هذه الجريمة النكراء مرور الكرام، فهو امام مسؤولية اخلاقية وانسانية كبيرة لاحقاق العدالة ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات ، فالضحايا عاشوا الاما لا يمكن تصورها واختبروا اوضاعا لايمكن تصديقها،واذا لم يسعى المجتمع الدولي للقبض على قادة الجنجويد وتقديمهم الى المحكمة الجنائية الدولية، فان ذلك سيحفزهم الى تعميم التجربة فى الدول الافريقية التى ينتشرون فيها كالجراد الصحراوي الضار.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *