اخبار السودان

صمت العائدين … صرخة لا تُسمع

حسن عبد الرضي الشيخ

 

الحرب العبثية في السودان، وخداع النازحين واللاجئين بوهم العودة إلى منازلهم، لا يختلف كثيرًا عن العديد من المعادلات المأساوية. كنا نردد قديمًا المثل الإنجليزي: (No news is good news) “لا أخبار، أخبار جيدة.” أما اليوم، فنردد بمرارة: (No news is bad news) “لا أخبار، أخبار سيئة”.

 

في الماضي، كانت وسائل الإعلام تزخر بالأخبار السيئة: الحروب، الحوادث، المجاعات، وغيرها. وكان غياب الأخبار عن السودان، على سبيل المثال، يُعد مؤشرًا على أن الأمور مستقرة. أما اليوم، فقد انعكس الحال؛ إذ أصبح أحباؤنا في السودان، وحتى في المدن التي يُزعم أنها آمنة، صامتين. انقطع سيل الأخبار، لا لعجز الوسائل، بل لعدم وجود ما يستحق أن يُقال.

العائدون لا يتحدثون عن معاناتهم، فالحياة تكاد تكون معدومة. تصادفهم صامتين، وإذا حاولت أن تستنطقهم، لن تسمع سوى أصداء الفراغ.

 

لقد تجاوزنا ذلك المثل القديم، ومع بالغ الأسف، أصبح من المؤكد أن: (No news is bad news) “لا أخبار، أخبار سيئة”.

 

النزاع المستمر في السودان أدى إلى موجات نزوح جماعية، حيث يبحث الآلاف عن ملاذ آمن، سواء داخل البلاد أو خارجها.

الوضع الإنساني على الأرض مرير، تقارير العنف، الجوع، وانتهاكات حقوق الإنسان تتوالى.

إن غياب الأخبار عن النازحين أو اللاجئين لا يعني الاستقرار، بل يشير إلى تفاقم المعاناة.

 

الصمت الذي يلف العائدين ليس علامة طمأنينة، بل هو شهادة صامتة على القهر واليأس. الواقع مأساوي، والوضع الإنساني في السودان ينحدر إلى مستويات كارثية.

 

إن غياب الأخبار اليوم لا يعني سوى عمق الجراح، وعلينا أن نعي ذلك جيدًا ونحن نقيّم حقيقة ما يجري هناك.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *