ليس من اليوم فقط .. وليس كيكل وحده المغيب


معمر حسن محمد نور
ما راج من حديث كبيكل عن حقوق مزارع الجزيرة، يعبر عن شئ آخر تماما سنعرض له في نهاية المقال. لكنه جري على حديث سابق للرئيس المخلوع ،بأن مزارعي الجزيرة تربية شيوعيين .. ولا يمكن هنا ، ان يكون كيكل من الشيوعيين .. لكنه ضمن طبيعة الصراع، ادرك الظلم الواقع على مزارعي مشروعات القطن ، دون ان يضع اصبعه على الظالم. ونعذره لانه ليس وحده، بل امة بأسرها، خلعها حجم مدخول المحصول النقدي، فتعامت عن سؤال في غاية البداهة وهو : هل يمكن لمستعمر غاشم دخل لقهر شعب، ان ينشئ مشروعا يستند على الحرية؟ الاجابة البديهية ، بالقطع لا.لذلك لم يطرح السؤال المهم، ما علاقة عرب رحل بزراعة القطن؟ فالمزارع التقليدي، حمل على زراعة محصول لصالح المستعمر لذا عندما تعثر، فقدانا المرهل الاخلاقي لتوصيف مشاكل المساريع المروية في السودان. والا كان اولها انتشار البلهارسيا والملاريا والكوليرا وكل الامراض المنقولة بالماء التي كم فتكت بانسان المشاريع. فننصرف الى اشكالات تطهير القنوات ووو.. وضعف التمويل. وهو تضليل لم يجب على سؤال محوري هنا. واين المزارع المستفيد من المحصول النقدي من مد يد العون لمشروعه؟ ببساطة هو مهيض الجناح نهشه المشروع، لذا يشتكي اهل التمويل بانه لا يحرص على رد ما عليه من دين دون ذكر السبب. وهو احساسه الدائم بان الدولة تسرقه فلن يفوت فرصة لاسترداد بعض حقوقه وهنا يصبح تربية شيوعيين.
الواقع ان كل مشروعات القطن قائمة على قهر المزارع في كل مراحلها من ادارة ودورة زراعية وقوانين ولوائح وامري فتعطي الافندي حق التسلط على المزارع المسكين خاصة في المحاصيل التي لا بد ان تمر بالحكومة مثل القطن ولاحقا القمح حيث تصبح ساحة للجباية رغما عنه، كما حدث هذا الموسم مع القمح .. لذا اعجب من تحميل جهة غير الذهنية التي خلفها الاستعمار والمعشعشة في كل الرئوس ومناهج الكليات الزراعية والاقتصادية. لذا فلا تعجب ان رأت هذه الذهنية حلم الحل بالعودة الى السيرة الاولى في مفارقة لطبيعة الاشياء بالرجوه عشرات السنين لتحقيق النجاح بدلا عن ان نرنو ونتطلع الى الامام.
بقول واحد مشكلة هذه المشاريع هي مشكلة حرية. وهو قول لن يدركه كيكل، ما دامت العقليات الكبيرة عاجزة عن ان تصدح به اما ما قاله كيكل، فلا يعدو ان يكون تعبيرا عن تفكك في احدى جبهات الحرب. ونذر مواجهات لبنابق متحالفة.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة