وزير خارجية سوريا يرفع العلم الجديد أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، فما قصة العلم الأخضر؟

وزير خارجية سوريا يرفع العلم الجديد أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، فما قصة العلم الأخضر؟
صدر الصورة، SANA
رفع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الجمعة، علم بلاده الجديد أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، وفق وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.
ووصف اللحظة بأنها “تاريخية” بعد 14 عاماً من نزاع دام ومدمر.
وأوردت سانا “وزير الخارجية والمغتربين … أسعد الشيباني يرفع علم سوريا الجديد أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك”.
ظهر الشيباني أمام عدسات الكاميرا في محيط مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وهو يرفع العلم بنجومه الثلاث والذي شكّل رمزا للاحتجاجات الشعبية التي انطلقت ضدّ حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، في العام 2011 وقمعتها السلطات بدموية وتحوّلت بعد ذلك إلى نزاع مدمّر.
ما قصة العلم “الأخضر”؟
صدر الصورة، Getty Images
فور الإعلان عن سقوط حكم الأسد، أنزل بعض السوريين المعارضين لنظام الرئيس المعزول، العلم السوري المعتمد عن بعض المقرات الرسمية داخل البلاد والسفارات السورية في الخارج، تعبيراً عن فرحهم بسقوط النظام والرئيس الذين تظاهروا ضده منذ العام 2011 وتحولت احتجاجاتهم السلمية في ما بعد إلى حرب أهلية شرسة بين جيش النظام والمعارضة المسلحة.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة نهاية
ولكن، كيف تحول العلم الرسمي لدولة سوريا إلى شعارٍ للنظام؟ ولماذا استبدله المعارضون بآخر؟
صدر الصورة، Getty Images
تعتمد المعارضة السورية منذ عام 2011، علماً يتألف من خطوط أفقية باللون الأخضر والأبيض والأسود ويحمل ثلاث نجوم حمراء في المنتصف، وهو علم الجمهورية السورية الأولى أو “علم الاستقلال”، التي تأسست بعد استقلالها عن الانتداب الفرنسي عام 1946.
ونص الدستور السوري الصادر عام 1930 في مادته الرابعة: “يكون العلم السوري على الشكل الآتي: طوله ضعف عرضه ويقسم إلى ثلاثة ألوان متساوية متوازية أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود على أن يحتوي القسم الأبيض منها في خط مستقيم واحد على ثلاثة كواكب حمراء ذات خمسة أشعة”.
واعتمد كعلم رسمي للبلاد مجدداً عندما نالت سوريا استقلالها في 17 أبريل/نيسان عام 1946.
وقد يكون هذا العلم الذي يشار إليه أيضاً بـ”العلم الأخضر” الذي تتبناه إدارة العمليات العسكرية، مألوفاً للمشاهد السوري والعربي قبل انطلاق الحراك السوري الشعبي، إذ أنه يظهر في العديد من المسلسلات السورية التي تناقش الفترة المبكرة من تأسيس الدولة السورية الحديثة.
صدر الصورة، Bab AlHara series
وبقي هذا العلم مستخدماً حتى العام 1958، حين تم الإعلان عن وحدة سوريا مع مصر وإنشاء الجمهورية العربية المتحدة التي اعتمدت علماً جديداً مشتقاً من علم التحرير العربي للثورة المصرية عام 1952 والمكون من ثلاثة ألوان من الأشرطة الأفقية الأحمر والأبيض والأسود، وتميز علم الاتحاد عن علم التحرير العربي الأصلي بنجمتين باللون الأخضر في الشريط الأبيض، يرمزان إلى الجزأين المكونين للاتحاد، بحسب جامعة وورويك البريطانية.
وبعد حلّ هذه الوحدة عام 1961 أعيد استخدام العلم “الأخضر” حتى العام 1963.
وتغير بعد ذلك علم سوريا مجدداً، إلا أنّ اعتماد العلم بنسخته الحالية، كان في عام 1980.
صدر الصورة، Getty Images
ويعتبر “العلم الأخضر” العلم الثاني الأطول استخداماً على مر التاريخ السوري بعد العلم السابق بمجموع 27 عاماً.
وهناك اختلاف وحيد بين علم “الاستقلال” والعلم الذي تعتمده المعارضة السورية اليوم وهو مقياس طول وعرض العلم. إذ يعتمد علم عام 1932 بنسبة عرض إلى ارتفاع تبلغ 1:2، بينما تم اعتماده عام 2012 من قبل حكومة المعارضة مع نسبة عرض إلى ارتفاع تبلغ 2:3.
وتشير الألوان الأربعة المعتمدة في العلم، أي الأخضر والأحمر والأسود والأبيض إلى الأسر الحاكمة الرئيسية في التاريخ العربي: العباسيون والفاطميون والأمويون والهاشميون، بحسب موسوعة بريتانيكا.
صدر الصورة، Getty Images
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
فيما تقول مصادر أخرى إن النجوم الحمراء الثلاث في العلم، كانت في الأصل تمثل ثلاث مناطق في سوريا وهي حلب ودمشق ودير الزور، فيما يمثل اللون الأخضر الراشدين، والأبيض الأمويين والأسود العباسيين.
ويرتبط العلم السوري الحالي بنظر الكثير من السوريين المناهضين لحزب البعث بحكم الحزب، وذلك لأنه اعتمد بعد الانقلاب البعثي عام 1963.
ولذلك، شكّل العلم المعتمد للدولة السورية نقطة انقسام بين السوريين منذ عام 2011.
فبدأ المعارضون باستخدام علم العام 1932 أو ما يشار إليه على أنه “العلم الأخضر” للدلالة على انتمائهم السياسي.
ويعتبر الموالون للرئيس السابق بشار الأسد أن العلم الأخضر الخاص اليوم بالمعارضة، هو علم فترة “الانتداب الفرنسي”.
أما المعارضون للأسد، فيطلقون عليه اسم “علم الاستقلال” وينتقدون العلم الرسمي “الأحمر”، الذي تستخدمه الحكومة، باعتباره “علم البعث أو علم النظام السوري التابع لعائلة الأسد”.
وكان يمنع استخدام كلا العلمين في مناطق سيطرة الإسلاميين المتشددين في البلاد مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وكان يتم استبدالهما بالعلم “الأسود” الذي كانت تعتمده تلك الجماعات.
المصدر: صحيفة الراكوبة