اخبار المغرب

مشاركة دولية تكرّس “سيام” منصةً للدبلوماسية الفلاحية متعددة الأطراف

فضلا عن فرنسا، المشاركة كـ”ضيف شرف” في الدورة الحالية السابعة عشرة من المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، تحضُر الدورة أزيد من 70 دولة من مختلف قارات المعمور؛ مع تميّز لافت لمنتجات فلاحية زراعية لدول إفريقية وأوروبية بعيْنها.

ومع توالي السنوات كرّس “ملتقى سيام” دوره “منصةً للدبلوماسية الفلاحية والزراعية متعددة الأطراف”، مجسدا رؤية جديدة للفلاحة في علاقتها بالعالم القروي، عبر شعار “الماء في قلب التنمية المستدامة”.

ومَثّل اختيار فرنسا ضيف الشرف بملتقى مكناس الفلاحي، بعد أن حلّ المغرب هذه السنة ضيف شرف على المعرض الدولي للفلاحة بباريس، مؤشراً عاكساً للعلاقات الجيدة بين البلدين، والدينامية التي تميز التعاون الثنائي بين الرباط وباريس، المدعوم بتوقيع الملك محمد السادس والرئيس ماكرون “إعلان الشراكة الاستثنائية الوطيدة”.

“جناح فرنسي خاص”

وبجناح “خاص” يتوسط خيمة ضخمة مخصصة لعارِضي “القطب الدولي”، بمجرد ولوج زائر المعرض إليها تتلقّفُه ألوان أعلام ولافتات الدول المشارِكة، أبرزت فرنسا مسار تعاونها الثنائي مع المغرب في مجالات الفلاحة وأنشطة الزراعة وتربية المواشي.

وخلال زيارة جريدة هسبريس إلى الجناح الفرنسي عاينت حضورا وازناً لشركات فرنسية ومقاولات زراعية وصناعيةغذائية في دورة “سيام” لهذه السنة، فيما شرحَت آن ماري براولت، مديرة مكلفة بمشاريع “تدبير برامج التصدير” بـ”Service Pavillions France”، أن الجناح عرف “لقاءات عمل لتعزيز الشراكات”، مدعومة بتحسن واضح لعلاقات البلدين.

وقالت براولت: “نحن هنا ضمن برنامج ‘فريق فرنسا التصدير’، الذي تُشرف عليه الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب (CFCIM) من خلال برمجة وتنظيم لقاءات أعمال (B2B) بين الشركات الفرنسية وشركاء مغاربة من القطاعين العام والخاص”، منوهة بمستوى ما بلغته العلاقات الثنائية في مجالات فلاحية واعدة.

وفي إطار “السنة الزراعية الفرنسيةالمغربية” أوردت المتحدثة ذاتها: “نُبرز في جناحنا منطقة أوفيرنيرونألب، التي تمثل نصف الوفد تقريبًا، ومنطقة أوكسيتاني أيضًا، التي أرادت أن تقدم مساهمتها في هذا الوفد. وبالطبع ستأتي شركات أخرى أيضًا من مناطق أخرى. لذلك نحن سعداء جدًا بتواجدنا هنا، بوفد متنوع للغاية؛ ما يمثل أيضًا تنوع العلاقات الفرنسية المغربية في مجال الزراعة”.

وزادت المسؤولة الفرنسية أن “الوفد الفرنسي في ‘سيام’ لمَسَ اهتمامًا كبيرًا من المغاربة الذين يزورون الأجنحة بأعداد كبيرة منذ بداية الأسبوع”، وتابعت: “نحن سعداء للغاية بالإقبال والاهتمام. هذه المشاركة هي وسيلة لتقوية العلاقات”.

رهان تقوية التعاون

ويراهن الجناح الفرنسي بـ”سيام 2025″ على أن “تُسهم اللقاءات الثنائية للأعمال في تسريع دينامية بناء العلاقات التجارية وتُطلق مشاريع تعاون حقيقية”، ولاسيما على ضوء الاتفاقيات الرسمية الموقعة شهر أكتوبر الماضي إثر زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى المملكة.

وضمّ الرواق ذاته 50 عارضاً فرنسيا على مساحة 400 متر مربع؛ أبرزهم ممثلون عن منطقتيْ أوفرنرونألب و”أوكسيتاني” المشتهرتين بالقطاع الفلاحي، لعرض سلسلة القيمة الزراعية كاملة: من التربية الحيوانية إلى حلول الري، مرورًا بالتكنولوجيا الزراعية (AgriTech) وتطوير القطاعات العضوية وبنيات التخزين.

بدوره عبّر تيري آلان ترونغ، رئيس قسم الأجنحة الفرنسية للزراعة والتكنولوجيا في «بيزنس فرانس» (شركة استشارية مملوكة للدولة تعمل على تعزيز تدويل الاقتصاد الفرنسي من خلال دعم الشركات في تنمية صادراتها)، مصرحاً لهسبريس، بنبرة فخر: “اختيار فرنسا ضيفة شرف هذه السنة يُبرز متانة العلاقات الزراعية بين البلدين. ونحن سعداء لعرض ابتكاراتنا هنا كما استعرض المغاربة منتجاتهم في معرض باريس للفلاحة”.

وأوضح المسؤول الفرنسي ذاته أن “الجناح يضبط منظومة متكاملة من الشركات والمناطق والهيئات ومراكز البحث لمواجهة تحديات مشتركة، كالأمن الغذائي والإدارة المستدامة للموارد والتحول الإيكولوجي”، مؤكداً أن “سيام 2025 ليس مجرد مَعرض، بل منصة للتعاون الملموس والابتكار المشترك في مجالات التربة والمياه والثروة الحيوانية”.

ويأتي كل ذلك معضَّدًا بحضور فعاليات الافتتاح الرسمي من قِبل بنجامين حداد، الوزير الفرنسي المنتدب المكلف بالشؤون الخارجية والأوروبية، الذي أكد في كلمته على “حتمية تكثيف التعاون الفلاحي الثنائي المغربيالفرنسي، ولاسيما في مجالات البحث العلمي”.

توسعة وتنويع

في القطب الدولي قدِمَ للمشاركة ممثلو عدد من البلدان الأجنبية المدعوّة خلال الدورة الـ17؛ ويتعلق الأمر أساساً بـ: أنغولا، بنين، إفريقيا الوسطى، كوت ديفوار، إسواتيني، العراق، ليبيريا، مالاوي، أوغندا، فلسطين، ساوتومي وبرنسيب، وجنوب السودان.

ويعكس هذا التنوع بين الدول والقارات مكانة مرموقة للملتقى الدولي للفلاحة كموعدٍ سنوي بارز، ولاسيما مع الترحيب بالحضور البرتغالي والإيفواري القوي، في مؤشر دالٍّ على توسيع شبكة التعاون الزراعي للمملكة، وفق ما رصدته هسبريس.

وبفضل المشاركة الفعالة للفاعلين الاقتصاديين بدعم من الوكالة البرتغالية للاستثمار والتجارة الخارجية (AICEP) تنكشف أهمية هذا الحضور بـ”ملتقى طرق إستراتيجي يُمكّننا من الالتقاء بالمزارعين والمُصنعين والطلبة والباحثين على السواء”، بتعبير رشيدة حميد الله، مديرة التواصل بإحدى الشركات البرتغالية المبتكِرة، في حديثها لهسبريس.

وأضافت المتحدثة: “نُقدّم منصة ذات تقنية عالية تجمع بين بيانات الطقس ومعلومات التربة وأجهزة الاستشعار في الموقع لتوفير أدوات صنع القرار للمهنيين في هذا القطاع”، مبرزة “نهج التحرك نحو اعتماد الزراعة الذكية، حيث يمكن للتكنولوجيا تحسين المحاصيل مع احترام البيئة، وهو تحدٍ يتقاسمه المغرب كجزء من إستراتيجيته الخضراء مع عدد من دول الجوار في حوض المتوسط”.

ومن الفاعلين الدوليين الحاضرين بقوة في معرض “SIAM 2025” كوت ديفوار، وهي أكبر منتج ومصدّر لجَوْز الكاجو في العالم، وجاءت للترويج لإمكانات هذه السلسلة الإنتاجية وعدد من منتجاتها المحلية.

كوناتي لاما، ممثل أحد المجالس الفلاحية بكوت ديفوار، بيّن أن حضورهم يأتي “للترويج لمنتجات الكاجو والقُطن المصنعة، وكذلك لجذب المستثمرين”، وزاد: “منتجاتنا ناجحة للغاية، خاصةً حبات الكاجو التي تحظى بتقدير كبير لخصائصها الغذائية”.

وأبرز لاما “طموح كوت ديفوار إلى الانتقال من اقتصاد التصدير الخام إلى اقتصاد قائم على التجهيز المحلي، بالتآزر مع شركاء مثل المغرب، المنفتح على منافذ جديدة وشراكات بين بلدان الجنوب”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *