اخبار المغرب

طفل يعذب حيوانًا: “إشارة انذار”

عندما يقتل طفل أو مراهق قطة صغيرة، أو يربط جروًا ويضربه، أو يحبس حيوانًا ليشاهده يعاني، يجب أن نشعر بالقلق. إنها ليست مجرد “لعبة” أو “غباء” أبدًا. وهذه إشارة تحذيرية يجب أن نأخذها على محمل الجد.

القسوة على الحيوانات: ما الذي نتحدث عنه؟

نتحدث عن القسوة على الحيوان عندما يتعمد طفل أو مراهق إلحاق المعاناة بحيوان: الضرب، التعذيب، الحرمان، القتل، وما إلى ذلك. هذا السلوك يكون أحيانًا عرضيًا، ولكن يمكن أن يكون متكررًا أيضًا، وحتى ساديًا.

لا ينبغي الخلط بين هذا النوع من السلوك والفضول البسيط لدى الأطفال الصغار (أقل من 67 سنوات)، والذين قد يؤذون حيوانًا في بعض الأحيان أثناء اللعب دون فهم. ولكن منذ سن المدرسة، من المتوقع أن تكون القدرة على فهم آلام الآخرين وإذا استمر الطفل في إيذاء الحيوانات، فيجب علينا أن نطرح عدة

أسئلة.

كيف يمكن للطفل أن يصبح قاسياً على الحيوانات؟

لا يوجد سبب واحد ولكن يمكن لعدة عوامل نفسية وأسرية واجتماعية أن تتفاعل مع بعضها البعض:

مناخ عنيف في المنزل: في كثير من الحالات، يتعرض الطفل نفسه للعنف، أو يكون ضحية له ويعيد عرض ما شاهده أو عاشه.
الافتقار إلى التعاطف: يواجه بعض الأطفال صعوبة في وضع أنفسهم في مكان الآخرين ولا يرون معاناة الحيوان مهمة أو حتى حقيقية.
الحاجة إلى السيطرة: إن جعل الحيوان الأضعف يعاني يمكن أن يكون وسيلة لاستعادة الشعور بالقوة وخاصة عندما يشعر الطفل بالعجز في حياته الخاصة.
التقليد: حيث يقوم الطفل بإعادة إنتاج ما يشاهده في الفيديوهات أو على مواقع التواصل الاجتماعي أو في محيطه.

ماذا يكشف هذا السلوك عن الطفل؟

كل حالة فريدة من نوعها ولا يتعلق الأمر بـ”شيطنة” الطفل، بل يتعلق بفهم ما يعبر عنه سلوكه.

يمكن أن تكون القسوة على الحيوان علامة على اضطراب أعمق:

اضطراب سلوكي: خاصة إذا كان الطفل عدوانيًا أيضًا تجاه الأطفال.
صدمة النفسية: إذا كان الطفل ضحية أو شاهدٌ على العنف.
سِمات عاطفية مزعجة: مثل اللامبالاة تجاه المعاناة أو عدم الشعور بالذنب أو البرود العاطفي.

لماذا لا يجب علينا التقليل من أهمية ذلك أبدًا؟

حيوان مُعتدى عليه، طفل في محنة.

عندما يؤذي طفل حيوانًا، لا ينبغي لنا أن نفكر في العقاب فقط بل يجب علينا أن تفكر في الفهم لأن الطفل الذي يعذب حيوانًا ليس بالضرورة “سيئًا” ولكن حالته سيئة ويحتاج إلى المساعدة.

إن تجاهل هذا النوع من السلوك أو التقليل من شأنه أو التسامح معه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يتعاملون بقسوة مع الحيوانات هم أكثر عرضة لتطوير سلوكيات عنيفة في مرحلة المراهقة والبلوغ ولا يقتصر العنف دائمًا على الحيوانات، بل يمكن أن ينتشر إلى أطفال آخرين أو إلى الأشخاص القريبين منا، ثم يصبح طريقة معتادة للتصرف في المجتمع.

ماذا يجب أن تفعل كأب أو معلم أو شاهد؟

لا تضحك أو تتسامح مع هذا السلوك أبدًا.
قم بحماية الحيوان فورًا وأبعد الطفل عنه.
تحدث مع الطفل دون عنف ولكن بحزم: “أنت تتألم. الحيوان مثلك يتألم”
اطلب المساعدة من المتخصصين: يمكن للطبيب النفسي أو أخصائي علم النفس أن يساعدك في فهم ما تكشفه هذه الإشارة ويقدم لك الدعم.

من خلال التدخل المبكر نحمي الحيوان ولكن الأهم من كل ذلك أننا نقدم للطفل فرصة للهروب من دوامة العنف.

* الدكتور جواد مبروكي، طبيب نفسي ومحلل للمجتمع المغربي

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *