الحرب دمرت معظم المنشآت الطبية.. مستشفيات السودان مسرح للموت والخراب

تسببت الحرب في السودان التي دخلت عامها الثاني، في دمار معظم منشآت القطاع الصحي، وسط ومخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة.

وأدّى اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/ نيسان من عام 2023، إلى انهيار البنية التحتية للقطاع الصحي بنسبةٍ تصل إلى 80%.

وطال الدمار مئات المستشفيات والمراكز الصحية، ومصانع الأدوية ومستودعات الإمدادات الطبية، وهو ما فاقم من معاناة المواطنين، بينما يفتقر عشرات الآلاف من النازحين إلى أبسط أنواع الرعاية الصحية.

مستشفيات في مرمى نيران المعارك في السودان

فخلال المعارك كانت المنظومة الصحية على مدى العامين الماضيين في مرمى النيران.

مستشفى الشعب دارت حوله وداخله أشرس معارك الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع.

لم يصدّق الطيب عبد الرحمن، المدير الإداري للمستشفى، ما آلَ إليه الحال. فالمعارك رسمت ملامحُها على جدران المستشفى وأسرّته بالدماء والبارود.

يشير الطيب عبد الرحمن موسى، المدير الإداري لمستشفى الشعب، إلى الأضرار التي لحقت بالمباني، وقد ظهرت من حوله آثار الرصاص والنيران.

قدرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 40% من السودانيين يحتاجون إلى خدمة طبية عاجلة.

وكشفت وزارة الصحة السودانية أن حجم الخسائر في القطاع الصحي بسبب الحرب تجاوز 11 مليار دولار، وأن عدد المستشفيات المستهدفة بلغ 519 في ولايات السودان كافة .

وفي حين قُتل أكثر من 119 من الكوادر الطبية، تعرض العشرات للاعتقال والتعذيب.

يقول الدكتور هيثم محمد عبد الرحمن، وزير الصحة الاتحادي، إن النهب والتخريب شمل إلى جانب المستشفيات الإمدادات الطبية والآليات والمخازن والمستودعات العامة.

مسرح للموت والخراب

أضحت العنابر والعيادات مسرحًا للموت والخراب في السودان، بعد أن كانت تستخدم لإنقاذ حياة المرضى.

وفي مناطق ترزح تحت وطأة المعارك، لجأ المواطنون إلى حفر خنادق داخل بعض المستشفيات وجرى تحويلها إلى ملاذٍ آمن للأطباء والمرضى.

كما استخدمت بعض القوات المتحاربة مستشفيات أخرى ثكنات عسكرية، أو لتقديم الخدمات الطبية لجنودها.

وقد أدى الانهيار المتسارع في القطاع الصحي إلى انتشار الأمراض والأوبئة، وأفرز واقعًا مأساويًا على المواطن.

هكذا، يظل انهيار منظومة الصحة وخروج أغلب المستشفيات عن العمل في المناطق المتأثرة بالحرب، أكبر تحد يواجه عودة النازحين إلى مدنهم، فهم بحاجة إلى تأهيل المستشفيات بصورة عاجلة أو خلق بدائل مناسبة.