اخبار السودان

التعليم للصغار والتوعية للكبار ضد المخاطر

محمد يوسف محمد

 

إستكمالاً لمقالي السابق الذي تساءلت فيه عن مستقبل السودان السياسي اعود لأواصل السرد فالحرب لن تحل مشاكل السودان وكما هو واضح أن الذي يدفع فاتورة الحرب هو المواطن البسيط من ماله وممتلكاته ودمه .. والحرب ظلت مشتعلة في السودان لعشرات السنوات تحرق ارضه وتقتل بنيه منذ الإستقلال دون أن تتوقف فماذا قدمت غير تعطل التنمية وتقسيم السودان وفصل جزء غني وغالٍ من الوطن.

إن من اكبر مشاكل السودان عدم الوعي الكافي لما يدور حولنا من مخاطر وأطماع وإنسياغنا بكل سهولة لمخططات الإستخبارات المعادية لنا تروج سمومها حتى في المدن الكبيرة مراكز الوعي ووسط المتعلمين تبث سمومها بسبب عدم الوعي وعلي سبيل المثال الإشاعات المنتشرة عن الأشقاء المصريين وتصوير أن كل صغيرة وكبيرة تحل بالسودان سببها مصر والواقع الحالي اثبت أن المصريين أشقاء تقاسموا اللقمة وحسن الضيافة للسودانيين ولم تتورط مصر في حرب السودان ولم يحدث ان رأينا شخص مصري يحمل سلاح ويشارك في الحرب رغم إن مصر دولة مجاورة مثل بقية الدول المجاورة التي إنخرطت في الحرب حتى النخاع وحمل ابناء هذه الدول المجاورة السلاح ضد السودانيين وأساءوا معاملة اللاجئين السودانيين ورغم ذلك يغض العوام النظر عن هذه الدول ويصرون على عداء مصر الشقيقة وهذا العداء للاشقاء في مصر جزء من مخطط مخابراتي معادي لعزل السودان عن عمقه الإستراتيجي للإنفراد به ونهب ثرواته وتقسيمه وقد تحقق للأعداء ما يريدون.

 

السودان قطر قارة ويقع في منتصف القارة الافريقية لهذا به تنوع عرقي وثقافي كبير وأرضه خصبة وغنية بالثروات والمياه وهو جنة من جنان الفردوس يحسدنا عليها كل العالم وهذه النعمة والجنة إن لم تجد وعي يحرسها وإدارة رشيدة ستتحول لخراب ويطمع في ثرواتها الجميع ونقع فريسة لعمل المخابرات المعادية والتي تبث روح العداء وتشعل الحروب والدمار لتنهب ثرواتنا وتعطلنا من النهوض كدولة عملاقة بثرواتها.

 

لهذا نحن بحاجة للتوعية بالمخاطر التي تتربص بنا وذلك عبر إضافة مناهج تعليمية تنشئ الصغار على الوعي السياسي والإجتماعي والوطنية الخالصة والإعتراف بالآخرين شركاء الوطن وذلك حتى ننشئ جيلاً يصلح لقيادة البلد وحتى لا يكونوا ناجحين اكاديمياً وفاشلين في قيادة المجتمع، واما الكبار فلابد من توعيتهم عبر وسائل الإعلام بدلاً من ان تعمل القنوات الفضائية في الغناء طوال اليوم لابد من الإستفادة من هذه المساحة الزمنية في هذه الوسائل للتوعية بقيمة الوطن وبالمخاطر التي تحيط بالوطن وبث روح التسامح والتعايش بين السودانيين ودحض ما يبثه اعداء السودان وذلك لابد منه لو كنا نرغب في الحفاظ على وطننا موحداً دون حروب وإنقسامات وتفكك.. والصمت وترك الساحة خالية للمخابرات المعادية ودعاة الحروب والدمار وحدهم لينفردوا بغسيل العقول وزرع الافكار الهدامة سيعود علينا بمزيد من الدمار ولن تخمد النار طالما ان هناك من يغذيها بالافكار المضللة وينفخ فيها.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *