صحيفة فرنسية: “الهروب الخطير إلى الأمام لنتنياهو.. خطر على الفلسطينيين، ولكن أيضاً على الإسرائيليين”

تحت عنوان: “الهروب الخطير إلى الأمام لنتنياهو.. خطر على الفلسطينيين، ولكن أيضاً على الإسرائيليين”، قالت صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية إنه من خلال خرق الهدنة في غزة في 18 مارس/آذار المُنصرم؛ قرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي المضيّ حتى النهاية في مشروعه الإبادي وضمّ الأراضي الفلسطينية. لم يعد بإمكان البرلمانيين الأجانب التوجه إلى الضفة الغربية.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أنّه خلف إفادة رئيس جهاز الشاباك رونين بار يظهر ديكتاتور مستعد لفعل أي شيء، وخصوصاً الأسوأ. فبنيامين نتنياهو ينخرط في هروب إلى الأمام يشكل خطراً كبيراً ليس فقط على الفلسطينيين، بل أيضاً على الإسرائيليين. فالأوتوقراطية باتت قانوناً بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي وأتباعه من اليمين المتطرف، مثل بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، وإيتمار بن غفير.
فهم متشبثون بهدفهم النهائي: نفي وجود الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لحرب إبادة في غزة وتطهير عرقي متصاعد في الضفة الغربية، مستغلين كل الوسائل ويقتسمون الأدوار.
وتابعت صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية القول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى لكسب دعم اليمين المتطرف العالمي، بزيارات إلى فيكتور أوربان في المجر، ثم إلى دونالد ترامب في الولايات المتحدة، مستفيداً من تساهل القادة الأوروبيين، وعلى رأسهم فرنسا.
فقد أكدت باريس أن مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية لن تُنفذ، مما سمح لطائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي على الأرجح باستخدام المجال الجوي الفرنسي.
احتجاجات جنود الاحتياط الإسرائيليين
ومضت الصحيفة الفرنسية موضّحةً أن خرق وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل في قطاع غزة في 18 مارس/آذار فجّر موجة من الانتقادات ضد نتنياهو في أنحاء العالم، وأيضاً داخل إسرائيل. وتزايدت المظاهرات المطالبة بوقف المجازر في الأراضي الفلسطينية في كل أنحاء العالم، بما في ذلك في العواصم الغربية. ولم تعد الاتهامات باللاسامية ضد من يتعاطفون مع مأساة الشعب الفلسطيني تقنع أحداً.
في إسرائيل، يندّد مئات الآلاف باستراتيجية الحكومة، إذ يدرك هؤلاء أن الإسرائيليين المحتجزين في غزة قد يُقتلون تحت نيران القصف. كما أن جنود الاحتياط من مختلف وحدات الجيش يرفضون بشكل متزايد المشاركة في حرب غير أخلاقية تستهدف المدنيين فقط، تواصل صحيفة “ليمانيتي” دائما.
وكانت “ليمانيتي” قد نقلت في وقت سابق عن الكابتن الاحتياطي رون فاينر، قوله: “إنها مجرد أعراض لمشكلة أعمق.. سياسة الحكومة التي تختار عن عمد تدمير مستقبل المنطقة والتضحية بعدد هائل من الأرواح، من رهائن إسرائيليين وآلاف الفلسطينيين، باسم أوهام لا تهم معظم الإسرائيليين”.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أنه بعد نحو عشرين شهراً من الحرب، تغيرت الأمور وتغيرت نظرة العالم كذلك. لكن نتنياهو يرفض الاعتراف بذلك، مفضلاً البقاء في السلطة على سلامة الجنود الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين، تحت ذريعة القضاء على حماس، وهو هدف وهمي. وهو بذلك يعزل إسرائيل.
ففي بداية أبريل/نيسان الجاري، مُنعت نائبتان من حزب العمال البريطاني من دخول إسرائيل رغم أنهما كانتا تريدان زيارة الضفة الغربية المحتلة. والأسبوع الماضي، مُنع أكثر من عشرين برلمانيا مسؤولاً فرنسياً من السفر إلى إسرائيل، رغم حصولهم على تصاريح إسرائيلية في مارس، تم سحبها لاحقاً دون تفسير.
منع استخدام كلمة “إبادة جماعية”
وأوضحت “ليمانيتي” أن القمع يزداد عنفاً داخل إسرائيل ضد المتظاهرين الذين يعارضون سياسة الحكومة. وفي الأراضي الفلسطينية لا توجد حدود لهذا العنف. يوم السبت، حذّرت الشرطة منظمة “نقف معاً” التقدمية من رفع صور لأطفال فلسطينيين قُتلوا في القصف أو حتى استخدام كلمة “إبادة جماعية”. لكن رئيس المنظمة، ألون-لي غرين، كتب: “تحت الضغط الشعبي، تراجعوا. لن نصمت!”.
الأخطر من ذلك، أن رونين بار، رئيس جهاز الشاباك، الذي يحاول نتنياهو عزله، كشف أمام القضاء حقائق خطيرة للغاية. وقالت صحيفة هآرتس: “بار وصف وضعاً ديستوبيّاً يتصرف فيه رئيس الوزراء كديكتاتور أو زعيم لعصابة إجرامية. لقد طلب من بار أن يُخرجه من محاكمته الجنائية من خلال الادعاء كذباً بوجود تهديد أمني، وطلب منه اتخاذ إجراءات ضد المتظاهرين ضده في الشوارع”.
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وعد بتسلئيل سموتريتش بضمّ الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 2025. ومنذ ذلك الحين، تصاعد عنف المستوطنين دون أن يُفرض أي عقاب على إسرائيل. فهل اختار نتنياهو المواجهة لأنه يحظى بدعم دونالد ترامب وحلمه بإنشاء “ريفييرا شرق أوسطية” في غزة، ولأنه لا تُفرض أي عقوبات، لا سياسية ولا اقتصادية؟ تساءلت “ليمانيتي”.
فالخوف الأكبر لدى النظام الإسرائيلي هو اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين. كل سياسات الحكومة تهدف إلى منع ذلك، لأن الاعتراف سيُفشل مشروع “إسرائيل الكبرى” من البحر المتوسط إلى نهر الأردن. ولمنع ذلك، نتنياهو مستعد لفعل أي شيء، تقول الصحيفة الفرنسية.