اخبار المغرب

“فضحت ازدواجية كوكاكولا”.. قنينات “Ciel” تثير الجدل بإسبانيا

أثار مقطع فيديو ساخر لصانع محتوى إسباني موجة من الجدل داخل الأوساط الإعلامية الأوروبية، بعدما عبّر عن اندهاشه من كون أغطية قنينات الماء البلاستيكية من علامة Ciel، التابعة لشركة كوكاكولا بالمغرب، لا تزال غير مثبّتة بالقارورات، في مخالفة واضحة للمعايير البيئية المعتمدة داخل الاتحاد الأوروبي منذ عام 2024.

صاحب الفيديو، المعروف على منصة “تيك توك” باسم carliyoelnervio@، وثق المشهد خلال زيارته للمغرب، وعلّق بسخرية: “يا شباب، سبقونا من اليمين!”، في إشارة إلى المفارقة الصارخة بين ما تفرضه أوروبا من قواعد بيئية صارمة، وما يُطبق فعليا في بلدان الجنوب، حتى حين يتعلق الأمر بالمنتج ذاته ومن الشركة نفسها.

الجدل لم يبق حبيس مواقع التواصل، بل بلغ صدى الإعلام الأوروبي، حيث خصص برنامج “Aruser@s” الإسباني فقرة خاصة للمقطع ضمن فقراته الساخرة، تساءل خلالها الإعلامي ألفونسو أروس عن مدى جدوى القوانين الأوروبية، إذا لم تُطبّق بشكل موحّد وشامل على المستوى العالمي.

صانع المحتوى نفسه عاد ليؤكد في تعليق لاحق: “إما أن نطبق القواعد جميعا، أو لا يطبقها أحد… اخرجوا قليلا من الاتحاد الأوروبي وستكتشفون أننا نحن من يبدو أحمقا”.

وتفتح هذه الواقعة الباب أمام تساؤلات جدية حول مدى التزام الشركات متعددة الجنسيات، وعلى رأسها كوكاكولا، بتوحيد معاييرها البيئية في مختلف أسواقها. ففي الوقت الذي تحرص فيه الشركة على تطبيق صارم لتوجيهات الاتحاد الأوروبي في دول الشمال، تواصل تسويق علامتها Ciel في المغرب دون التقيد بقاعدة تثبيت الأغطية، مستفيدة من غياب إلزام قانوني محلي مماثل.

ويرى مراقبون أن هذه المفارقة تعكس ما يُسمى بـ”الازدواجية البيئية”، التي تلجأ إليها بعض الشركات العالمية، حيث تتبنى خطاب الاستدامة وحماية البيئة في أوروبا، بينما تُظهر مرونة مريبة في بلدان الجنوب، حيث الرقابة أضعف والتشريعات أقل صرامة.

هذا التباين لا يفضح فقط خللا في انسجام السياسات البيئية على المستوى الدولي، بل يضع أيضا مسؤولية أخلاقية ومؤسساتية على عاتق الشركات الكبرى، التي يُفترض أن تلتزم بالمبدأ نفسه في جميع الأسواق، لا أن تُكيّف معاييرها وفق مستوى صرامة القوانين المحلية.

 

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *