اخبار

إسرائيل تغتال حسين عطوي.. القائد الدعوي الذي وجّه صواريخه من الجنوب

ابن الهبارية الذي تأثر بالمـ*ـقاو*مة منذ طفولته بعد استـ*ـشهـ ـا*د والدته بقذيفة إسرائيلية.. الدكتور حسين عطوي المجـ*ـاهـ*ـد المثقف.. كان قلمه يرسم الوعي وسـ*ـلاحه يحرس القضية

عاش مقـ*ـاتلًا بالكلمة والرصـ *ـاص ومضى شهـ*ـيدً*ا على العهد.. ارتقى اليوم في #لبنان أحد أخطر ما تكرهه… pic.twitter.com/rrTYNky8cM

— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) April 22, 2025

وطن في تصعيد خطير يُنذر بتوسيع رقعة المواجهة الإقليمية، أقدمت إسرائيل على اغتيال الشيخ حسين عطوي، أحد أبرز قيادات “قوات الفجر”، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان، عبر استهداف مباشر بطائرة مسيّرة أثناء انتقاله على الطريق الرابط بين بلدته بعورته والعاصمة بيروت.

العملية شكّلت صدمة داخل الأوساط اللبنانية والفلسطينية على حد سواء، ليس فقط لما تحمله من خروقات سيادية واضحة للحدود اللبنانية، بل أيضًا لما تحمله من دلالات سياسية وأمنية تُعيد خلط الأوراق في جنوب لبنان، الذي يشهد منذ أسابيع تصاعدًا ميدانيًا متواترًا ضمن سياق المواجهة المفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي.

الشهيد حسين عطوي لم يكن رجل سلاح فقط، بل شخصية جامعة جمعت بين العمل المقاوم، الدعوي، الأكاديمي، والإعلامي. عرفه طلابه في كلية الدعوة الإسلامية في بيروت كأستاذ إداري وفاعل في الساحة التربوية، كما عرفه خصومه كمجاهد في ميادين الجنوب اللبناني، وصاحب موقف ثابت في دعم المقاومة الفلسطينية.
وقد ذاع اسمه منذ عام 2014، عندما أطلق صواريخ من الجنوب باتجاه المستوطنات الإسرائيلية ردًا على العدوان على غزة، في خطوة عدّها الاحتلال تجاوزًا خطيرًا للخطوط الحمراء.

أصول التزامه المقاوم تعود إلى تجربة شخصية قاسية، حين فقد والدته عام 1977 جراء قذيفة إسرائيلية سقطت على بلدته. تلك الحادثة رسمت ملامح التكوين النضالي لعطوي، الذي نشأ على فكرة أن “العلم لا يُناقض الجهاد، بل يُكمله”، فاختار أن يكون صوته في الجامعات والمنابر هو ذاته صوته في ساحات المواجهة.

المؤسف أن هذا ليس أول استهداف له؛ فقد سبق أن نجا مطلع 2024 من محاولة اغتيال حين أوقفته القوى الأمنية اللبنانية بتهمة حيازة صواريخ وإطلاقها، ليتم الإفراج عنه لاحقًا دون توجيه تهم مباشرة، وسط تضامن واسع من القوى الإسلامية والوطنية.

في بيان نعيها، وصفت الجماعة الإسلامية حسين عطوي بأنه “قائد مجاهد وأستاذ جامعة ومربي فاضل”، مضيفة أن “اغتياله هو اعتداء جبان ينقل المعركة إلى قلب لبنان ويؤكد أن الاحتلال لا يفرّق بين فلسطيني ولبناني حين يتعلق الأمر بأصوات المقاومة”.

هذا الاغتيال لا يمكن قراءته بمعزل عن التحوّلات الجارية في جنوب لبنان، حيث يتّسع نطاق العمليات العسكرية والاستهدافات الجوية الإسرائيلية، لتشمل مناطق أبعد من خطوط الاشتباك التقليدية، ما يعكس محاولة إسرائيل تصفية البنية الداعمة للمقاومة في مختلف أرجاء الجغرافيا اللبنانية.

وفي ظل صمت رسمي لبناني حتى اللحظة، ترتفع الأصوات في الأوساط السياسية والشعبية للمطالبة بردّ يوازي حجم الخسارة، أو على الأقل تحميل الاحتلال مسؤولية تفجير المشهد الأمني في عمق الداخل اللبناني، مع تساؤلات تزداد:
هل تكون هذه العملية تمهيدًا لمرحلة أكثر دموية؟
وهل يمكن للجماعة الإسلامية أن تبقى على الحياد بعد اغتيال أحد أبرز رموزها؟
وهل الجنوب اللبناني بات مفتوحًا على كل السيناريوهات؟

الجواب على هذه التساؤلات لا يزال رهن الساعات القادمة… لكن ما هو مؤكد، أن اغتيال حسين عطوي لن يكون حدثًا عابرًا في سجل الصراع مع الاحتلال.

اغتيال فؤاد شكر.. لماذا لم يخلِ حزب الله قياداته من الضاحية الجنوبية؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *