الشرطة السودانية تعلن نقل إداراتها إلى الخرطوم

أعلن مدير عام قوات الشرطة السودانية بالإنابة الفريق محمد إبراهيم عوض الله، انتقال إدارات الشرطة من مدينة بورتسودان شرقي البلاد إلى ولاية الخرطوم لأول مرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023 ، مشيراً إلى أن الحياة عادت إلى طبيعتها في الولاية.
وأكد عوض الله أن الهدف من انتقال إدارات الشرطة إلى العاصمة الخرطوم التي سيطرت عليها القوات المسلحة السودانية في نهاية مارس الماضي، يتمثل في تحسين بيئة عمل الإدارات، متعهداً بتوفير “أرضية أمنية للسودانيين”.
وذكر خلال المنبر الدوري لوزارة الثقافة والإعلام الذي تنظمه وكالة السودان للأنباء “سونا”، أنه “ليس هناك استثناءات فيما يخص نقل إدارات الشرطة لولاية الخرطوم”، مشيراً إلى أن “إدارات الشرطة المختلفة ستعمل على توفير أرضية أمنية وطمأنينة للمواطنين”.
وكشف عن تكوين قوة مشتركة من القوات النظامية المختلفة للقيام بحملات لضبط حالات انتحال شخصية رجال الشرطة، واصفاً هذه الظاهرة بأنها “محدودة وغير مزعجة”، وأنه في حال وجودها سيتم التعامل معها بحزم.
ولفت عوض الله إلى رصد أفراد من الشرطة يعملون مع قوات الدعم السريع، مبيناً أنهم “لن يفلتوا من العقاب”، مشيراً إلى وجود لجنة لرصد المتعاونين معها، مؤكداً على أن الرصد عمل مستمر طالما أن الحرب مستمرة.
“عودة الحياة”
وأكد مدير عام قوات الشرطة السودانية بالإنابة على أهمية “الشرطة المجتمعية” في المرحلة الحالية باعتبارها النواة الأولى في مكافحة الجريمة واكتشاف أي مخالفة، داعياً المواطنين للمشاركة والمساهمة في بسط الأمن بالمدن والقرى.
وأفاد بأن إدارة الشرطة ووزارة الداخلية توليان البحث العلمي اهتماماً كبيراً في الجوانب القانونية والعلوم الأخرى، لدورها في تطوير العمل الشرطي في جوانبه المختلفة.
وأشار عوض الله إلى الخطوات التي اتخذتها الشرطة في تحسين بيئة العمل لأفرادها من خلال تحسين شروط الاستيعاب، مشيراً إلى تكوين لجنة تختص بهذه الشروط، لتطوير العمل للوصول لشرطة متطورة في التدريب وتقديم خدمات متميزة للمواطنين.
ولفت إلى عودة الحياة إلى طبيعتها بولاية الخرطوم بصورة مطمئنة من خلال افتتاح المدارس والمستشفيات بالولاية، مؤكداً “انتظام العمل الدؤوب في سبيل إزالة مخلفات الحرب”.
وشدد مدير عام الشرطة السودانية بالإنابة على أن المرحلة الحالية هي مرحلة الشرطة المجتمعية ودورها في مكافحة الجريمة واكتشاف أي مخالفة وكل ما يعكر صفو المجتمع، داعياً المجتمعات للمشاركة في بسط الأمن.
تأمين المرافق والمنشآت
وفي السياق ذاته، قال اللواء قاسم أمين أحمد مدير الإدارة العامة لتأمين المرافق والمنشآت، إن “الإدارة في كامل جاهزيتها لتأمين جميع المرافق الحيوية والاستراتيجية، بما يشمل الوزارات الاتحادية، والبعثات الدبلوماسية، والموانئ البحرية، وخطوط السكك الحديدية، والسدود، وشركة سكر كنانة وشركة سكر النيل الأبيض، إضافة إلى المحكمة الدستورية وشرطة السياحة والتراث القومي”.
وأضاف: “بتحرير ولاية الخرطوم من المليشيات، حضرنا إلى هذه الولاية الصامدة الصابرة بعزم لا يلين، وسنظل سنداً لكل مؤسسات الدولة في أداء مهامها وضمان أمنها واستقرارها”.
من جهة أخرى، ذكر وزير الداخلية الفريق خليل باشا سيرين عن تنسيق مشترك مع معتمدية اللاجئين بشأن ترحيل اللاجئين الإثيوبيين والإرتريين إلى معسكرات بكسلا والقضارف، وترحيل اللاجئين الجنوبيين وتجميعهم بمعسكر خارج ولاية الخرطوم.
وكان الجيش السوداني قد أعلن في مارس الماضي، انتصاره على قوات الدعم السريع في الخرطوم، مؤكداً السيطرة على معظم أنحاء العاصمة، فيما قال محمد حمدان دقلو قائد “الدعم السريع”، إن قواته أعادت تموضعها في مناطق بالعاصمة، مشيراً إلى أن الحرب مع الجيش لم تنته بعد.
وأجج الصراع بين الطرفين موجات من العنف العرقي، وتسبب في اندلاع ما وصفتها الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وانتشار الجوع في عدة مناطق.
المصدر: صحيفة الراكوبة