أمد/ لا يُنكر احد، خاصة من المُتابعين والمُختصين، ان نتنياهو لديه قُدرات ذاتية “مهولة” في “صُنع الشو”، والاختراع والفبركة اللحظية الآنية الفورية، في التوّ والحال،

كما ان لديه قُدرة عجيبة  على ان “يجعل من نفسه مُحاورا لنفسه”،

في تصريحاته الاخيرة يجترّ نتنياهو مخزونه ويُخرجه ، بنفس العبارات والتعابير، والمواقف والاحداث، وكأن كرة الثلج في يده تلف وتدور وتكبر، لكنها لا تتقدّم،

ومع انه يدّعي، بكل صفاقة،  انه غيّر وجه الشرق الاوسط، إلا انه هو بذاته لم يتغيّر، بل بقي مُتمترسا وراء مقولاته واهدافه وتهديداته القديمة، وكأن شيئا لم يتغيّر، ولم تبرد عدة جبهات، يعكسها ويُصوّرها  نتنياهو  على انها ما زالت في قمة اشتعالها،  وأنه يخوض حتى ركبتيه في معمعانها!!!،

ما زال نتنياهو يُعيد ويُزيد ويُكرّر انه يُحارب على سبع جبهات!!!، وانّه يُغيّر وجه الشرق الاوسط في قتاله هذا،

آخر نهفات وصرعات واختراعات نتنياهو بانه صرّح  “انه لن يسمح بدولة الخلافة على المتوسط؟؟؟!!”،

لا ندري ماذا يقصد نتنياهو بدولة الخلافة، وهل هي، بالنسبة له،  سُنّية أم شيعية، أم مُختلطة؟؟؟!!!،

لان الدولة الوحيدة، على ضفاف المتوسط،  ذات الطبيعة “الاوتوقراطية” الدينية، هي دولته، دولة الاحتلال  والمستوطنين والمتعصبين والمُتزمّتين!!!،

كما انه يُحاور نفسه، بجدارة منقطعة النظير، ويُحاول اقناعها انه ما زال يُحارب على سبع جبهات، وهل ما زال يعتبر العراق جبهة!!!، وجنوب لبنان جبهة، وسوريا “الجولاني الشرع” جبهة، وايران المنشغلة بمفاوضات النووي مع ترامب جبهة، واليمن الرازحة تحت الضربات الامريكية المُتلاحقة جبهة،

وحتى الضفة الغربية ليست جبهة وانما عُدوان صارخ من جيشه على مدنيين عزل،

ربما ان قطاع غزة هي الجبهة الوحيدة، التي يمكن اطلاق صفة الجبهة عليها،

أمّا باقي الجبهات المُقترحة والمقدمة في تصريحات وتهديدا نتنياهو فما هي إلا للاستهلاك المحلي امام جمهوره المنقسم غير المُقتنع بما يعمل ويقول!!!،

نتنياهو يُحارب حاليّا من اجل الحرب فقط، ومن اجل ان يبقى مُتربّعا على كرسيّ رئاسة الوزراء، وتفادي، قدر الامكان، المُلاحقات القضائية  والقانونية بقضايا الفساد،

وربما اذا ما مال قليلا عن الكرسي، سيكون مُلاحقا بلجان التحقيقات الرسمية، التي لا يرغب بها مطلقا.

شاركها.