صحيفة عبرية: إسرائيل تسأل “ما الذي نفعله في غزة”؟

يديعوت أحرونوت – بقلم ناحوم برنياع-
انحصر الجدال في مسألة أفضل طريق لتحرير المخطوفين: تشديد الضغط العسكري على حماس، أم صفقة تنطوي على وقف الحرب. أما الحملة نفسها فاعتبرت كمناورة عسكرية من طرف واحد. بيت حانون وبناتها، ورفح وبناتها، أصبحت موقعاً سياحياً. الوزير كاتس وصل محوطاً بحاشية كبيرة من الصحافيين والمصورين؛ وحتى نتنياهو وصل، للاستعراض.
للأسف، الحظ منتج متآكل. الحادثة المتداخلة التي قتل فيها النقيب غالب نصارة من رهط، وهو قصاص أثر في اللواء الشمالي، وإصابة ضابطة مجندة وقصاص أثر آخر، أعادت سؤالاً جوابه مركب: ما الذي نفعله في غزة؟ أمس بعد الظهر، نشر التقرير الذي رفعه اللواء متقاعد يوآف هار ايفن، عن الحادثة التي قتل فيها كمين من كتيبة الدورية لغولاني 15 غزياً، معظمهم غير مشاركين، معظمهم في سيارات إسعاف، قرب تل السلطان، في أقصى القطاع. وجد هار إيفن إدارة قتالية فاشلة، وخرق أوامر، ورفع تقارير كاذبة. أشرطة التسجيل التي جاءت من الميدان رهيبة؛ الضرر عظيم في العالم.
إذاً، ما الذي نفعله في غزة؟ أمامنا نهجان متعارضان؛ رئيس الأركان أيال زمير وزملاؤه في هيئة الأركان يتبنون نهجاً محدوداً: الحملة تستهدف تشديد الضغط على حماس في القطاع للوصول إلى صفقة. هذا هو الهدف الوحيد. ليس للجيش الإسرائيلي نية للاستيلاء على أراض سيطر عليها في الشهر الأخير. صفقة؛ تحرير مخطوفين؛ إدخال شركات أمريكية للعناية بتوزيع الغذاء، إخلاء؛ نهاية القصة. أما رئيس الوزراء فيتبنى نهجاً موسعاً؛ وحماس طرحت مطالب مستحيلة وهكذا قررت مصيرها ومصير القطاع. في غضون أيام، ستنتقل إسرائيل إلى المرحلة التالية، إلى المرحلة التي معناها احتلال كامل لغزة، احتلال دائم. هذا ما قصده نتنياهو حين أعلن في “الإعلان الخاص” الذي بثه السبت، وقال أ: “لن أستسلم” و”إذا حدث اتفاق بشروط حماس، فإن رؤيا ترامب لن تتحقق – الرؤيا التي ستغير وجه غزة مرة واحدة وإلى الأبد”.
نعرف على ماذا تنطوي الرؤيا التي ستغير وجه غزة إلى الأبد: بداية قتال بحجم عدة فرق، مع مصابين في طرفنا وقتل جماعي لمدنيين في طرفهم. بعد ذلك احتلال، ثم ترحيل، واستئناف الاستيطان، وفي النهاية “ريفييرا” بين الشاطئ وجباليا. السؤال: ما الذي يسعى نتنياهو ليحققه بهذه الأقوال، هل الفكرة تهديد حماس أم التأثير على القاعدة، هل الفكرة تهيئة التربة لحرب أبدية، لملاحقة لا نهاية لها وراء انتصار غير قابل للتحقق؟
هو تنازل عن المخطوفين تكتيكياً واستراتيجياً وأخلاقياً؛ فهم لا يناسبون أجندته.
السبت، أمام أسوار معسكر الكريا، وقف أناس ووزعوا “بوسترات” مع دعوة للرفض. مر الآلاف أمام الطاولة التي نصبوها في طريقهم إلى المظاهرة من أجل المخطوفين. كانت خطتهم أن ترفعها الجماهير في المظاهرة، أمام الكاميرات. ربما أكون مخطئاً، لكن يخيل لي أن قلائل أخذوا البوسترات وأقل منهم رفعوها. الدعوة لوقف القتال ولصفقة تحرر كل المخطوفين، نعم. الدعوة للرفض لا – حالياً لا. بل استمرار الحرب، ومعاناة المخطوفين وعائلاتهم، والغرق في أوحال غزة، والتطرف الاستفزازي من القيادة السياسية تشق هذا الإجماع. غزة لا تساوي الثمن – ولا حتى لليمين.