اخبار السودان

تجاهل الحرب السودانية في الاعلام الغربي والعربي

عبدالرحمن محمد فضل

ظِلَال القمــــــر

عبدالرحمن محمـــد فضــل

 

لماذا تأتي اخبار الحرب السودانية في ذيل الاخبار ولماذا هذا التعتيم او التجاهل المتعمد في تغطية الحرب الدائرة في السودان منذ اكثر من ثلاث سنوات انه سؤال مهم جدًا، والجواب معقد ومتشابك، وسوف احاول ان الخص أبرز الأسباب الرئيسية لهذا التجاهل الاعلامي للازمة السودانية واجملها في النقاط التالية، اعتقد ان السودان يقع علي الهامش من ناحية اهميته وثقله الاقتصادي والسياسي وهذا يعني قلة المصالح الدولية فالسودان لا يُعتبر من الدول ذات الثقل الاستراتيجي أو الاقتصادي الكبير بالنسبة للدول الكبرى، مثلما هو الحال في أوكرانيا أو فلسطين التي يدور صراعها مع إسرائيل “وما ادراك ما اسرائيل” ، مما يضعه في آخر أولويات التغطية الإعلامية وربما بسبب تشابك وتعقيد المشهد الداخلي فالحرب في السودان معقدة، تتداخل فيها أطراف متعددة (الجيش، المستنفرين، مليشيات الحركة الإسلامية، مليشيا الدعم السريع، عدد من مليشيات الحركات المسلحة، قبائل، وغيرهم)، وهذا يجعل السرد الإعلامي صعبًا ومربكًا للجمهور العام، وايضا في ظني ان ضعف التغطية من الداخل مع تدمير البنية التحتية، وغياب الحماية للصحفيين، يصعب نقل الصورة من الميدان، وهذا يتسبب في تقليل المواد الإعلامية التي يمكن نشرها دوليا، وعربيا وهنالك نقطة جدلية هامة وهي التحيّز الإعلامي والعنصرية البنيوية وهنالك كثيرون يرون أنه توجد نظرة استعلائية في الإعلام العالمي تجاه القضايا الأفريقية علي وجه الخصوص حيث تُعامل الأزمات في أفريقيا على أنها “معتادة” أو “متكررة”، او غير ذات اهمية بالنسبة للمجتمع الغربي والاوروبي وبالتالي لا تُعطى ذلك الزخم الإعلامي اللازم، وايضا اعتقد من ضمن الاسباب التي ادت الي تجاهل الحرب السودانية ربما يكون بسبب تنافس وسيطرة الأحداث الكبرى خصوصا الأحداث العالمية الكثيرة والكبيرة (كالحرب في غزة والانتخابات في أمريكا وملف ايران النووي واحداث سوريا وحرب اليمن والحوثيين وأزمات أوروبا، وعلي رأسها حرب اوكرانيا الخ..) فإن تُزاحم كل هذه الأخبار وغيرها ذات الأهمية الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية تدفع حرب السودان إلى هامش التغطية، وايضا غياب الضغط الشعبي في الدول الغربية له اثر سلبي، حيث يكون للرأي العام تأثير على التغطية الإعلامية لانه عندما يكون الاهتمام الشعبي ضعيف تجاه حرب السودان بالتاكيد يتراجع الاهتمام الإعلامي أيضًا، لابد من تسليط بؤرة ضوء الاعلام العالمي علي حرب ومأساة السودان ومعاناة الانسان بين بحور الدماء ودوي المدافع والقنابل واصوات البنادق، قبل أن يصبح السودان ركام من الرماد والجماجم والعظام.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *