اخبار المغرب

دعا لتأسيس متحف لبنعيسى.. الأشعري: ما نزال في خطواتنا الأولى لإنتاج الجمال والأفكار

دعا الكاتب والشاعر والوزير الأسبق محمد الأشعري، خلال ندوة خصصت لتكريم وزير الخارجية الأسبق والأمين العام السابق لمؤسسة منتدى أصيلة، الراحل محمد بن عيسى، إلى تأسيس متحف دائم يحمل اسمه بمدينة أصيلة، يحتضن الأعمال الفنية التي راكمها مشروعه الثقافي الممتد لعقود. فيما نبه إلى “أننا ما نزال في الخطوات الأولى من حياتنا على مستوى إنتاج الجمال والأفكار”.

وأكد الأشعري، خلال ندوة نظّمت تحت عنوان “في الذاكرة: بصمات في اتجاه الخُلد تكريما لمحمد بن عيسى”، اليوم الأحد، ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط،  أن هذه المبادرة ليست مجرد تخليد لإسم، بل ضرورة لحفظ إرث فني وثقافي بات يشكل جزءا من الذاكرة البصرية للمغرب، مشدد على أنه “يجب أن تبقى أعمال بن عيسى في هذا المتحف وفي مدينة أصيلة وألا يغادرها عمل واحد لا للعاصمة ولا لأي مدينة أخرى”.

وقال إن من بين العلامات الدالة على عبقرية بن عيسى واستباقيته، هو تنظيم أول معرض دولي للكتاب بالمغرب سنة 1987، في زمن لم تكن فيه سوق النشر تتجاوز إنتاج عشر روايات سنويا، وعدد مماثل من الكتب في العلوم الإنسانية والاجتماعية، مضيفا أن شبكة المكتبات كانت شبه منعدمة، والتوزيع معدوم، ودور النشر مجرد مبادرات فردية “وليست صناعة بالمعنى الدقيق”.

ورغم ذلك، يقول الأشعري، راهن محمد بن عيسى على المستقبل، وأسّس لمعرض كان “يشبه أي شيء إلا معرضا”، قبل أن يتطور إلى منصة دولية حقيقية، تستقطب مئات العارضين من مختلف أنحاء العالم، مضيفا، “هذه واحدة من بصماته التي تؤكد أنه لم يكن أسير الماضي، بل عاش من أجل المستقبل”.

وفي حديثه عن الوضع الراهن لإنتاج المعرفة في المغرب، عرض الأشعري أرقاما وصفها بـ”المفزعة”، نقلا عن تقرير لمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود، مشيرا إلى أن عدد الكتب المنشورة في المغرب خلال عامي 2023 و2024 لم يتجاوز 3070 كتابا، أي ما يعادل 1600 كتاب سنويا، بمعدل أربعة كتب فقط لكل 10 آلاف مواطن. ومن بينها، 14 كتابا بالأمازيغية، ما يعني 7 كتب فقط في السنة، “وهو مؤشر على أننا، رغم ما حققناه من تقدم مادي، ما نزال في الخطوات الأولى من حياتنا على مستوى إنتاج الجمال والأفكار”.

ووجّه الأشعري نداء إلى مؤسسات الدولة، والمجتمع المدني، والمثقفين، والإعلاميين، من أجل جعل الكتاب “في بؤرة الاهتمام الوطني”، مشيرا إلى أن الكتاب ليس فقط أداة للمعرفة، بل عمادٌ لتشكيل الشخصية الثقافية والوطنية المغربية.

واستعرض جوانب من المشروع الثقافي لمحمد بن عيسى في أصيلة، قائلا إنه تمكن من تحويل مدينة صغيرة إلى مركز إشعاع وطني ودولي من خلال “منتدى أصيلة الثقافي”، الذي أطلقه قبل نحو نصف قرن، وتمكن من احتضان حوارات دولية، وندوات فكرية رفيعة، وجوائز أدبية تحمل أسماء كبار الأدباء مثل محمد الزفزاف، وتيم صالح، وكولاند حيدري.

لكن أحد أهم محاور المشروع، كما شدد الوزير الأسبق، هو “بؤرة الفنون التشكيلية”، حيث قام بن عيسى بإنشاء محترفات فنية أشرف عليها كبار الفنانين، الذين كانوا يتركون نماذج من أعمالهم، ليتم تجميع مئات اللوحات الفنية المطبوعة، والتي عرض منها الراحل أكثر من مئتي عمل في أحد المعارض الأخيرة.

وقال الأشعري بنبرة وجدانية، “هذه الأعمال لا ينبغي أن تغادر أصيلة، لا إلى العاصمة ولا إلى أي مدينة أخرى. ولهذا أهيب بالمسؤولين أن يبادروا إلى إنشاء متحف محمد بن عيسى في المدينة التي أحبها وأعطاها كل شيء، ليظل هذا الإرث شاهدا على رهان رجل آمن بأن الثقافة تستطيع أن تُغيّر وجه العالم”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *