فالنكن سودانيين اولا … قبل ان نكون عربا او افارقة


سهيل احمد الارباب
رفض الدول العربية المشاركة فى مؤتمر لندن التوقيع على البيان الختامى وقد وقعته بقية الدول بما فيها انجلترا وفرنسا وايطاليا وامريكا والاتحاد الافريقى بسبب الخلاف حول الحكم العسكرى او المدنى فيعتبر للاسف هذا واقعنا مع الدول العربية وهم يعادون اهداف ثورة شعبنا التى احترمها كل العالم وتباهى به سادتها بمنصة الامم المتحدة واصبحت الهاما لبقية الشعوب….
ولانلوم احدا منهم … مادام يجدون فينا من يقدم مصالحهم … قبل مصلحتنا … فى ممارسة الوصايا على خيارات شعبنا واستغلاله واستغلال ثرواته وحاجته … وسينجحون فى ذلك … ان لم نصل لارادة وطنية شاملة بايقاف الحرب على مرجعية اهدافنا الوطنية … والتاسيس لحماية واستغلال ثرواتنا … لقطع الطريق امام من يريدون استثمارها لمصالح من يدعمهم … وليس لمصلحة الوطن والمواطن السودانى…
وعجبت حقا لمن يهلل من بنى وطنى لعدم توقيع هذه الدول العربية على بيان معنى … بمعالجة اثار الحرب الانسانية وتاسيس منصة معنيين بتمويل برامجها العاجلة ومعالجة اسباب الحرب بالتاسيس لنظام حكم يستوعب ويعالج كل مشاكل السودان … كما فعلت اغلب الدول التى خرجت … من طوق الجهل والتخلف والاستبداد … الى افق التنمية والعدالة ودولة القانون…
وهذه الدول كانت متحدة خلف تائيد انقلاب عصابة البرهان وحميدتى عندما كانت مؤحدة لقطع الطريق امام ارادة ثورة الشعب السودانى وتحرره من قيود وصاياهم … وعندما انقسمت العصابة انقسموا مابين الطرفين … وبذات التنافس فى نهب ثرواتنا وتفكيك الوطن لتحقيف اهدافهم استراتيجيا…
لا مخرج لازمة الحرب … دون وعى وطنى سياسى شعبى مؤحد … تجاه مصالحنا ومصالح السودان قبل الاخرين … لادم عربى … ولادم فرعونى … يهمه امرنا كبشر…
الانجرار الى تكريس صناعة المليشيات القبلية والمناطقية سيفتح الطريق امام تحقيق اهداف الاعداء بتمزيق السودان واعادته الى ماقبل التركية … كل قبيلة نهاجم قبيلة … ويمتد الصراعات حتى دواخلها وتنازعها قياداتها وخشوم البيوت والاسر … فيروس تخلف لن يتوقف … لانتاج فشل ابدى … لياتى يوم يجد فيه السودانين انفسهم عبيد فى اراضيهم لملاك جدد … استغلوا الفراغ والانقسام الاهلى … فدعكم من تعابير مابشبهونا لمكونات اصلية من مواطنى السودان … فلاتوجد دولة فى العالم من عرق واحد … وكل الدول تطورت اجتماعيا من الاسرة الى القبيلة الى الدولة … والانتماء الى مدنها … فاى جنون نعيشه الان … واى انتحار … واى نوع من انواع الغيبوبة وذهاب العقول…
فالنكن سودانيين اولا … قبل ان نكن عربا او افارقة
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة