ما مصير الفصل الدراسي الثالث؟ حسم الجدل نهاية العام الجاري –

يعيش الشارع السعودي حالة من الترقب والانتظار حول مستقبل نظام “الفصول الثلاثة” الذي أُطلق قبل أربعة أعوام في المملكة، وذلك في ظل تصريح وزارة التعليم بأنها بصدد دراسة شاملة لتحديد مصير هذا النظام للأعوام الدراسية القادمة، ويأمل الكثير من الطلاب وأولياء الأمور والمختصين أن يكتمل هذا التقييم بشكل كامل قبل نهاية العام الدراسي الحالي، حيث سيكون لهذا القرار تأثير كبير على المستقبل الدراسي في المملكة.

التقويم الدراسي الجديد

منذ تطبيق نظام الفصول الثلاثة كان الهدف الرئيسي هو تحسين جودة التعليم وتوفير فرص أكبر للطلاب للتفاعل مع المناهج الدراسية، إضافة إلى تخفيف الضغط عليهم من خلال توزيع المواد الدراسية على فترات أطول، وكان هناك تفاؤل واسع من قبل بعض التربويين والمجتمع الأكاديمي بأن هذا النظام سيسهم في تطوير العملية التعليمية وزيادة فعالية التعليم في جميع المراحل.

نظام الفصول الثلاثة

إلا أن هذا النظام لم يمر من دون تحديات، حيث أبدى بعض المعلمين والطلاب استياءهم من طول المدة الدراسية وضغط الجدول الزمني، وهو ما أثر على الأداء الدراسي لدى بعض الطلاب، خاصة في ظل ضغوطات إضافية تتعلق بالمناهج المكثفة. علاوة على ذلك، كانت هناك صعوبة في التكيف مع نظام الفصول الثلاثة في بعض المناطق، ما جعل بعض المدارس تواجه تحديات في تطبيقه بفعالية.

ما مصير الفصل الدراسي الثالث؟

في جلسة مجلس الشورى العادية الـ29 للسنة الرابعة من الدورة الثامنة، والتي عُقدت برئاسة الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ، أكد وزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان أن الوزارة بصدد إجراء دراسة شاملة بمشاركة مختصين من داخل الوزارة وخارجها، وقال البنيان إن الهدف من هذه الدراسة هو تقييم الأثر الإيجابي والفوائد التي جلبها نظام الفصول الثلاثة، بالإضافة إلى تحدياته وتحديد ما إذا كانت الفصول الثلاثة تحقق النتائج المرجوة.

وأشار الوزير إلى أن هذا الأمر يتطلب دراسات متأنية لتحليل كيفية تأثير الفصول الثلاثة على جودة التعليم، بما في ذلك النظر في مستويات التحصيل العلمي للطلاب، وتأثير النظام على التعليم الجامعي، ومراجعة قدرة المدارس على التكيف مع هذا النظام في ظل ظروف مختلفة.

التعليم الجامعي

من الجدير بالذكر أن الجامعات السعودية قد أخذت مسارًا مختلفًا عن المدارس، حيث قررت العديد من الجامعات العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين بعد عام واحد فقط من تطبيق الفصول الثلاثة. هذا القرار جاء بعد دراسة داخلية لمؤسسات التعليم العالي، حيث وجد أن العودة إلى نظام الفصلين أفضل لتوفير الوقت والفرص الكافية للطلاب لإتمام دراستهم بشكل مريح. فقد أظهرت الجامعات أن الفصول الثلاثة قد أثرت على سير العملية التعليمية بما يتجاوز توقعاتها في البداية، مما دفعها إلى العودة إلى النظام التقليدي الذي اعتادت عليه منذ عقود.