جولة جديدة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية في روما بوساطة عُمان

أمد/ روما: من المقرر أن تعقد الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول البرنامج النووي يوم السبت في روما، بوساطة سلطنة عُمان.
وكشفت وزارة الخارجية الإيرانية يوم السبت، أن اختيار العاصمة الإيطالية روما بدلاً من مسقط لاستضافة الجولة الثانية من محادثات واشنطن وطهران النووية جاء بناءً على اقتراح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي وموافقة إيران والولايات المتحدة.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد غادر إلى روما، للمشاركة في الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن.
وذكر التلفزيون الإيراني أن عراقجي غادر إلى روما ضمن الجولة الثانية من المحادثات مع أمريكا، على رأس وفد يضم نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي ونائبه للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، بالإضافة إلى المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي.
ومساء الجمعة، وصل وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، الذي تقوم بلاده بدور الوساطة بين طهران وواشنطن، إلى روما.
وأعلنت وزارة الخارجية العُمانية أن وزير الخارجية بدر البوسعيدي التقى بنظيره الإيطالي أنطونيو تاياني في روما، وذلك ضمن زيارة رسمية تسبق انطلاق جولة المحادثات بين إيران والولايات المتحدة.
وتأتي هذه المحادثات في ظل مشاورات دبلوماسية بمشاركة روسيا، وضغوط من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران.
جاء التأكيد الرسمي على موعد ومكان المحادثات من الجانب الإيراني يوم الأربعاء الماضي، وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لاحقا أن الاجتماع سيعقد في 19 أبريل الجاري. وسيشارك في المفاوضات مرة أخرى المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وعُقدت الجولة الأولى يوم 12 أبريل الجاري في مسقط، حيث أجرى الطرفان حوارا غير مباشر لمدة 45 دقيقة لأول مرة منذ ثماني سنوات، وقيم الجانب الأمريكي المناقشات بأنها “جادة وذات محتوى”، وأصر على نقل الجولة الثانية إلى روما. وتشير تقارير إعلامية إلى أن تنسيق الاجتماع الجديد قد يتضمن حضورا شخصيا للطرفين في نفس القاعة، لكن إيران تُصر رسميا على أن المحادثات ستظل غير مباشرة.
وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن الاتفاق مع الولايات المتحدة ممكن بشرط أن تتخلى واشنطن عن “شروطها غير الواقعية وغير القابلة للتنفيذ”. وأشار إلى أن طهران تتطلع لسماع موقف الجانب الأمريكي، وتترك مجالا للتوصل إلى حل وسط في حال التزام الطرف الآخر بمنهج واقعي.
هذا وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد بلاده للعب أي دور في المفاوضات إذا كان مفيدا لطهران ومقبولا لواشنطن. وشدد على أن موسكو تنطلق من ضرورة اقتصار النقاش على جدول الأعمال النووي حصرا، وحذر من محاولات توسيع نطاق الحوار، مما قد يخلق وضعا محفوفا بالمخاطر.
كما أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، خلال زيارته إلى طهران، أن المفاوضات في مرحلة حرجة، معربا عن أمله في تحقيق نتيجة إيجابية. وأكد استعداد الوكالة للقيام بدور رئيسي في التحقق من شروط أي اتفاق محتمل، مشيرا إلى أنه يحافظ على اتصال مستمر مع الجانب الأمريكي.
وسبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أشار إلى احتمال استخدام القوة في حال فشل الدبلوماسية، لكنه أعرب في كلمة حديثة بالبيت الأبيض عن أمله في التوصل إلى حل سلمي. وقال إنه يدرس إمكانية تحقيق مستقبل ناجح لإيران دون الحاجة إلى صراع، ووصف هذا السيناريو بالأولوية.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية أن ويتكوف أبلغ ممثلين إسرائيليين في باريس عشية المفاوضات عن سير التحضيرات للاجتماع، وتشير مصادر إلى أن إسرائيل ما تزال متشككة وتصر على ضرورة وجود خطة عسكرية في حال فشل العملية التفاوضية.