اخبار المغرب

نورالدين: دعم إسبانيا لمغربية الصحراء يجسد “منظار” الملك ويعري استراتيجية “العرقلة الجزائرية”

قال الخبير في العلاقات الدولية، أحمد نورالدين، إن الموقف الإسباني المتجدد والداعم لمغربية الصحراء يمكن فهمه من خلال عدة زوايا متكاملة. أولى هذه الزوايا تتعلق بالرؤية التي وضعها الملك محمد السادس كمنهجية ثابتة للعلاقات الدولية للمملكة، والتي سماها جلالته بـ”المنظار”، أي أن المغرب لم يعد يقبل بسياسة المواقف الرمادية أو مسك العصا من الوسط في علاقاته الخارجية. وأشار إلى أن إسبانيا، إلى جانب دول أخرى، قد فهمت هذه الرسالة بوضوح، ما دفعها إلى إعادة ضبط موقفها وفق هذا التوجه الحازم.

وأمس الخميس جددت إسبانيا، التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي تشكل “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لتسوية النزاع” الإقليمي حول الصحراء المغربية، وذلك تزامنا مع إحاطة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، دي ميستورا، أمام مجلس الأمن.

أما الزاوية الثانية، يضيف نورالدين في تصريح لجريدة “العمق”، فتتعلق بالوفاء الإسباني لمضامين الإعلان المشترك الذي صدر عن القصر الملكي يوم 7 أبريل 2022، خلال زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى المغرب. وفي هذا الإعلان، وُضعت الأسس الصلبة والمبادئ الجوهرية لشراكة استراتيجية جديدة، كان من أبرز معالمها المراجعة الصريحة للموقف الإسباني من قضية الصحراء، حيث جرى تثبيت هذا الموقف “بالأسود على الأبيض”، وفق تعبيره.

وفي السياق ذاته، أشار نورالدين إلى أن الدفع القوي الذي منحته الدبلوماسية المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، لقضية الصحراء على المستوى الدولي، جعل من إسبانيا جزءا من تحالف دولي آخذ في الاتساع. إذ أصبحت مدريد واحدة من بين 22 دولة أوروبية، ضمن الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة، تؤيد المقترح المغربي للحكم الذاتي، فضلا عن الموقف الأمريكي الواضح والصريح الذي يعترف بسيادة المغرب على صحرائه.

ويضيف نورالدين أن العالم، بعد خمسة عقود من افتعال هذا النزاع وثلاثة عقود من محاولة تسويته عبر الأمم المتحدة، أصبح يدرك أن المغرب يضع باستمرار حلولا واقعية على الطاولة، بينما تعمل أطراف أخرى على إفشال كل المبادرات المطروحة. بل إن الجزائر، حسب تعبيره، وصلت إلى حد ابتزاز كل من إسبانيا وفرنسا في محاولة للضغط عليهما لتغيير موقفيهما من قضية الصحراء.

وأشار المتحدث إلى أن هذا السلوك جعل تلك الأطراف وخاصة الجزائر فاقدة للمصداقية، في نظر المجتمع الدولي، لأنها لا تسعى إلى الحل بل تعمل على تعطيل مسلسل التسوية بكل السبل. كما أن الولايات المتحدة بدأت تتبنى لهجة أكثر صرامة، حيث منحت مهلة زمنية محددة لبعض الأطراف، وفي مقدمتها الجزائر، لتوضيح موقفها من العراقيل المستمرة لمسلسل التسوية. وقد دفع هذا الموقف الأمريكي، الذي يتبنى سيادة المغرب ويعتبر المقترح المغربي هو الحل الوحيد، العديد من الدول وخاصة الغربية الى الاصطفاف خلف هذا التوجه.

وأشار في الختام، إلى أن ترجمة الاعتراف الأمريكي والفرنسي بمغربية الصحراء تقتضي إنهاء مهام المنورسو على اعتبار أن البعثة وجدت لتنظيم الاستفتاء، وهذا الأخير أصبح لاغيا وغير ذي موضوع بعد الاعترافات الدولية بالسيادة، وبعد إعلان الأمم المتحدة استحالة تنظيمه في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة سنة 2004. كما ان اعتبار الحكم الذاتي حلا وحيدا، يقتضي العمل على “تنظيف” القرار الاممي المقبل من الفقرة التي تقرن دائما المقترح المغربي بالمقترح الجزائري الذي ليس إلا اجترارا لمواقفها ضد الوحدة الترابية للمملكة. كما يقتضي “الحل الوحيد” أيضا ترجمته عمليا من خلال تفكيك ميليشيات البوليساريو، وتفكيك مخيمات تندوف، وعودة ساكنتها إلى أرض الوطن بالنسبة للمغاربة، وترحيل غير المغاربة إلى موطنهم الأصلي سواء في الجزائر او دول الساحل.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *