الأحرار يفتح ملف “الفقر المائي” ويحذر من “انعكاسات خطيرة” على الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني

نظم حزب التجمع الوطني للأحرار، أمس الخميس، في أحد الفنادق المصنفة بمدينة الدار البيضاء، ندوة وطنية تحت عنوان: “الأمن المائي بالمغرب.. تجاوز النقائص والحلول الاستباقية من أجل مستقبل مائي آمن ومستدام”.
وقد جمعت هذه الندوة ثلة من الخبراء والباحثين والسياسيين، لتسليط الضوء على أزمة الماء في المغرب وبحث سبل مواجهتها، علاوة على استعراض المنجزات التي حققتها الحكومة في هذا الاتجاه.
وأجمعت الآراء على أن المغرب يواجه منذ سنوات أزمة مائية حقيقية، تفاقمت بفعل التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف، إضافة إلى سوء تدبير الموارد المائية وتزايد الضغط السكاني والعمراني.
وأشارت المداخلات المقدمة أمام الحضور إلى تراجع حصة الفرد من المياه إلى ما دون عتبة الفقر المائي، ما ينذر بانعكاسات خطيرة على الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني.
وأكد عدد من المتدخلين على أهمية البرامج التي أطلقتها الدولة، وعلى رأسها البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 20202027، والذي يروم بناء سدود جديدة، وتحلية مياه البحر، وإعادة استعمال المياه العادمة، وترشيد استهلاك الماء في الزراعة والصناعة، حيث تمت الإشادة بالمبادرات المحلية لتدبير ندرة المياه، خاصة على مستوى العاصمة الاقتصادية.
إقرأ ايضا: الصديقي: رؤية الحسن الثاني وتوجيهات محمد السادس أنقذا المغرب من أزمة عطش مبكرة
وفي هذا السياق، أكد محمد بورحيم، النائب الأول لرئيس مجلس جهة الدار البيضاءسطات، أن من أبرز المعيقات التي تشكل أزمة مائية بالدار البيضاء هو النمو الديمغرافي المتزايد، حيث قد يقترب عدد السكان من 8 ملايين نسمة، أي ما يقارب خمس عدد سكان المغرب.
وأضاف بورحيم، أثناء مداخلته، أن جميع المؤشرات تشير إلى تزايد نسبة الهجرة القروية إلى المدينة، وهو ما قد يفاقم معاناة الساكنة البيضاوية من الناحية المائية، مشيرًا إلى أن شبكة توزيع المياه تمتد على أكثر من 23 كيلومترًا، وتضم 267 خزانًا بسعة إجمالية تبلغ 908,207 أمتار مكعبة، بالإضافة إلى 128 محطة ضخ لضمان وصول المياه إلى جميع المناطق.
وحسب المتحدث نفسه، فإن الربط الفردي يؤدي إلى استهلاك مفرط للماء، وأن جميع الاستثمارات باتت تُوجَّه إلى القطاع المائي، خاصة عبر الري الكبير انطلاقًا من سد الحنصالي وسد المسيرة.
وأفاد النائب الأول لرئيس مجلس الجهة أن الجفاف راجع إلى مسألة ربانية متعلقة بغياب التساقطات المطرية، وليس الحكومة كما يدعي البعض، داعيًا إلى مساعدة الحكومة على تحقيق نتائج إيجابية، وليس فقط إحصاء السلبيات والإخفاقات.
وفي المقابل، تطرقت نبيلة الرميلي، عمدة الدار البيضاء وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إلى الصعوبات التي واجهت العاصمة الاقتصادية في الصيف الماضي، مؤكدة أنه “تم اتخاذ قرارات جريئة ومصيرية لتجاوز الأوضاع الشائكة الناتجة عن الجفاف”.
وشددت الرميلي، في معرض حديثها عن الأمن المائي المحلي بالمدينة، على أن العاصمة الاقتصادية لا تزال تعيش وضعية حرجة، رغم التساقطات المطرية الأخيرة، نظرًا لأن السدود التي تزود المدينة تعاني من شح مائي خطير.
وأوضحت المتحدثة ذاتها أن “الملك محمد السادس وضع خططًا وبرامج مائية حكيمة مكنت المغرب من تحقيق مكاسب كبيرة، رغم صعوبة الأوضاع التي أربكت جميع القطاعات على المستوى المحلي والوطني، وبفضلها تم تجاوز أزمة العطش”.
وأضافت: “نريد أن تكون مدينة الدار البيضاء خضراء، حيث نعمل حاليًا على معالجة المياه العادمة وتحويلها إلى مادة تُستعمل في سقي الأراضي الزراعية، بعدما كانت هذه الموارد المائية تُهدر في البحار”.
المصدر: العمق المغربي