تحويل النكبة الي نقطة إستدارة نحو الإتجاه الصحيح

محمد يوسف محمد
بعد ان مضى عام كامل من الدمار لهذه البلاد شهدت خلاله الولايات صنوف التدمير فما حدث هو تدمير كامل للاصول الثابتة الغير منقولة قبل ان يتم نهب المنقول منها والان مواطن الولايات المنكوبة يحاول إستعادة حياتة ولكن ما حدث من دمار يحتاج لسنوات طويلة من الصبر يدفع خلاها المواطن من ما سيستقطعه من قوته لإعادة تأسيس منزله ومتجره وكذلك على الصعيد العام تحتاج حكومات الولايات لوضع خطه عامة للإعمار يتم فيها حساب الامكانيات وحساب ما يحتاجه الاعمار ويتم تقسيم الإعمار الى عدة مراحل بحسب الأولويات فالأولوية للضروريات اليومية ثم الحد الادنى من بقيه الأعمال الاخرى وذلك حتى نصل الى المستوى المطلوب تحقيقه تدريجياً بالتوظيف الامثل لهذه الأمكانيات الشحيحه التي تاثرت وستتاثر سلباً بتدمير وسائل الانتاج ولابد من التركيز في المرحلة المقبلة على الاستفادة الكاملة من الوسائل التقنية الحديثة في تطوير العمل فكثير من المؤسسات العامة قد فقدت أنظمتها وأرشيفها الورقي وقواعد بياناتها ومعظم المعلومات المتعلقه بالنظام السابق الذي كان يعمل به في اداره العمل وهذه فرصة سانحة لبناء انظمة جديدة مواكبة للتطور التقني الحديث وما توصل اليه العالم في شتى المجالات في إنجاز المهام المختلفة بدلا من إضاعة الزمن والجهد في محاولة استعادة انظمة قديمة اصبحت غير مواكبة وبها كثير من الاخطاء وتتسبب في الفشل وضعف الإنتاج بينما الوسائل الحديثة في العمل توفر الزمن ولا تحتاج لعدد كبير من العمالة وتنجز قدر كبير من العمل بكل سهوله ويسر وتخدم اكبر عدد من المواطنين بإمكانيات قليلة ولنا في شركات الاتصالات مثال حي لذلك فبعد دخول القوات التي حررت الولايات بيوم واحد بدات شركات الاتصالات فوراً في إستعاده خدماتها وفي اقل من إسبوع عملت كل خدمات الاتصالات لكل الشركات في كل المناطق المحررة وكل هذا بسبب الاستفاده من التقنيات والامكانيات الحديثه بينما تعثرت الكهرباء والمياه لشهور دون وصولها للمستويات المرضي عنها بواسطة المواطن وهذه فرصه الان لكل المؤسسات كي تعيد بناء أنظمة جديدة متطورة مواكبة ولابد ان يجد التعامل عن بعد او ما يعرف ب (أونلاين) مساحة كبيرة في المعاملات المختلفة في شتى المجالات فهو خلاف مايعتقد من يجهلون هذا المجال فهو لا يحتاج إلا لقليل من الإمكانيات المادية والمالية وقليل من الايدي العاملة وينجز اضعاف ما ينجزه النظام اليدوي المعتاد ويتخلص المواطن من الإزدحام والمعاناة والتاخير في الحصول على الخدمة وهذا التعامل عن بعد بالتقنيات الحديثة يوفر المال الذي ينفقه المواطن في التنقل اليومي لمناطق الخدمات وبالتالي يتم توفير الوقود الذي تستورده الدولة بالعملات الأجنبية ويستطيع المواطن توفير زمنه المهدر في الصفوف وبطء الإجراءات للانتاج وانجاز أعماله الخاصة والعامة سواء كان في القطاع العام أو في القطاع الخاص.
هذا بالاضافه الى ان هذه التقنيات الحديثه تستطيع إستيعاب عدد كبير من المعاملات وبالتالي مزيد من الإيرادات بلغة المال بخلاف التعامل اليدوي الذي يحتاج لعدد كبير من الايدي العاملة والإنفاق ولا يستطيع استيعاب عدد كبير من المعاملات كما أن الانظمة التقنية يمكن حفظ نسخ احتياطية منها لإستعادتها بسهولة متى ما دعت الضرورة بخلاف الانظمة الورقية التقليدية والتي لايمكن استعادتها لو تلفت او ضاعت مستداتها.
ومن المتوقع ان تزدحم المكاتب التي تقدم الخدمات في مقبل الايام بالمواطنين للحصول على الخدمات بعد توقف دام لعامين في معظم المرافق الخدمية لهذا نكرر لابد من التركيز على بناء انظمة حديثة تواكب التطور بدلا من بذل المستحيل لترميم الانظمة القديمة التي تم تدميرها خاصه اذا فقدت هذه الانظمة قواعد بياناتها واصبحت غير صالحة ففي هذه الحالة الافضل بناء انظمة حديثة مواكبة متطورة وحتى نحول هذه النكبة والمصيبة التي تعرضت لها البلاد الى نقطة إنطلاق الى الامام في الإتجاه الصحيح لتحقيق التطور المنشود لوطننا الحبيب.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة