حماس تبدي استعدادها للبدء في مفاوضات شاملة في إطار صفقة تنهي الحرب في القطاع

حماس تبدي استعدادها للبدء في مفاوضات شاملة في إطار صفقة تنهي الحرب في القطاع
صدر الصورة، Reuters
قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة خليل الحية، مساء الخميس، إن الحركة مستعدة للتفاوض على الفور بشأن اتفاق لتبادل جميع الرهائن مع عدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل في إطار صفقة تنهي الحرب في القطاع.
وأضاف الحية وهو أيضاً رئيس الوفد المفاوض، أن الحركة مستعدة “للبدء الفوري في مفاوضات الرزمة الشاملة، بحيث يُطلق سراح جميع الأسرى لدى المقاومة، وعدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مقابل الوقف التام للحرب على شعبنا، والانسحاب الكامل من القطاع، مع بدء الإعمار وإنهاء الحصار”.
وقال في كلمة مصورة إن الحركة ترفض أي اتفاق هدنة مؤقت، قائلاً “الاتفاقات الجزئية يستعملها نتنياهو وحكومته غطاء لأجندته السياسية القائمة على استمرار حرب الإبادة والتجويع، حتى لو كان الثمن التضحية بأسراه جميعاً، ولن نكون جزءا من تمرير هذه السياسة”.
وأكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الخميس، سعي بلاده التي تعد الوسيط الرئيسي في مفاوضات إنهاء الحرب في غزة “لتقريب وجهات النظر إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني”.
وقال خلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، إن إسرائيل “لم تلتزم” باتفاق الهدنة في غزة الذي دخل حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة نهاية
وحول القصف المستمر على غزة، شدد أمير قطر على وجوب وقف القتل اليومي في القطاع.
تحذير من “انهيار تام”
حذّرت اثنتا عشرة منظمة غير حكومية رئيسية في بيان مشترك، الخميس، من أن نظام المساعدات الإنسانية المخصص لغزة “مهدد بالانهيار التام” بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على دخول هذه المساعدات منذ الثاني من مارس/آذار.
وقال ممثلو منظمة أطباء العالم وأوكسفام والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمات غير حكومية أخرى “دعونا نقوم بعملنا” مؤكدة أنها تواجه “واحدة من أسوأ الإخفاقات في المجال الإنساني في عصرنا”.
وبعدما أعلنت إسرائيل الأربعاء عزمها على مواصلة منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، اتهمت حماس في بيان الخميس إسرائيل بـ”استخدام التجويع كسلاح” معلنة أن هذا القرار هو “أحد أدوات الضغط … وإقرار علني متجدد بارتكاب جريمة حرب”.
“عشرات القتلى والجرحى جراء غارات إسرائيلية”
صدر الصورة، Reuters
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 40 قتيلاً و73 مصاباً، بالقصف الإسرائيلي.
وانتشل الدفاع المدني عشرات القتلى من مناطق متفرقة من قطاع غزة جراء قصف إسرائيلي وفق ما أفاد في بيانات منفصلة.
حيث أفادت هيئة الدفاع المدني في غزة بوقوع غارتين إسرائيليتين منفصلتين شمال وجنوب القطاع الفلسطيني، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين، أغلبهم من النساء والأطفال، واشتعال النيران في المخيمات وتفحم عدد من القتلى.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن أفراد الهيئة انتشلوا أكثر من 15 قتيلاً معظمهم من النساء والأطفال، في استهداف إسرائيلي لخيام النازحين في نهاية شارع الاسطبل بمواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.
ونشرت الهيئة مقطعاً مصوراً يُظهر اشتعال النيران في خيام النازحين، بينما كان أفراد الدفاع المدني وآخرون يحاولون إنقاذ المصابين من الغارة.
ويقول شاهد عيان في المنطقة في حديثه لبي بي سي، “رأينا أشخاصاً يحترقون أمام أعيننا دون أن نتمكن من مساعدتهم، وخرجنا على صوتهم يستنجدون. دوي الانفجار يرن في أذني حتى الآن”.
ويصف وضع النساء وهم “يغطين أنفسهن ويخرجن من الخيام التي تحترق. رأينا الخيمة تأكل الخيمة. رأينا أطفالاً يحترقون حتى تحولوا إلى فحم”.
وتقول سيدة، “كل ليلة نستيقظ على صوت القصف. والليلة الماضية سقط صاروخ على نساء وأطفال صغار وهم نيام وكل المخيم استيقظ على صوت صراخهم”.
ويقول شخص آخر، “لم أستطع تناول الطعام حتى الآن من هول المشاهد التي رأيتها. لم يسبق لي أن رأيت الإنسان “متفحماً” لكن اليوم رأيته في غزة”.
ويؤكد آخر أن سكان المخيم حاولوا “إخماد النار بالرمل لكن لم يستطيعوا من قوة النار الموجودة في المكان”، ويبيّن أن “المنطقة التي تعرضت للقصف تأوي نازحين، والاحتلال يصنفها على أنها منطقة آمنة”.
وفي بيان منفصل، أفادت الهيئة بانتشال 6 قتلى ومصابين، إثر استهداف إسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وقتل سبعة أشخاص في استهداف خيمة تأوي نازحين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بحسب ما أفادت مصادر محلية.
وبحسب شهود عيان وأقارب للقتلى حصلت بي بي سي على أصواتهم، القتلى هم كل أفراد عائلة عسلية؛ الزوج والزوجة وأبناؤهما الخمسة.
وقال فلسطيني لبي بي سي، إن عائلة مكونة من سبع أشخاص من عائلة عسلية قُتلوا بعد سقوط صاروح لم يسبقه أي إنذار، مضيفاً: “مُسحت العائلة كاملة”.
وأضاف: “موجودون في منطقة إنسانية، ونهرب من الموت إلى الموت ولا نعلم أين نذهب”.
وذكر آخر لبي بي سي، أن الجيش الإسرائيلي “يستهدف كل شيء على الأرض”.
وصباح اليوم أيضاً، نفّذت مقاتلات إسرائيلية عدة غارات على محافظتي الوسطى ورفح مستهدفة منازل ومجموعات من المواطنين، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص أيضاً.
الخارجية الفلسطينية: الصمت الدولي قد يُعد “تواطؤاً”
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية قصف خيام النازحين، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما وصفته بـ”جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري في قطاع غزة، نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة”.
وقالت الوزارة في بيان لها الخميس، إن “غياب المحاسبة يشجع على استمرار الانتهاكات، رغم توثيقها على نطاق واسع”.
وجدّدت الخارجية مطالبتها بموقف دولي فاعل لوقف ما يجري، محذّرة من أن الصمت الدولي قد يُعد “تواطؤاً”.
صدر الصورة، EPA
وقالت حركة حماس في بيان الخميس، إن إسرائيل “تستخدم التجويع كسلاح” من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، منذ الثاني من مارس/ آذار المنصرم.
وأضافت تعليقاً على تصريحات وزير الدفاع يسرائيل كاتس “منع حكومته الفاشية المساعدات الإنسانية عن غزة هو أحد أدوات الضغط.. وإقرار علني متجدد بارتكاب جريمة حرب بإعلان استخدام التجويع كسلاح، وحرمان المدنيين الأبرياء من المواد الأساسية للحياة”.
وكان قد أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، أن إسرائيل لن تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، مشيراً إلى أن “منع هذه المساعدات هو أحد أدوات الضغط الرئيسية التي تمنع حماس من استخدامها كأداة ضغط على السكان”.
وحذرت الأمم المتحدة من أن القطاع يواجه “أشد أزمة إنسانية ” منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، إذ قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الإثنين، إن الوضع الإنساني في غزة يعد “الأسوأ” منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، مع استمرار منع دخول المساعدات.
وأشار المكتب إلى مرور شهر ونصف منذ آخر مرة تم فيها السماح بدخول أي إمدادات عبر المعابر إلى غزة، مما يعد أطول فترة توقف للإمدادات حتى الآن.
“مقبرة جماعية”
كما اتهمت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، إسرائيل بمنع وصول المساعدات الأساسية إلى قطاع غزة، مؤكدةً أنه لا يوجد مكان آمن للفلسطينيين أو لمن يسعون لمساعدتهم.
وقالت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: “لقد تحولت غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ومن يسعون لمساعدتهم”، مضيفة: “نشهد في الوقت الحاضر تدميراً وتهجيراً قسرياً لجميع سكان غزة”، ومؤكدة أن الاستجابة الإنسانية “تعاني بشدة من انعدام الأمن ونقص الإمدادات الحاد”.
وتقول الأمم المتحدة إن قرابة نصف مليون فلسطيني نزحوا في قطاع غزة منذ انتهاء وقف إطلاق النار واستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 آذار/مارس الماضي.
صدر الصورة، Reuters
كما تتفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة نتيجة النقص الحاد في الأدوية، بعد إغلاق المعابر ومنع دخول شحنات جديدة، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة في غزة.
وأفاد مرضى ومرافقوهم في مستشفى الشفاء شمالي غزة لبي بي سي، بأنهم لا يتلقون العلاج، بما في ذلك مسكنات الألم.
وقال أحد المرضى في مستشفى الشفاء: “أجريت عملية في بطني، وساقاي مصابتان، إحداهما ما زالت جُرحاً مفتوحاً، أحتاج إلى علاج ومسكنات، لكنها غير متوفرة بسبب إغلاق المعابر. جميع المرضى يعانون وننتظر الدواء”.
وقالت مريضة في المستشفى إنها ترقد على ظهرها منذ نحو شهر في انتظار عملية تأخرت بسبب نقص المعدات الطبية، ومازالت تعاني من ألم مستمر نتيجة نفاد الأدوية.
وأوضح والد أحد المصابين: “ابني تعرض لكسر في يده وكان بحاجة لإجراء عملية في مستشفى الشفاء، إلا أن المستشفى يحتوي على غرفة عمليات واحدة فقط، ولا توجد أدوية أو مسكنات بسبب إغلاق المعابر. ابني يقضي يومه كله وهو يبكي من شدة الألم”.
وفي حديثه لبي بي سي قال هاشم وهو مواطن من غزة: “كنت في المستشفى الكويتي حين تم قصفه دون تحذير، مما أسفر عن تضرر السيارات وسقوط شهداء وجرحى. عمّ الخوف بين الأطباء والمرضى، وفرّ الجميع. إذا كانت المستشفيات غير آمنة، إلى أين نذهب؟”.
بدوره، أشار أحمد سعيد إلى أن “ما نحتاجه هو هدنة وسلام، حيث لا يوجد طعام ولا شراب، وجميع المعابر مغلقة. والمناطق التي يقول الجيش الإسرائيلي إنها آمنة تتعرض للاستهداف على مدار الساعة”.
تحويل ثلث القطاع إلى “طوق أمني”
ميدانياً، قال الجيش الإسرائيلي إنه حوّل نحو 30 في المئة من مساحة قطاع غزة إلى “طوق أمني”.
وأشار الجيش في بيان إلى أنه هاجم نحو “1200 هدف إرهابي جواً” ونفذ أكثر من 100 عملية “تصفية مستهدفة” منذ استئناف هجومه في 18 آذار/مارس.
ونقلت وكالة رويترز عن سكان في رفح جنوب قطاع غزة قولهم إن الجيش الإسرائيلي هدم المزيد من المنازل في المدينة، التي خضعت جميعها للسيطرة الإسرائيلية في الأيام الماضية.
ويأتي ذلك في إطار ما وصفه القادة الإسرائيليون بأنه جزء من توسيع “للمناطق الأمنية” داخل القطاع، بهدف زيادة الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
وعلى الصعيد الميداني أيضا، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مجاهديها “استهدفوا 3 دبابات ميركافا قرب مستشفى الوفاء شرق حي التفاح شرق مدينة غزة بقذائف الياسين 105”.
وقالت حركة حماس في بيان صدر الأربعاء: “قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين ستبقى على رأس أولوياتنا الوطنية وفاء لصمودهم وتضحياتهم”، مؤكدةً أن جرائم التعذيب والقتل في حق الأسرى لن تمر بلا حساب و”لن تسقط بالتقادم”.
وأضاف البيان: “تعاملنا مع أسرى العدو بإنسانية مقابل وحشية الاحتلال ضد أسرانا، ويتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة أسرى غزة وسط صمت دولي مخز”.
ودعت حماس إلى “حراك عالمي لمحاكمة الاحتلال والإفراج الفوري عن جميع الأسرى”، كما دعت إلى “توحيد الجهود الفلسطينية نصرة للأسرى وتقديم الدعم الكامل لذويهم”.
كما اقترح البيان أن يكون اليوم الخميس 17 أبريل/ نيسان “يوماً عالمياً للتضامن مع الأسرى وفضح جرائم الاحتلال في حقهم”.
المصدر: صحيفة الراكوبة