اخبار المغرب

المغرب يستقبل 4 ملايين سائح بالفصل الأول من 2025.. خبير يتوقع تجاوز 20 مليون بنهاية العام

تشهد السياحة المغربية انتعاشا ملحوظا مع بداية عام 2025، حيث بلغ عدد السياح الوافدين إلى المملكة أربعة ملايين سائح بنهاية مارس، محققا زيادة تقدر بـ22% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، هذا النمو الكبير يعكس قوة جاذبية المغرب كوجهة سياحية عالمية، ويعزز مكانته على خارطة السياحة الدولية كوجهة أربع فصول.

وتوزعت هذه الزيادة بين السياح الدوليين والجالية المغربية، مما يعكس التنوع الكبير في العروض التي يقدمها هذا القطاع الحيوي، فيما أكدت تصريحات وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، على التحول العميق الذي شهده القطاع، حيث استطاع المغرب إعادة ابتكار عرضه السياحي لاستقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وفي هذا السياق، أكد الخبير في الشأن السياحي، الزوبير بوحوت، أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رقم قياسي في عدد السياح الوافدين، مع إمكانية تجاوز حاجز 20 مليون سائح مع نهاية سنة 2025، وذلك رغم بعض المؤشرات التي تثير المخاوف بشأن الأداء العام للقطاع خلال الأشهر المقبلة.

وأوضح بوحوت، في تصريح لـ “العمق”، أن الفصل الأول من السنة الجارية عرف توافد أربعة ملايين سائح، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 22 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، مشيرًا إلى أن 52 في المئة من هؤلاء السياح قدموا من الخارج، مقابل 48 في المئة من مغاربة العالم.

ورغم هذا الزخم، أكد المتحدث أن الحفاظ على وتيرة النمو يتطلب مزيدًا من الجهود، مشيرا إلى أن زيادة تراكمية بنسبة 15 في المئة فقط كافية لبلوغ هدف 20 مليون سائح هذه السنة، شريطة استمرار الدينامية الحالية، خاصة في مجال النقل الجوي.

وتوقع المحلل أن تعرف الحركة السياحية بالمغرب دفعة قوية خلال شهر أبريل، مدفوعة بتنظيم معرض “جايتكس” بالرباط، إلى جانب معرض لوكالات الأسفار، الذي يضم عشرات المهنيين، فضلا عن التظاهرات الرياضية الدولية المبرمجة، مشددا على أن هذه الأنشطة ستُسهم في ترسيخ الانتعاش السياحي.

وأشار الخبير ذاته إلى أن النقل الجوي أضحى يشكل العمود الفقري لهذه الدينامية، حيث بلغت نسبة السياح القادمين عبره 73 في المئة خلال شهر مارس، بفضل المكانة التي منحها له مخطط خارطة الطريق، ودعا بوحوت إلى تسجيل نمو شهري لا يقل عن 20 في المئة في هذا النمط من النقل، لضمان الوصول إلى الأهداف المرسومة.

غير أن بوحوت عبر عن قلقه من التفاوت المسجل بين عدد السياح الوافدين ونمو مداخيل العملة الصعبة، ففي حين سجل شهر يناير ارتفاعًا في عدد الوافدين بنسبة 27 في المئة، فإن ليالي المبيت ارتفعت فقط بـ 16 في المئة، بينما لم تتجاوز مداخيل العملة الصعبة نسبة 10 في المئة.

وفي فبراير، وعلى الرغم من ارتفاع ليالي المبيت بـ 15 في المئة، فإن مداخيل العملة الصعبة تراجعت بـ 5.16 في المئة، ما يعكس وجود خلل في إنفاق السياح أو في نوعية الأسواق المصدّرة. وبيّن بوحوت أن هذا التراجع يعني خسارة 381 مليون درهم مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.

وأبدى بوحوت في تصريح لـ “العمق” تخوفه من تسجيل تباطؤ في الأشهر القادمة، حيث تراجعت نسبة النمو في الوافدين من 27 في المئة في يناير إلى 17 في المئة في مارس، مشيرًا إلى أن الأسواق التقليدية، مثل إسبانيا وإنجلترا وألمانيا وهولندا والولايات المتحدة، أظهرت معدلات نمو أقل في فبراير مقارنة بيناير، بل ومزيدًا من التراجع في مارس، الذي صادف شهر رمضان.

في مقابل هذه التحديات، يرى بوحوت أن هناك فرصًا واعدة يمكن أن تدعم القطاع، خاصة بعد نجاح المغرب في استقطاب وكالات أسفار عالمية، وتوقيع شراكات قد تفتح الباب أمام أسواق جديدة، أبرزها الصين، والولايات المتحدة، وكندا، والبرازيل.

إلا أن الخبير السياحي نبّه أيضًا إلى المخاطر المحيطة بالاقتصاد العالمي، خاصة في ظل استمرار التوترات التجارية الناتجة عن قرارات الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية مرتفعة، ورد الصين عليها، مما قد يُفضي إلى تراجع حركة التجارة العالمية، ومن ثم التأثير على القطاع السياحي.

وختم بوحوت تصريحه بالتشديد على أن الوضع يتطلب يقظة مستمرة، وتقييمًا دقيقًا للأسواق، إلى جانب توسيع قاعدة الشراكات وتحسين جودة العرض السياحي، لضمان تحقيق نمو مستدام لا يقتصر فقط على عدد الوافدين، بل يشمل أيضًا مدة الإقامة ومستوى الإنفاق.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *