التطوع.. ثقافة المسؤولية الوطنية في المجتمع الإماراتي

تمثل الأسرة الإماراتية دعامة رئيسة لبناء مجتمع مستقر ومتماسك، وتلعب دوراً محورياً في ترسيخ أسس التنمية المستدامة، فهي المحور الذي ينطلق منه بناء مجتمع واعٍ ومتماسك، يسعى إلى غد مزدهر للأجيال القادمة، من خلال دورها الجوهري في تعزيز المسؤولية الاجتماعية، وتعزيز الهوية الوطنية، والحفاظ على التراث، إضافة إلى ترسيخ ثقافة المسؤولية المشتركة ودفع عجلة تقدم المجتمع، ما يحقق نمواً شاملاً، ويُحدث أثراً إيجابياً مستداماً يسهم في قصة بناء الوطن.
أكدت وزارة تمكين المجتمع أن دولة الإمارات تُعد من أوائل الدول التي سنّت قوانين تهدف إلى تشجيع ثقافة العمل التطوعي، حيث أصدرت القانون الاتحادي رقم (13) لسنة 2018 بشأن العمل التطوعي، الذي يهدف إلى نشر وتشجيع وتعزيز ثقافة التطوع والتوعية بأهميته وتنظيمه وتطويره.
ويمثّل التطوع قيمة إنسانية متجذرة في مجتمع الإمارات، غرس بذورها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما جعلت منه قيادتنا الرشيدة منهج عمل وأسلوب حياة، وهو نابع من ثقافة الدولة القائمة على الاحترام والتسامح والتعاون والعطاء.
وقد وصفت دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، العمل التطوعي بأنه نشاط إيجابي يولّد لممارسيه العديد من الآثار الإيجابية، مشددة على أن العمل التطوعي يشكّل ضرورة مجتمعية تنموية.
ويتوافر في الدولة العديد من منصات وبرامج التطوع التي تحرص على إنشاء فرص تطوع مؤثرة تعالج الأولويات الاجتماعية، ما يسهم في تعزيز جودة حياة أفراد المجتمع، أبرزها المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين. إمارات» التي تلعب دور الوسيط بين الراغبين في التطوع من المواطنين والمقيمين المسجلين في الموقع، والفرص التطوعية المعروضة من المؤسسات الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص، وجمعيات النفع العام، فيما يهدف العمل التطوعي في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى جذب المتطوعين وإشراكهم في الأنشطة التي تدعم المجتمع على المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بصورة فردية، أو من خلال جماعات تابعة للهلال لتوزيع الأدوار التطوعية.
ويعد برنامج دبي للتطوع أول برنامج تابع لحكومة دبي، لإدارة المبادرات التطوعية في إمارات الدولة بصورة عامة وإمارة دبي بصفة خاصة، ويقوم بتبني المبادرات والفعاليات التطوعية من هيئات وجمعيات مختلفة، وعرضها على المتطوعين الراغبين في المشاركة فيها، ما يعزز روح التكافل والرعاية المتبادلة بين جميع فئات المجتمع.
كما يتولى مركز الشارقة للتطوع مهمة تنظيم العمل التطوعي في إمارة الشارقة ونشر ثقافته بين أفراد المجتمع ومؤسساته، عبر استقطاب وتسجيل المتطوعين، وإدارة شؤون عضويتهم، وتدريبهم وتأهيلهم وصقل مهاراتهم، إضافة إلى إدارة منصة التطوع الإلكترونية، ورصد الساعات التطوعية للمتطوعين وإرسال شهاداتهم إلكترونياً.
من جانبه، نوّه مؤسس فريق ربدان التطوعي، سالم البريكي، بأن المبادرات الاجتماعية والإنسانية التي تحرص دولة الإمارات على إطلاقها بشكل مستمر، جعلتها نموذجاً عالمياً للعمل الاجتماعي، مشيراً إلى أن فريق ربدان التطوعي ينفّذ العديد من البرامج المجتمعية، بما فيها برامج الدمج للمتعافين من الإدمان، وبرنامج مواهب الذي يتم من خلاله تنفيذ زيارات إلى منازل كبار المواطنين للاطمئنان عليهم، إلى جانب تقديم ورش لتعليمهم آليات الوصول إلى الخدمات الإلكترونية.
وأكد مدير مشروع في منصة متطوعين. إمارات، حسين البلوشي، أن المتطوع ثروة للوطن، ومساهم رئيس في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الدولة، والعمل التطوعي أنبل ما يمكن للإنسان أن يقدّمه للآخرين، مشيراً إلى تعاون المنصة مع دائرة تنمية المجتمع أخيراً، لتوفير تجربة متميزة وسلسلة ومريحة للمتطوعين، من خلال مبادرة «تطوع في 60 ثانية» التي تُعدّ خطوة مهمة لبناء منظومة تطوعية رائدة في الإمارة.
كما أكد أعضاء في فرق تطوع إماراتية، محمد البادي، وماجد المنصوري، وأمل الزعابي، وشروق حامد، أن التطوع حاضر في المجتمع الإماراتي منذ القدم، معتبرين أن ركيزة المجتمع الإماراتي قائمة على التطوع، وأجمعوا على أن العمل التطوعي وسام فخر على صدر كل من خاض هذا المجال الحيوي والمهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم