اخر الاخبار

الهيبة لا تُخلق في ضوء الأضواء، بل في ظلال المواقف

أمد/ الهيبة ليست صوتًا عاليًا في منصة، ولا ضوءًا ساطعًا في مؤتمر، ولا صورة معلقة على جدار. الهيبة لا تُشترى بالألقاب، ولا تُنال بالظهور المتكرر أمام الكاميرات، ولا تُمنح بالمجاملات الدولية. الهيبة تُبنى… لكنها لا تُبنى بالكلمات، بل بالمواقف.

في زمن التزييف، تبرُز المواقف لتكشف حقيقة الرجال. حين تتوارى الأصوات، ويصمت الجميع، يبقى من ثبت على الحق، ووقف مع المظلوم، ورفض أن يكون جزءًا من القطيع الذي يصفق للظالم، أو يزين للباطل.

الهيبة ليست في عدد المتابعين، ولا في عدد التصريحات، بل في الوقوف وحدك حين يهرب الجميع، في أن تقول “لا” حين تعلو أصوات “نعم”، في أن تمد يدك للمحتاج حين يغمض العالم عينيه، وتصرخ في وجه الجور حين يبتلع الصمت الجميع.

الهيبة لا تُخلق في ضوء الأضواء، بل تُولد وتترعرع في ظلال المواقف الصلبة، في وقت الأزمات، في لحظة الصراع، في اختبار القيم والمبادئ، لا حين يكون الثمن بسيطًا، بل حين يكون كل شيء على المحك.

هناك من لم يملك منصبًا ولا ميكروفونًا، لكنه بوقوفه مع الحق، صنع هيبة تتردد على كل لسان. وهناك من جمع كل مظاهر العظمة، لكنه خسر احترام الناس حين تردد أو سكت أو خان.

فكن صاحب موقف، ولو على حساب راحتك. ولا تركن لسراب الأضواء، فإنها لا تخلق الهيبة… بل تختبرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *