سلطات مولاي بوعزة بخنيفرة تغلق مدرسة عتيقة بعد استغلالها في أنشطة “غير دينية”

في خطوة حازمة وُصفت بـ”الإيجابية” من طرف عدد من المتتبعين، أقدمت السلطات المحلية بمولاي بوعزة بإقليم خنيفرة، ممثلة في شخص قائد المنطقة، على إغلاق المدرسة القرآنية العتيقة الواقعة بضريح الولي الصالح أبي يعزى يلنور، وذلك بعد أن تبين استغلالها في أنشطة “تتنافى مع طابعها الديني والتربوي”، خاصة خلال الموسم السنوي للضريح.
المدرسة، التي شكلت لعقود من الزمن فضاء لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم العلوم الشرعية، تحوّلت في السنوات الأخيرة، بحسب مصادر محلية، إلى موقع يُستغل في ذبح الأغنام خلال الموسم، فضلا عن كراء مرافقها وبنيتها التحتية للزوار بشكل غير قانوني، ما أثار استياء الساكنة وأفقد هذا الفضاء هيبته الدينية.
وفي هذا السياق، عبر عصام أبا الحسان، عضو جماعة ضريح مولاي بوعزة، في تصريح لجريدة “العمق”، عن استنكاره لما آلت إليه أوضاع المدرسة، قائلا باسم أغلبية الجماعة: “على إثر ما شهدته المدرسة القرآنية العتيقة بضريح مولاي بوعزة عصر هذا اليوم من أحداث مؤسفة ومؤذنة بخراب الإنسان والعمران، فإننا نسجل بقلق بالغ الطريقة التي تم بها اقتحام هذا الفضاء الديني والتاريخي عنوة، وذلك بعد أن تم إغلاقه من طرف السلطة المحلية، في خطوة اعتبرناها ضرورية لوضع حد لسلسلة من الخروقات التي باتت تهدد قدسية المكان.”
وأضاف المتحدث ذاته: “لقد تحولت المدرسة العتيقة في السنوات الأخيرة من فضاء لتدريس القرآن الكريم إلى مكان يُستغل بشكل مشين خلال موسم الضريح، حيث سُجّل قيام بعض الجهات المحسوبة على ” جماعة الضريح ” بكراء غرفها وبيوتها للزوار بشكل عشوائي، كما تم استغلالها في ذبح الأغنام، وسط مشاهد تسيء لمكانتها الرمزية، ووصل الأمر إلى التفكير في تحويلها إلى مأوى للسكارى والمشبوهين، وهو ما نرفضه بشكل قاطع.”
وتابع أبا الحسان في تصريحه: “إننا، كأبناء المنطقة وكممثلين عن أغلبية جماعة الضريح، نعلن للرأي العام البوعزاوي براءتنا التامة من هذه الممارسات، ونؤكد التزامنا باتخاذ كافة الخطوات القانونية والمؤسساتية لتخليص هذا الفضاء من أيدي العابثين، ورد الاعتبار لمعلمة دينية تعد من رموز الهوية الروحية للمملكة المغربية”
وفي ختام تصريحه، أكد المتحدث على تثمينه لليقظة العالية التي أظهرتها السلطات المحلية وتدخلها الفعّال لوضع حد لهذا العبث، كما شدد على ضرورة تسريع إجراءات إعادة تنظيم المدرسة، مؤكدا أن “الهدف هو ضمان استغلالها في إطارها الأصلي كمؤسسة لتعليم القرآن الكريم، بما يضمن الحفاظ على كرامتها ويعزز رسالتها التربوية في جو من الطمأنينة والاحترام.”
وتجدر الإشارة إلى أن قرار الإغلاق لقي ترحيبا واسعا في أوساط ساكنة مولاي بوعزة، التي اعتبرت الخطوة ضرورية للحفاظ على حرمة المدرسة وقطع الطريق أمام كل محاولات استغلال الفضاءات الدينية في أنشطة لا تليق بمكانتها.
المصدر: العمق المغربي