اخبار السودان

ظاهرة غريبة : الجنرالات السودانيين دائما نهاياتهم الاليمة تكون في شهر ابريل

بكري الصائغ

 

في يوم الجمعة ١١/ ابريل الحالي تجيء مناسبة الذكري السادسة علي استلام الفريق أول/ عبدالفتاح البرهان السلطة في البلاد، ولست هنا بصدد تكرار احداث وقعت خلال فترة حكمه واسترجاع الذكريات القديمة، ولكن الهدف من المقال اليوم ، رصد وتجميع ما وقع تحديدا في هذا اليوم الخميس ١١/ ابريل ٢٠١٩م من تصفيات لم تعرفها البلاد لها مثيل من قبل لحقت ضباط كبار وقادة عسكريين واخرين برتب مختلفة … في هذا اليوم بدأت اولي خطوات تصفية وحل القوات المسلحة.

 

١/ في يوم ١٥/ ابريل ٢٠١٩م، وبعد ان الت السلطة بكاملها للبرهان، أصدر المجلس المجلس العسكري الانتقالي مرسوما دستوريا بتعيين كل من الفريق أول/ عبد الفتاح البرهان رئيسا للمجلس ، والفريق/ محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، نائبا لرئيس المجلس، كما شمل المرسوم تعيين أعضاء هم : عمر زين العابدين، الطيب بابكر صلاح عبدالخالق، حلال الدين الشيخ، ياسر العطا، مصطفي محمد مصطفي، إبراهيم جابر، وشمس الدين الكباشي.

 

٢/ وبعد يومين من هذه الاقالات ، تمت بصورة عاجلة في يوم ١٤/ ابريل ٢٠١٩م ترقية “حميدتي” من رتبة فريق الي فريق أول ، وانضمامه للمجلس العسكري ، وتعيينه نائبآ لرئيس المجلس العسكري الانتقالي.

 

٣/ اولي اقالات الجنرالات جاءت بعد يوم واحد من استلام البرهان زمام السلطة من خلفه الفريق أول/ بن عوف في يوم ١٢/ ابريل ٢٠١٩م . شَمَلَت قائمة الإعفاءات كلاً من : الفريق أول عصام المبارك ، والفريق د. عثمان محمد يوسف الأغبش ، الفريق مهندس عيسى إدريس ، واللواء عادل شرفي ، واللواء مهندس الأمين على مصطفى ، واللواء الزين عبد الرحمن ، واللواء طبيب الكنزي ، واللواء ركن إدريس المبارك ، واللواء ركن المرضي الصديق واللواء ركن ياسر بشير ، واللواء ركن الصادق صديق ، واللواء ركن بدر الدين محمد عبده ، واللواء طبيب نزار البشير الحسن واللواء مهندس حيدر أحمد بشير.

 

٤/ ضمّت القائمة أيضاً العميد الصوارمي خالد سعد ، عميد ركن عبدالرحمن فقيري ، عميد مهندس خالد محمد خير ، عميد ركن مُحمّد عبدالله الأمين، وعقيد ركن أحمد السر الروى.

 

٥/ في يوم السبت ٢٠/ ابريل ٢٠١٩م، تم إحالة كل من يحمل رتبة فريق بجهاز الأمن والمخابرات إلى التقاعد بقرارمن المجلس العسكري الانتقالي ، واعلن المجلس العسكري الانتقالي إنه قد تقرر إحالة جميع من هم برتبة فريق بجهاز الأمن الوطني والمخابرات وعددهم ثمانية للتقاعد في إطار عملية إعادة هيكلة الجهاز، وتم اعفاء:

١/الفريق/ محمد عطا المولى سفير السودان في واشنطن،

٢/ استقالة الفريق مصطفى محمد مصطفى من المجلس العسكري الانتقالي.

 

٦/ قال المتحدث باسم المجلس العسكري الفريق كباشي في تصريح أعقب اجتماع لقوى “الحرية والتغيير” بالرئيس عبد الفتاح البرهان، إن كل من عمر زين العابدين، وجلال الدين الشيخ، وابوبكر مصطفى قد تقدموا باستقالاتهم من المجلس.

 

٧/ خلال الفترة من ابريل عام ٢٠١٩م حتي يوم الاحد ٢٨/ نوفمبر الماضي ٢٠١٩م، اثناء تولي البرهان رئاسة المجلس العسكري وبعدها مجلس السيادة الي اعفاء وعزل ما لايقل عن (٤٠٠) جنرال برتب عسكرية عالية وصغيرة ، ولا يدخل في هذا الرقم اعتقال ضباط من جهاز الامن شاركوا في وقوع ستة محاولات انقلابية فاشلة.

 

٨/ اغرب ما في هذه الاعفاءات العسكرية ، وعزل جنرالات برتب عالية من الخدمة العسكرية او الاحالة للتقاعد ، ان الضباط في قوات الدعم السريع ، لم تطال احد منهم رغم السمعة السيئة التي تتمتع بها هذه القوات !!، المؤسسات العسكرية الثلاثة: (القوات المسلحة، جهاز الامن الوطني ، الشرطة) تعرضت خلال حكم البرهان لتصفيات شديدة مما احدث خلل كبير في هيكلها ، عكس قوات الدعم السريع التي احتفظت بفضل سياسة البرهان علي قوتها ، واصبحت القوة العسكرية الاولي في البلاد.

 

٩/ تعليق من احد الضباط علي عمليات الفصل والطرد من الخدمة العسكرية : “الضباط المفصولين من الخدمة تم فصلهم بقرار من البرهان، ولكن من المهم جدا ان نعرف ان نحو اكثر من (70) ضابط برتب عسكرية رفيعة قدموا استقالاتهم للبرهان بعد الاطاحة بالرئيس السابق عمر البشير ، هؤلاء الضباط رفضوا رفض بات بعزة وكبرياء ان يستمروا في اداء الخدمة العسكرية بالقوات المسلحة التي اصبح “حميدتي ” واحد من افرادها!!، هؤلاء الضباط قالوا في رسالة عنونوها للبرهان علانية “لن نؤدي التحية العسكرية لسفاح .. ولن نضرب تعظيم سلام لحميدتي الشخص الذي اصلآ لا يفتخر احد من الضباط والجنود بوجوده بيننا.”.. هؤلاء الضباط اصحاب الرسالة كانوا من اقوي دعامات الاجهزة العسكرية المختلفة، وكانوا اصحاب خبرة وكفآءات عسكرية نادرة، ولكن مع الاسف الشديد البرهان قبل استقالاتهم بكل برود وعدم اهتمام حتي لا يغضب حميدتي!!”).

 

فعلا، انها ظاهرة غريبة قصة الجنرالات السودانيين الذين انتهوا نهايات مرة في شهر ابريل :

النميري، البشير، بن عوف، عمر محمد الطيب، خالد حسن عباس، ابوالقاسم محمد ابراهيم، زين العابدين عبدالقادر، زين العابدين محمد أحمد عبد القادر، مأمون عوض أبوزيد، ابراهيم شمس الدين، كمال عبد المعروف، عبدالله حسن البشير، بكري حسن صالح، عبدالرحيم حسين، صلاح قوش، محمد عطا، صلاح كرار، الطيب محمد خير “سيخة”، يونس محمود، يوسف عبد الفتاح “رامبو”.

 

اخر اخبار محن العسكر في ابريل: جاءت الصحف في يوم الثلاثاء ٩/ ابريل الحالي وحملت خبر وفاة الفريق طيار الفاتح عروة، الذي وافته المنية بالولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع طويل مع المرض. رحم الله الفقيد رحمة واسعة، ولكن يبقي السؤال مطروح بقوة: هل وفاة الراحل/ عروة تدبير اقدار … ام هي لعنة ابريل التي تصيب أصحاب “الكاكي”؟!!

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *