اخبار المغرب

ملاعب القرب بالألفة تفجر اتهامات بـ”الفساد” ومقاطعة الحي الحسني ترفض “الإبتزاز”

يشكو عدد من أعضاء مجلس مقاطعة الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء من سوء تدبير وتسيير ملاعب القرب بمنطقة الألفة الواقعة ضمن تراب المقاطعة، بعدما رصدوا جملة من التجاوزات الخارجة عن نطاق القانون، وفق قولهم.

وأكدت فعاليات سياسية بالمنطقة أن ملاعب القرب بدائرة الألفة تحولت فجأة إلى وسيلة لـ”الاسترزاق” من طرف أشخاص لا علاقة لهم بتدبير الشأن المحلي، وعلى رأسهم “المحافظ” الذي أثار الجدل منذ شهور.

في المقابل، خرجت أصوات بعض المسؤولين بمقاطعة الحي الحسني تنفي هذه الادعاءات، معتبرة أن “هذه المزاعم تأتي من بعض الوجوه التي كانت تستغل جمعيات المجتمع المدني لأغراض سياسية”.

وحسب تصريحات مصطفى منظور، عضو مجلس مقاطعة الحي الحسني، فإن ملعب الألفة تحول إلى “بقرة حلوب” بمباركة مسيري الشأن المحلي، مشيرًا إلى أنه “رغم الشكايات والاحتجاجات، لا تزال الفوضى تعم المركب الرياضي الألفة، حيث أصبح هذا المرفق العمومي مرتعًا للفساد، خاصة خلال الشهور الماضية”.

وأضاف منظور، في تصريح لجريدة “”، أن “الملعب يُدبَّر من طرف أشخاص لا تربطهم أي علاقة بالمؤسسة، فهم ليسوا موظفين”، مردفًا أن “المحافظ يدبّر المركب الرياضي الألفة، ويستغل بيته داخل المركب لغرض في نفس يعقوب”.

وزاد قائلًا: “يُجرى دوري داخل القاعة المغطاة دون أداء الرسوم المنصوص عليها في القرار الجبائي، مع تسجيل تجاوزات في استعمال السلطة وحرمان أبناء منطقة الألفة من ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى السمسرة وابتزاز شباب المنطقة لدفع إتاوات مقابل إجراء المقابلات، وذلك من طرف أشخاص أصبحوا يتحكمون في الملعب بقبضة من حديد، وأسماؤهم معروفة لدى الجميع”.

وفيما يتعلق بمشاكل ركن السيارات داخل المرافق الرياضية، شدد العضو الجماعي على أنه يتم ركن السيارات داخل الملعب بلا حسيب ولا رقيب، كما يُستغل مستودع الملابس لغسل الملابس الرياضية.وأوضح منظور أن المسؤولين يقومون بتسطير برامج بعيدة عن المؤسسة، تحت إشراف أشخاص غرباء، مع إدماج جمعيات وهمية من أجل كراء الحصص المخصصة لها.

وتساءل الفاعل السياسي قائلا: “فما الفرق بين ملعب الألفة والملاعب الأخرى في ليساسفة والحي الحسني؟”، مؤكدًا أنه “رغم المجهودات المبذولة من طرف السلطة المحلية، لا يزال البعض يحاول الاسترزاق من الفضاءات العمومية”.

من جهته، قال سعيد عريش، النائب الثاني لرئيس مجلس مقاطعة الحي الحسني، إن “من يقف وراء هذه الادعاءات هم في الواقع من يمارسون ما ينسبونه لغيرهم، مستغلين بعض الحصص الرياضية الممنوحة لهم، وموظّفين بعض الجمعيات لأغراض سياسية عبر تقديم تصريحات مغلوطة”.

وأضاف عريش أن المقاطعة تعمل، خصوصًا في شقها الرياضي، على تمكين جميع الممارسين من حصصهم التدريبية، من خلال برامج تستوعب جميع الجمعيات والأشخاص الذاتيين الذين تقدموا بطلبات الاستفادة من الملعب.

واعتبر النائب الثاني أن الادعاء بوجود أطراف أخرى تدبّر الملعب هو افتراء لا أساس له من الصحة، فالمصلحة المختصة هي التي تسهر على برمجة التداريب والمقابلات بشكل منتظم ودقيق.

وشدد المتحدث على أن مباريات العصبة تُجرى في مواعيدها المحددة، ويشرف عليها طاقم إداري، رغم قلّته، يبذل مجهودات جبارة لإنجاح البرامج المسطرة من طرف المقاطعة والعصبة والجامعة، مؤكدًا أن “المحافظ على ملعبَي بيتي سكن والألفة تم تعيينه بسبب كفاءته العالية ونزاهته، وهو شخص مشهود له بالصدق والرزانة”.

وأضاف أن “الضغوط التي يتعرض لها تأتي نتيجة رفضه الرضوخ للابتزاز أو السماح بالارتشاء من طرف بعض الجمعيات التي تستفيد من المرافق مجانًا، وتقوم بطلب مبالغ مالية من أولياء الأمور”.

ويرى أيضًا أن هذه الإشاعات تهدف إلى التغطية على ممارسات غير مقبولة من قبل بعض الأشخاص الذين يحاولون ابتزاز الأطر العاملة بالمركب، موضحًا أن “هناك تقارير رسمية تم رفعها حول تعرض العاملين للسب والترهيب من طرفهم”.

وأكد عريش أن مناقشة بعض الادعاءات المتعلقة باستخدام المستودعات أو دخول سيارات لذوي الاحتياجات الخاصة أمر يُستحى منه، لأن الأمر يتعلق بتوفير ظروف إنسانية ولوجستية ملائمة لممارسة الرياضة.

وأوضح أنه من يطلق هذه الاتهامات لا همّ له سوى التشويش، وهو في واقع الأمر لا يغادر الملعب ويجعل منه مصدر رزق شخصي، مسجلا أن “برمجة الأنشطة من اختصاص المصلحة بالمقاطعة، ويتم تلبية طلبات عدد كبير من الجمعيات المزاولة وفق الإمكانيات المتاحة”.

ولفت إلى أنه، بشراكة مع السلطة المحلية، تم رصد عدة مخالفات من طرف بعض الجمعيات، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في حقها، من تنبيهات وإنذارات، أو توقيف.

وخلص النائب الثاني لرئيس مجلس مقاطعة الحي الحسني، إلى أن “تخليق المشهد الرياضي داخل المرافق التابعة للمقاطعة يتطلب مجهودًا كبيرًا، ويواجه مقاومة من طرف بعض ‘السماسرة’ الذين لا علاقة لهم بالرياضة”، مسجلاً أنه سيتم دعم الجمعيات الجادة التي تسهم فعليًا في تأطير أبنائنا وبناء مستقبلهم الرياضي.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *