مجازر متواصلة.. عشرات الشهداء والجرحى وغارات مكثفة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة

أمد/ غزة: تتواصل المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة، وسط حملة قصف عنيفة يشنها سلاح الجو الإسرائيلي على مناطق مكتظة بالسكان ومراكز نزوح، كان آخرها في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، حيث أسفرت الغارات عن استشهاد 38 مدنيًا وإصابة 85 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
ويأتي هذا التصعيد في اليوم الـ25 من استئناف العدوان الإسرائيلي، في وقت يهدد فيه وزير الأمن، يسرائيل كاتس، بتوسيع العمليات العسكرية في جميع أنحاء القطاع ما لم تُفرج حركة حماس عن الرهائن الإسرائيليين.
ميدانيا، واصل الجيش الإسرائيلي استهداف مراكز الإيواء ومنازل المدنيين، خاصة في مدينة رفح جنوبي القطاع وحي الشجاعية شمالا، مستخدمًا أسلحة جديدة، بحسب ما أكده مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة، الدكتور مروان الهمص، الذي قال إن معظم الجرحى يصلون إلى المستشفيات وهم بحالة حروق كاملة، مطالبا بضرورة فتح المعابر بشكل عاجل لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 50,886، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 115,875، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 40 شهيدا، و146 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 1,522 شهيدا، و3,834 إصابة.
ولفتت إلى أن هناك عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد مواطنان وأصيب آخرون بجروح، يوم الخميس، إثر قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بوصول شهيدين إلى مستشفى شهداء الأقصى بالمدينة، ارتقيا إثر استهداف طيران الاحتلال الاستطلاعي في منطقة أبو العجين شرق دير البلح.
استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفلة، إثر قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي الحربي، على خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طيران الاحتلال قصف منزل عائلة أبو دقة في منطقة الشحايدة شمال بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، ما أدى إلى استشهاد مواطنين أحدهما طفلة.
كما استشهد مواطن وأصيب آخرون بجروح، بينهم حالات خطيرة، إثر قصف طائرة مروحية إسرائيلية، خيمة تؤوي نازحين قرب مجمع ناصر الطبي غرب خان يونس.
كما أصيب عدد من المواطنين بجروح، في قصف مدفعي إسرائيلي على شارع الشعف بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
استُشهد 12 مواطنا على الأقل، ظهر يوم الخميس، برصاص الاحتلال الإسرائيلي وقصفه على مدينتي غزة ورفح في قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية إن 5 شهداء ارتقوا، في قصف مجموعة مواطنين في محيط الخدمة العامة وسط مدينة غزة، بينما استُشهد مواطن عقب إطلاق قوات الاحتلال الرصاص على مواطنين في منطقة الشاكوش بمواصي رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد 6 مواطنين بعد قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة “أبو العون” بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، في وقت قصفت فيه مدفعية الاحتلال منازل المواطنين قرب مسجد أم حبيبة وسوق الدراجات في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس جنوب القطاع.
استُشهد 4 مواطنين على الأقل وأصيب آخرون بجروح، فجر يوم الخميس، في قصف الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد مواطنين جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في شارع الطينة جنوب بلدة القرارة شمال غرب خان يونس، كما استُشهد طفل بقصف مدفعي على حي العمور ببلدة الفخاري شرقاً.
وأضافت، أن مواطنا استُشهد إثر قصف خيمة تؤوي نازحين شمال غرب مدينة الزهراء وسط قطاع غزة.
وأشارت إلى أن مدفعية الاحتلال تواصل قصفها المكثف للمناطق الشرقية من مدينة غزة، فيما شنت طائرات الاحتلال غارات استهدفت المناطق الشمالية لمدينة رفح جنوب القطاع.
كما قصفت مدفعية الاحتلال مناطق في بيت لاهيا شمال القطاع وعبسان الكبيرة شرق خان يونس وحي الزيتون شرق غزة.
جيش الاحتلال يفرج عن نحو 80 معتقلا من قطاع غزة
أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن نحو 80 معتقلا من قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن عددا من المعتقلين المفرج عنهم من سجون الاحتلال وصولوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة.
وأشارت المصادر، إلى أن معظم المعتقلين المفرج عنهم مسنون، وبعضهم لا يقوى على الحركة ويظهر عليهم آثار تعذيب.
وحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن هناك أكثر من 2000 معتقل من قطاع غزة محتجزين في سجون: سيديه تيمان، وعنتوت، وعوفر العسكري، والنقب.
12500 مريض في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن “الحرب في جميع أنحاء قطاع غزة تُلحق خسائر فادحة بالمدنيين، وتحرمهم من الأمان وسبل البقاء على قيد الحياة، في ظل استمرار التقارير اليومية عن غارات إسرائيلية تُسفر عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين الفلسطينيين”.
وتطرق المكتب إلى المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها منزلين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 35 مواطنا بينهم 8 أطفال على الأقل، وإصابة العشرات ما زال الكثيرون منهم في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
وشدد مكتب الأوتشا على ضرورة حماية المدنيين بموجب القانون الدولي “وألا يكونوا هدفا أبدا”، بحسب ما جاء على لسان نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق خلال المؤتمر الصحفي اليوم الخميس في نيويورك.
وذكر حق الصحفيين أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من دعم بعض عمليات الإجلاء الطبي من غزة، حيث سمح الاحتلال يوم أمس لـ18 مريضا ونحو 30 مرافقا بالخروج لتلقي العلاج المتخصص خارج القطاع. إلا أنه أشار إلى أن حوالي 12,500 مريض في غزة ما زالوا بحاجة إلى إجلاء طبي، ونقل دعوة المنظمة لتمكينهم من القيام بذلك عبر جميع المعابر والممرات الحدودية المتاحة.
وكرر مكتب الأوتشا التأكيد على الحاجة الملحة لإعادة فتح المعابر للسماح بدخول الإمدادات الأساسية إلى القطاع، مع اقتراب الإمدادات داخل القطاع من النفاد وتفاقم الوضع.
وأشار حق إلى أن أكثر من 60 ألف طفل فلسطيني في غزة يعانون من سوء التغذية، “في وقت ينفد فيه بسرعة الوقود والإمدادات لدى المطابخ المجتمعية (الخيرية)”.
وفي جميع أنحاء غزة، حذر شركاء الأمم المتحدة من نقص حاد في المياه في الملاجئ التي تستضيف النازحين.
وفي هذا الصدد، قال حق إن شح المياه، إلى جانب نقص مستلزمات التنظيف، “يُؤثّر سلبا على الصحة العامة”، حيث عانت أكثر من ثلث الأسر في غزة من إصابات بالقمل في شهر آذار/مارس.
وأفاد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة بأن شركاء المنظمة بالمجال الإنساني على الأرض حدّدوا “أكثر من عشرة أطفال غير مصحوبين بذويهم ومنفصلين عنهم هذا الأسبوع”، مضيفا أنهم يبذلون قصارى جهدهم لإعادة لمّ شمل هؤلاء الأطفال مع عائلاتهم.
منع 75% من بعثات الأمم المتحدة من دخول غزة
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الخميس، إن 75% من بعثات الأمم المتحدة تُمنع من دخول قطاع غزة، بسبب الحصار والهجمات الإسرائيلية.
وفي مؤتمر صحفي أسبوعي، أشار غيبريسوس إلى الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على قطاع غزة منذ الثاني من آذار/ مارس الماضي، ومنع دخول جميع المواد الغذائية والأدوية.
وأضاف: “خلال الأسبوع الماضي، مُنع وعُرقل 75 بالمئة من بعثات الأمم المتحدة، هذا الحصار يترك الأسر تعاني من الجوع وسوء التغذية، ويمنعها من الوصول إلى المياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية المناسبة، ويؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض والوفاة”.
وأكد غيبريسوس أن الهجمات الإسرائيلية على النظام الصحي في غزة مستمرة، مشيرا إلى مقتل أكثر من 400 عامل في المجال الإنساني منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتابع قائلا: “في 23 آذار/ مارس هاجم الجيش الإسرائيلي قافلة طبية وطارئة، ما أسفر عن مقتل 15 عاملا في المجالين الصحي والإنساني”.
وتابع: “رغم المخاطر الأمنية، والقيود المفروضة، وتناقص الإمدادات، لا تزال منظمة الصحة العالمية موجودة في غزة”.
وختم بالدعوة إلى “رفع الحصار عن المساعدات على الفور، والحفاظ على الخدمات الصحية، والوصول الإنساني دون عوائق إلى جميع أنحاء غزة، والاستئناف الفوري لعمليات الإجلاء الطبي اليومية، وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، وقبل كل شيء وقف إطلاق النار”.
ويرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ودمر الاحتلال 34 مستشفى من أصل 38، تاركا 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية.
كما أخرجت غارات الاحتلال الإسرائيلي 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.
مفاوضات وقف إطلاق النار
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة تقترب من إعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة وأنها تتواصل مع إسرائيل وحماس.
وأضاف، في تصريحات أدلى بها مساء يوم الخميس، خلال اجتماع حكومي،: “نقترب من إعادة الرهائن من غزة”، واصفًا حركة حماس بـ”المنظمة المقززة”.:
والمقترح المصري يتحدث عن الإفراج عن 8 رهائن ووقف إطلاق نار لمدة 50 يوما، وإدخال مساعدات إنسانية على أن يتم البدء بمفاوضات على المرحلة الثانية من الصفقة لوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن عائلات الرهائن تلقوا رسالة مفادها أن ترامب يعمل على صفقة شاملة.
وأكدت الصحيفة مساء الخميس أن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أبلغ عائلات الرهائن الذين التقى بهم أن “صفقة جدية للغاية تلوح في الأفق وهي مسألة أيام قليلة”.
وقالت الصحيفة أن ترامب أعطى رئيس الوزراء نتنياهو بضعة أسابيع لمواصلة القتال وبعد ذلك سيطالب بوقف الحرب والانتقال إلى اتفاق شامل.
في اجتماع المجلس السياسي والأمني الذي عقد الليلة الماضية بدون رؤساء المؤسسة الأمنية، استمع الوزراء إلى آخر المستجدات حول زيارة رئيس الوزراء نتنياهو إلى واشنطن ولكنهم اقترحوا أيضًا زيادة الضغط العسكري على حماس.
ووفقا للقناة 13 العبرية نتنياهو وديرمر أبلغوا وزراء الكابينت يوم الأربعاء أن هناك تغير في مواقف حماس ويجري العمل على بلورة صفقة.
مقترح مصر
وكان وزير الخارجية المصري قال، إنه تم نقل المقترح والآن يتم التشاور بشأنه ونأمل أن يتم قبول هذا المقترح من جانب كل الأطراف المعنية حتى نعود إلى
الهدوء وحتى يتوقف الضرب والحرب على قطاع غزة وحتى يمكن إتاحة النفاذ الكامل للمساعدات إلى أهالينا في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الجهود متواصلة مع الجميع ومع كل الأطراف وهم على دراية بتفاصيل المقترح المصري ونأمل في أن يتم قبوله حتى ندخل في مرحلة التهدئة ومن ثم يسمح ذلك بإطلاق سراح عدد من المحتجزين والأسرى ويتيح لسكان غزة التقاط الأنفاس بعد هذه الحرب الضروس التي تستهدف المدنيين من النساء والأطفال بدون ذنب لهم على الإطلاق.
وتابع، الجهد المصري لن يتوقف بالتنسيق مع الأشقاء في قطر، وهذا الجهد مستمر ولن يتوقف حتى يتوقف القتال وحتى يتم السماح بنفاذ المساعدات ومن ثم العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات حول المرحلة الثانية منها.