معهد ابن باديس بمرسيليا يستعرض الأبعاد التاريخية والراهنة لقانون 1905

شهدت ملحقة معهد ابن باديس لتكوين الأئمة والمرشدين الدينيين بمدينة مرسيليا التابع لمسجد باريس الكبير، هذا الأسبوع، لقاء فكريا مميزا جمع جمهورا واسعا ومتنوعا في ندوة حملت عنوان “الإسلام واللائكية”، خصّصت لمناقشة قانون 1905 في أبعاده التاريخية والراهنة، وتأثيره على الممارسة الدينية للمسلمين في فرنسا، مستعرضا حدود حرية العبادة، وعلاقة الدولة بالمؤسسات الدينية.
واستضاف معهد ابن باديس فرع مرسيليا، بالتعاون مع مسجد باريس الكبير، الباحث الفرنسي بيرنار غودار؛ أحد أبرز المتخصصين في الشأن الإسلامي بفرنسا، وصاحب كتابين مرجعيين “الإسلام في فرنسا” و«المسلمون في فرنسا”. وجمع اللقاء بين الثقافة والحوار، وفُتح الباب أمام نقاش مجتمعي هادئ ومسؤول حول اللائكية، بعيدا عن الأحكام المسبقة، حيث تطرق إلى الظروف التاريخية التي وُلد فيها قانون 1905 الذي كرّس مبدأ الفصل بين الدين والدولة.
وأشار غودار في الندوة التي شارك فيها شباب وطلبة، من بينهم طلبة معهد ابن باديس ومهتمين بالشأن الديني والسياسي، إلى أن فهم خلفيات هذا القانون ضروري لتفكيك التوترات المعاصرة بين الهُويّة الدّينية والمواطنة. كما أبرز الباحث الفرنسي كيف أصبح هذا القانون مرجعًا في تنظيم الحياة الدينية في البلاد، مع ما يرافقه من تحديات في ظل التغيرات السوسيولوجية والديموغرافية التي عرفتها فرنسا خلال العقود الأخيرة. وعبّر بيرنار عن اهتمام بالغ بالموضوع، وطرح أسئلة عميقة تتعلق بموقع الإسلام في المجتمع الفرنسي، وحدود حرية العبادة، وعلاقة الدولة بالمؤسسات الدينية، خاصة في ظل ما يُوصف أحيانا بتضييق على الممارسات الدينية الإسلامية.
بدورهم، أبدى المشاركون رغبتهم في تعميق النقاش، من خلال لقاءات مستقبلية، لا سيما أن قانون 1905 لا يزال، إلى اليوم، محور جدل وسوء فهم، سواء في الإعلام أو في الفضاء العمومي.
تجدر الإشارة إلى أن معهد ابن باديس لتكوين الأئمة والمرشدين الدينيين تابع لمسجد باريس الكبير، ومقره الرئيسي في باريس، وله أربعة ملاحق، من بينها ملحقة باريس.