اخبار المغرب

بوعياش: الإعلام مطالب بتبني مقاربة دامجة لقضايا الإعاقة

دعت أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إلى ضرورة تجديد الخطاب الإعلامي حول قضايا الأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال نهج مقاربة دامجة تنبني على احترام الكرامة الإنسانية، وتقديم تمثلات واقعية تعكس تجارب هذه الفئة واندماجها المجتمعي، بدل تكريس الصور النمطية التي تقصي وتهمش.

جاء ذلك في كلمة ألقتها خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الوطني السادس عشر للإعاقة، المنظم من طرف المركز الوطني محمد السادس للمعاقين من 8 إلى 11 أبريل الجاري بسلا، تحت شعار: “الإعلام والإعاقة: الواقع والتحديات”، والذي يعقد تخليداً لليوم الوطني للإعاقة (30 مارس من كل سنة)، وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأكدت بوعياش أن هذا المنتدى يشكل محطة سنوية هامة لمساءلة السياسات العمومية حول مدى وفائها بالتزاماتها اتجاه الأشخاص في وضعية إعاقة، مشددة على أن اختيار موضوع الإعلام لم يكن عبثياً، بل يعكس قناعة راسخة بأن الإعلام، بمختلف وسائطه التقليدية والحديثة، يلعب دوراً مركزياً في بناء تمثلات اجتماعية عادلة، وفي ترسيخ قيم المساواة والمواطنة الشاملة.

وقالت في كلمتها: “إثارة قضايا الأشخاص في وضعية إعاقة ليست مجرد تذكير رمزي، بل دعوة إلى تقييم شامل لمدى إدماج حقوق هذه الفئة في السياسات العمومية”، مؤكدة أن الإعلام يمتلك من القوة والتأثير ما يمكنه من تفكيك الصور النمطية وتعزيز وعي جماعي يحترم التعدد والاختلاف.

وسجلت بوعياش وجود محدودية واضحة في رصد ومتابعة الإعلام لقضايا الإعاقة، سواء من حيث الكم أو الكيف، مشيرة إلى أن الأشخاص في وضعية إعاقة يواجهون صعوبات في الوصول إلى المعلومة، سواء بسبب غياب الترجمة النصية الفورية أو نقص الترجمة إلى لغة الإشارة أو غياب الوصف الصوتي للمضامين.

ولفتت إلى أن بناء إعلام منصف وشامل يقتضي ليس فقط تمثيل الأشخاص في وضعية إعاقة داخل المحتوى الإعلامي، بل إشراكهم في صناعة هذا المحتوى، عبر التكوين والتوظيف في مختلف المؤسسات الإعلامية، داعية في الآن ذاته إلى اعتماد ميثاق أخلاقي وطني يضمن معالجة إعلامية تراعي الخصوصية وتحترم الكرامة.

وشددت على أن تعزيز حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة داخل الفضاء الإعلامي يتطلب شراكات قوية بين المؤسسات المعنية وقوى المجتمع المدني، إلى جانب العمل على تكوين الإعلاميين في القضايا الحقوقية المتعلقة بالإعاقة.

كما لم تغفل بوعياش الإشارة إلى أن الإعلام لا ينبغي أن يُختزل في دوره الإخباري أو الترفيهي فقط، بل هو فضاء لصياغة الوعي الجماعي، وبالتالي فإن غيابه عن معالجة قضايا الإعاقة يعكس خللاً بنيوياً يستوجب المراجعة، خاصة في ظل تحولات اجتماعية وثقافية تفرض خطابا إعلاميا أكثر شمولية وإنصافا.

وفي سياق حديثها، أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن مناسبة اليوم الوطني للإعاقة ليست فقط لحظة احتفاء رمزية، بل محطة تقييم جماعية لمدى التقدم المحرز، كما أنها لحظة تعبئة جماعية تعيد قضايا الإعاقة إلى صلب النقاش العمومي.

واعتبرت بوعياش أن مستقبل الإعلام المغربي يجب أن يكون دامجاً لجميع الفئات دون استثناء، معتبرة أن تعزيز حضور الأشخاص في وضعية إعاقة داخل وسائل الإعلام هو رهان حقوقي وأخلاقي في الآن ذاته.

كما دعت إلى تبني خطاب إعلامي يقطع مع “ثقافة الشفقة”، لصالح مقاربة تنموية تُعلي من شأن الكفاءات والقدرات والإبداع، وتُظهر الأشخاص في وضعية إعاقة كمواطنين كاملي الحقوق، لا كفئة هامشية تنتظر المساعدة.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *