اخبار المغرب

تسبب نوبات قلبية.. حمضي يحصي تأثيرات الساعة الإضافية ويحذر من مخاطر التوقيت الصيفي

تفاعلا مع تأثيرات الساعة الإضافية، أكد الدكتور الطيب حمضي الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن “التوقيت الشتوي هو الأكثر ملائمة لجسم الإنسان وأن تغيير الساعة سواء نقصانا أو زيادة  يؤثر على ساعتنا البيولوجية وله مخاطر صحية”.

وأبرز حمضي، في تصريح لجريدة ” العمق”، أن “تغيير الساعة، سواء بإضافة ساعة أو إنقاصها، فله تأثير على صحة الإنسان وعلى نومه وساعته البيولوجية وله أيضًا تأثيرات على السلامة الطرقية وحوادث السير وعلى حوادث الشغل وأمراض القلب والنوبات القلبية والجلطات الدماغية، مقرا بوجود تأثيرات، وإن كانت في حدود معينة، وقد بيّنت الدراسات ذلك، سواء تعلق الأمر بالزيادة أو بالنقصان، وفق تعبيره.

وشدد المتحدث ذاته على أن “التوقيت الصيفي يُعتبر الأكثر تأثيرًا من الناحية الصحية، فالخبراء يرون أنه إذا أرادت الدول اختيار توقيت واحد دائم، بين التوقيت الشتوي أو الصيفي، يُنصح باعتماد التوقيت الشتوي طوال السنة، لأنه الأقرب إلى الطبيعة البشرية فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لينشط في النهار ويخلد للنوم في الليل، وبالتالي، تلك الساعة الإضافية في الصيف تُخلّ بتوازن الساعة البيولوجية للإنسان، على حد قوله.

وذكر الباحث في السياسات والنظم الصحية أن تغيير التوقيت (إضافة أو إنقاص الساعة) تم اتخاذه خلال القرن الماضي لأسباب تتعلق باقتصاد الطاقة الكهربائية، بهدف تقليص استهلاك الكهرباء، غير أن الدراسات الدولية اليوم تقول إن الإنارة في المنازل لم تعد تستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة، خاصة مع استعمال المصابيح الحديثة والوسائل الموفرة للطاقة، وبالتالي لم يعد هناك ربح كبير من حيث اقتصاد الكهرباء، وفق تعبيره.

ولفت أن العديد من دول العالم تتجه نحو إلغاء تغيير التوقيت بين الصيف والشتاء، بحيث يصبح توقيت الدولة موحدًا طوال السنة، غير أن كل دولة تدرس هذا القرار بناءً على معطياتها الصحية والاقتصادية والتجارية، وكذلك علاقاتها الدولية.

أزمات قلبية واضطرابات صحية

حسب الطيب حمضي الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، فقد أظهرت الدراسات أن عدد الأزمات القلبية يزداد بنسبة 25% في أيام الاثنين التالية للانتقال إلى التوقيت الصيفي مقارنة بأيام الاثنين الآخرى، بينما الانتقال إلى التوقيت الشتوي لا يزيد من احتمال خطر الإصابة بنوبة قلبية، لأن التوقيت الشتوي هو الوقت الفسيولوجي الأقرب إلى التوقيت الشمسي، وفق تعبيره.

وأبرز حمضي أن الأخطاء المهنية تزداد بشكل عام في كل المهن بما فيها الأخطاء الطبية، مشيرا إلى أن دراسة أجريت عام 2018 أفادت عن زيادة بنسبة 22% في حالات دخول المستشفى في الولايات المتحدة بسبب الرجفان الأذيني وعدم انتظام ضربات القلب، بعد تغيير الساعة نحو التوقيت الصيفي بسبب فقدان ساعة من النوم، بينما لم تلاحظ أي زيادة كبيرة في حالات الاستشفاء على هامش تغيير الساعة نحو التوقيت الشتوي حيث يتم ربح سعة من النوم.

وشدد المتحدث ذاته على أن “تغيير الساعة سواء نقصانا أو زيادة يؤثر على ساعتنا البيولوجية وله مخاطر صحية، من بينها اضطرابات النوم واليقظة وقلة النوم مع خطر النعاس أثناء العمل أو القيادة اضطرابات الانتباه وانخفاض القدرة على التركيز ومن ثم حوادث العمل والسير، فضلا عن صعوبة في النوم وبالتالي الأرق ومشاكل الشهية الشعور بالجوع في ساعات مغايرة واضطرابات المزاج والعصبية واحتشاء عضلة القلب والجلطة الدماغية”.

التوقيت الشتوي أكثر سلامة وصحة من التوقيت الصيفي

يرى الدكتور الطيب حمضي الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية أن “التوقيت الشتوي هو الأكثر ملائمة لجسم الإنسان”، مبرزا أن  التعامل الإيجابي للمواطنين مع نقص ساعة والعودة للتوقيت المغربي العادي أي الشتوي هو تماهي  طبيعي مع  للمعطيات العلمية التي تؤكد ان تغيير التوقيت خلال السنة (او حتى خلال الرحلات الجوية من بلد لبلد) أمر يؤثر سلبا على صحة الانسان.

والأهم من ذلك، حسب المتحدث ذاته، أن “تغيير التوقيت بزيادة ساعة أي التحول نحو التوقيت الصيفي هو الأكثر تأثيرا على الصحة والحياة العامة مقارنة بالتوقيت الشتوي الدي يتناسب وفيسيولوجية جسم الإنسان”.

ووفق الخبير ذاته، فإن الجسم لا يتأقلم بسهولة مع  الانتقال إلى التوقيت الصيفي حيث يتم فقدان ساعة واحدة من النوم كما يتم  تقديم  الساعة البيولوجية بساعة واحدة، حيث إن الجسم مهيأ للعمل، وفق تعبيره، في أوقات ضوء النهار والنوم والراحة في ظلمة الليل وهو ما يناسب  التوقيت الشتوي حيث الجسم يستفيد من النوم ليلا والعمل بالنهار عكس التوقيت الصيفي ويعمل الإنسان في الصباح للعمل في وقت مبكر مظلم ويضطر للنوم  باكرا في آخر النهار وبالتالي يكون من الصعب على الجسد الاستيقاظ في الشتاء وكذا النوم في الصيف.

كما أن التعرض للضوء في أوقات محددة للغاية لها آثار مفيدة على فسيولوجيا النوم والوظائف غير البصرية للجسم مثل إفراز الميلاتونين وهو هرمون تتحكم فيه الساعة البيولوجية ويساعد في تنظيم النوم، ونشاط الدماغ ، ودرجة الحرارة ونظام القلب والأوعية الدموية، حسب الخبير ذاته.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *