كلمات وكلمات
صلاح الباشا
يوم ٦ أبريل
إنه تاريخ ساطع ولامع وخالد وساكن تماما داخل وجدان الشعب السوداني.
كان تاريخ ٦ أبريل ١٩٨٥م هو انتهاء الحكم العسكري الشمولي الذي إستمر من ٢٥ مايو ١٩٦٩م وغادر بتاريخ ٦ أبريل ١٩٨٥م حينما انحازت قيادة القوات المسلحة وقتذاك لخيار الشعب السوداني وقد أعلن حينها المشير عبدالرحمن سوار الدهب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع انحياز القوات المسلحة لرغبة الجماهير.
وقد أعاد التاريخ نفسه ولكن بصورة سلمية اكبر بثورة استمرت لستة أشهر تقريبا بداية من انطلاقتها في ١٩ ديسمبر ٢٠١٨م وامتدت حتي ٦ أبريل ٢٠١٩م حينما اعتصمت الجماهير الثائرة بساحة القيادة العامة للجيش .. فاعلنت اللجنة الأمنية إعفاء النظام الحاكم الذي استمر لمدة ٣٠ سنة دون انقطاع وقد كان يصر علي الاستمرار لسنوات أطول برغم الدماء الطاهرة التي ضحي بها شباب الشعب السوداني الذي واجه قوي الأمن والشرطة والدعم السريع بكل قوة وإيمان بقضيته مما اضطرت العديد من النقابات والاتحادات المهنية أن تنحاز لثورة الشباب وتعلن الاعتصام ايضا .
ولكن …. حدث ما حدث.
وتم إجهاض الثورة بتخطيط محكم .
وانتهت البلاد الي هذه الحالة الراهنة.
إذن فان ذات الارادة الشعبية التي فجرت ثورة ٢١ أكتوبر ١٩٦٤م وكرهتها في ثورة ٦ أبريل ١٩٨٥م وباجيال جديدة .. وقد ختمتها بثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٨م باجيال ثالثة اكثر حداثة … وكل المؤشرات تشير الي ان ذات الاجيال الحالية والقادمة ستتمسك بقوة للحفاظ علي مكتسباتها وسوف تثور بقوة أعنف واكبر أن لم تتحقق رغباتها في الحرية كاملة الدسم بعد انتهاء الحرب الحالية .
وكل أبريل وديسمبر واكتوبر
وانتم بخير
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة
