بردًا وسلامًا على اليمن وأهله

أمد/ اليمن، مهد الحضارات وموطن العز والإيمان، أرض القيم الراسخة والتاريخ العريق، كم تحملت من المحن، وكم قاومت من الأعاصير، ومع ذلك بقيت شامخة كشموخ جبالها، ثابتة كثبات أهلها الأحرار. في كل زاوية من أرضها تتردد أصداء التاريخ، وفي كل حجر من حصونها تُروى حكايات الأجداد الذين صنعوا المجد، وساروا في دروب العزة والكرامة.
يا أهل اليمن، يا أهل الصبر والجلد، لقد مرت بكم الأيام العصيبة، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت، لكنكم كنتم وما زلتم طودًا لا تهزه العواصف، ونورًا لا تطفئه ظلمات المحن. فكما وعد الله عباده المؤمنين، فإن بعد العسر يسرًا، وبعد الشدة فرجًا، وبعد الألم رحمة واسعة.
اليمن، ذلك البلد الذي تغنى باسمه القرآن، وأشاد بفضله النبي العدنان، يستحق أن يكون بردًا وسلامًا كما كان يومًا موطنًا للحكمة والإيمان. فمهما حاولت العواصف أن تقتلع جذوره، ومهما سعت الأيدي الآثمة أن تعكر صفوه، فإنه سيظل وطنًا لا يموت، وأرضًا لا تُهزم، وشعبًا لا ينكسر.
سلامًا عليك يا يمن، سلامًا على جبالك وسهولك، على بحرك وصحاريك، على مساجدك وأسواقك، على رجالٍ صابرين، ونساءٍ مرابطات، وأطفالٍ يحلمون بغدٍ مشرق. سيشرق الفجر، وسيندحر الظلام، وستعود البسمة إلى كل بيت، ويعم الخير في أرجائك. فبردًا وسلامًا عليك يا يمن، وعلى أهلك الطيبين، وعلى كل قلب نابض بالعزة في أرضك المباركة.