اخر الاخبار

مغادرة حماس: خطوة نحو إنهاء معاناة غزة

أمد/ إن الوضع في قطاع غزة أصبح من أصعب ما يمكن تخيله، الحصار، حرب الإبادة المستمرة ضدد البشر والحجر، تدهور الوضع الاقتصادي، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة جعلوا من حياة أهل غزة جحيم ومعاناة مستمرة، ومع ذلك، فإن أكبر عائق أمام تحسن هذا الوضع يكمن في استمرار الانقسام الفلسطيني، وخاصة في ظل استمرار سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.

 

إن التنازل عن الحكم من قبل حماس ليس مجرد تنازل سياسي داخلي، بل هو خطوة هامة لقطع الطريق على الاحتلال الإسرائيلي ونزع الذرائع التي يتحجج بها للاستمرار في عدوانه على الشعب الفلسطيني، الاحتلال طالما استخدم سيطرة حماس على غزة كذريعة لفرض حصار غير إنساني على القطاع، بالإضافة إلى تبرير عمليات الحرب والهجوم المستمر على شعبنا الأعزل في القطاع، بل إن الاحتلال يواصل استخدام هذا الوضع كغطاء لتنفيذ جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، من قتل وتدمير للبنية التحتية.

 

كما ومن المؤكد بأن الواقع الدولي والإقليمي لا يرحب بسيطرة حماس على القطاع، فحركة حماس، التي لا تحظى باعتراف دولي، يصنفها العديد من الدول كمنظمة إرهابية، مما يجعلها غير مؤهلة للحصول وحشد الدعم والمساعدات اللازمة لإعمار غزة أو تخفيف معاناة سكانها. المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الغربية والعربية، يتردد في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي لقطاع غزة طالما أن حماس تسيطر عليه، ومما يزيد الأمر تعقيدًا أن الإقليم والمجتمع الدولي لن يقدموا على دعم مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة بشكل حقيقي طالما أن حماس موجودة في المشهد السياسي، مما سيزيد من معاناة السكان ويفاقم الأزمة الإنسانية.

 

إن مغادرة حماس للمشهد في غزة قد تكون الطريق الوحيد لنزع الذرائع التي يتخذها الاحتلال، إذا تخلت حماس عن الحكم في القطاع، سيكون من الصعب على إسرائيل أن تستمر في إلقاء اللوم على حماس وتبرير تصعيدها العسكري ضد الشعب الفلسطيني. بدلاً من ذلك، ستصبح الكرة في ملعب الاحتلال، وعليه أن يتحمل مسؤولية أفعاله في ظل غياب أي مبرر لتصعيد العدوان.

 

إن التنازل عن الحكم لمصلحة وطنية وشعبية يمثل خطوة حاسمة نحو تخفيف معاناة أهل غزة، هذا التنازل قد يفتح الطريق أمام حكومة وإدارة فلسطينية جديدة تحظى بدعم إقليمي ودولي واسع لإعادة السيطرة على القطاع والعمل على استئناف عملية الإعمار، كما أنه سيمكن المجتمع الدولي من تقديم الدعم اللازم للقطاع الذي يحتاج إلى مساعدة عاجلة على كافة الأصعدة.

 

في الختام.. إن المغادرة الطوعية لحماس من المشهد السياسي في غزة ليست فقط قرارًا من أجل صالح قطاع غزة، بل هي خطوة في اتجاه توحيد الصف الفلسطيني أمام الاحتلال وإيجاد فرصة جديدة لإعادة بناء النظام السياسي بشكل موحد وقوي. الأمر لا يتطلب فقط تنازلاً سياسيًا من حماس، بل يتطلب أيضًا شجاعة في الاعتراف بأن مصلحة الشعب الفلسطيني تتطلب اليوم أكثر من أي وقت مضى التفافًا حول القيادة الوطنية الواحدة التي تملك الدعم الداخلي والخارجي اللازم لتحقيق الأهداف الكبرى.

 

نعم، التنازل عن الحكم في غزة هو الخطوة الصحيحة لإيقاف ماكينة العدوان الإسرائيلي وتحقيق الأمن والكرامة للشعب الفلسطيني، كما أنه سيمنح فرصة للضغط على الاحتلال لإنهاء حصاره المستمر الذي يشهد غزة معاناة لا تُحتمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *