اخبار السودان

ليت الامر توقف عند الاعجاب بخالد بن الوليد

معمر حسن محمد نور

 

عندما قرأت ان احدهم قد شبه كيكل بخالد بن الوليد،ةلم اعر الامر اهتماما، ولكن تغير كل شئ عندما رأيت مقطعا للقول والقائل.يا الهي

..انه مطمئن قلبه بما يقول والقوم حوله يكبرون ويهللون. خالقنا يقول في محكم تنزيله (لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان) .. فما الذي يجعل شخصا مطمئنا قلبه بقوله الى هذا الحد؟ .

حتى ولو كان الامر مقصودا بجامع الفراسة، فلماذا لم يشبهه بما قال به التاريخ من فرسان السودان. بل وما دمتم قد اتهمتم الميلشيا بكل الانتهاكات على يديه قبل انسلاخه، ووثق آخرون نسبة الانتهاكات لها بعد دخول مدنيا لثاني، أوليس الاقرب ان يشبه بجنكيز خان او هولاكو التتري؟

الامر اذن ليس امر اعجاب. والا لما فات استغراب الناس بتجوال الطيب السراج بفرسه ممتشقا حسامه في امدرمان .. بل الامر امر عقلية تريد ان تنتزع الماضي من سياقه لنعيش فيه بينما فادة تتقلب في نعيم الحاضر ويتحرون خبثه .فهو عجز عن صناعة حاضر يشبه المثال الذي ينادون له ليصبح وصمه لا نوستالجيا وحنينا مرضيا للماضي، بل ونفاقا. والانتزاع من السياق التاريخي او الجغرافي للمقدس ليس جديدا. فخالد بن الوليد خشي خليفة رسول الله عمر ان يربط انتصار المسلمين به فعزله حالما تولى الخلافة. فهل يذكر شخص ان الصحابة وتابعيهم قد تحروا مناسبة بدر الكبرى ليقوموا بالغزو فيها كما استعد المقتتلون اليوم ؟ .

ولكن هل يذكر الناس ايام هوجة التسعينيات في القرن الماضي، مجسما للمسجد الاقصى يزين احد اكبر شوارع العاصمة. عندما رأيته احسست بفداحة الامر. فالاقصى قداسته مرتبطة بتاريخه وجغرافيته. ولا استبعد ان ينادي بعضهم بتسكين عرب عزة استجابة لضغوط امريكا، ويبني لهم مسجدا كالاقصى، ونكون قد اجترحنا حلا للمشكل الفلسطيني. لم لا؟ الم تعمل هذه العقلية على بناء قصرها على شاكلة البيت الابيض؟.انه العجز على الفعل والتمسح بافعال السلف. ما اخافني بان الامر ليس جديدا. ففي تاريخنا السياسي، وصف مدير للشئون الدينية طلعت فريد بان هذا الفتى (يذكره بعمر بن الخطاب)، (امممك) ومنشورات وكتب الاخوان الجمهورين تتخذ منه مثالا لازمة الفهم السلفي للدين. فاذا وصل احدهم الى حد وصف انقلابي بخليفة راشد، فماذا بعد ذلك يا اجارك الله غير صاحب الرسالة؟ وانا اريد ان اختم مقالي بهذا التخوف، فاذا بمجاهد نايل يفاجئني بمقال ذكر فيه ان شيخهم استدرك سريعا وحول الامر عندما استفسره نائبه عن قوله (انا اعلم من الرسول زاتو). وقال انه قال اعلم من ابوي. ويمكنه الزوغان اكثر عند الالحاح بأنه يتفوق بمعرفة لغات الفرنجة. اجارنا الله وإياكم، وقد ادركت فعلا عند سماع الناعق، بانهم وصلوا اسفل المنحدر.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *