اخبار

الناشط والمعتقل المصري السابق أحمد دومة في حوار مع حافظ المرازي: شهادات من المعتقل وأمل في التغيير

وطن قال الناشط السياسي والشاعر المصري أحمد دومة، خلال لقائه في برنامج “حصاد الأسبوع المصري” مع الإعلامي حافظ المرازي، إنه لا يمكنه اعتبار رمضان خارج السجن “رمضان بلا سجان”، مشيرًا إلى أن القمع والمراقبة ما زالا يلاحقانه حتى بعد خروجه من المعتقل.

التجربة القاسية في المعتقل

أكد دومة أن الزمن يكاد يكون غائبًا في السجون، حيث تُطمس مشاعر الإنسان وتُسلب منه أبسط حقوقه في الاحتفال بالمناسبات الدينية والاجتماعية. وأضاف:
“في الداخل، لا يوجد رمضان، إلا كمحاولة متواضعة للمقاومة… تعليق ورق ملوّن، محاولة الإفطار على تمر، إقامة الصلاة وسط القمع… حتى هذه المظاهر يحاربها السجان بعنف، ليؤكد سيطرته المطلقة.”

المعتقل السابق الناشط والشاعر أحمد دومة تحدث عن تجربته المريرة في المعتقل
المعتقل السابق الناشط والشاعر أحمد دومة تحدث عن تجربته المريرة في المعتقل

التعذيب في رمضان… لا حرمة ولا رحمة

وفي رد على سؤال حول ما إذا كان التعذيب في السجون يتوقف أو يقل خلال رمضان، قال دومة بحسم:
“لا طبعًا، لا يوجد شيء اسمه حرمة رمضان لدى السجان. التعذيب لا يتوقف، سواء كان بالصعق الكهربائي، الضرب، الإهانة، أو حتى بمنع الطعام والدواء.”

وأشار إلى أن تعذيبه لم يكن مقتصرًا على فترة اعتقاله الأخيرة التي امتدت لعشر سنوات، بل إنه تعرض للتعذيب منذ اعتقاله لأول مرة في عهد حسني مبارك عام 2009، واستمر خلال فترة محمد مرسي ثم عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن عملية الترحيل بين السجون كانت رحلة تعذيب إضافية.

لماذا يُعذَّب معتقل انتهت محاكمته؟

وحول استمرار التعذيب رغم انتهاء محاكمته، أوضح دومة أن الهدف الأساسي من اعتقاله لم يكن مجرد حبسه، بل كسره نفسيًا ومعنويًا. وأضاف:
“ليس الهدف فقط منعي من المعارضة أو التعبير عن الرأي، بل محو أي رمزية لي كأحد رموز ثورة 25 يناير… اعتقلوني ليهدروا طاقتي، لكنهم فشلوا.”

قرار رفض البكاء… والضحك في وجه التعذيب

تحدث دومة عن موقف صادم مر به خلال التعذيب، حيث بكى بعد ثلاثة أيام من التعذيب الوحشي وشعر بأنه تعرض للهزيمة. لكنه قرر بعد ذلك أن يكون رد فعله الضحك بدلًا من البكاء، مؤكدًا أنه حتى اليوم لم يعد يستطيع البكاء حتى في لحظات الحزن والفقد، قائلاً:
“منذ الثورة وحتى الآن، فقدت القدرة على البكاء… ربما كنت قاسيًا على نفسي حينها، لكنني أدركت أن الصراع كان على البكاء، وكان يجب ألا أمنحهم هذا الانتصار.”

المواقف من الإخوان المسلمين… والتغيرات السياسية

أوضح دومة أنه لم يغيّر موقفه من الإخوان المسلمين، بل أنهم هم من غيّروا مواقعهم، قائلاً:
“طوال الوقت كنت أعارض من في السلطة، سواء كانوا مبارك، العسكر، أو الإخوان… الفرق الوحيد أنهم حين كانوا في الشارع كانوا يعتبرونني بطلاً، لكن عندما وصلوا للحكم أصبحت عدوهم.”

رمضان الحرية المفقود

وعن أول رمضان له خارج السجن بعد عشر سنوات، أكد دومة أنه ما زال يشعر بأنه تحت القيد، حيث يمنع من استخراج أوراق رسمية مثل جواز السفر والفيش والتشبيه، كما أن حسابه البنكي ما زال مجمّدًا بسبب غرامة قدرها 18 مليون جنيه، والتي تم إسقاطها بعد العفو الرئاسي، لكنها لا تزال عائقًا أمامه في الحياة اليومية.

ديوانه الشعري… وكسر الحصار عبر الإبداع

تطرق دومة إلى قضية ديوانه الشعري “كيرلي”، الذي كتبه داخل السجن، وكيف قامت السلطات بمصادرته ومنع بيعه في معارض الكتب، بل وصل الأمر إلى تحريض رجال الدين الموالين للسلطة لتكفيره واتهامه بإهانة الذات الإلهية.

وأكد دومة أن قصائده كانت شكلًا من أشكال المقاومة، وأن محاولة السلطة منعها تدل على فشلها في محو وجوده، قائلاً:
“أرادوا سجني ليمنعوا صوتي، لكن كلماتي وجدت طريقها للخارج رغمًا عنهم.”

المستقبل والرسالة الأخيرة

وفي ختام اللقاء، عبّر دومة عن أمله في الحرية للجميع، قائلاً:
“أتمنى أن نلتقي قريبًا لنحتفل برمضان بلا سجان، بلا قتل، بلا قمع، وبلا احتلال.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *