سباق انتخابي مبكر بالدار البيضاء.. قفف رمضان تتحول إلى ورقة لاستمالة الناخبين

تشهد مقاطعة سيدي بليوط بالدار البيضاء صراعات سياسية غير معلنة بين المنتخبين، تدور في الخفاء بعيدا عن أنظار المهتمين بالشأن المحلي. حيث يأتي ذلك في ظل استمرار توزيع “القفة الرمضانية” من قبل الفاعلين السياسيين، كعادة سنوية متجددة مع حلول شهر رمضان، وهو ما لوحظ منذ بداية هذا الشهر الكريم.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر مطلعة لجريدة “العمق” بأن بعض المنتخبين في مقاطعة سيدي بليوط انخرطوا مبكرا في سباق انتخابي غير معلن، عبر التنافس في توزيع القفف الرمضانية، سعيا لاستمالة أصوات الساكنة التي تعاني من الفقر والهشاشة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن هذا الصراع يحتدم بين شخصيات سياسية بارزة بالمنطقة، تنتمي إلى حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، حيث تم توزيع مئات القفف الرمضانية تحت غطاء المساعدات الإنسانية.
وأكدت المصادر أن توزيع القفف الرمضانية يتم بتمويل شخصي من المنتخبين، دون المساس بميزانية المقاطعة، مشيرة إلى أن الصراع الانتخابي بين الأحزاب المسيطرة على مقاطعات الدار البيضاء اشتعل قبل حلول شهر رمضان واستمر إلى اليوم.
كما أكدت المصادر ذاتها أن منتخبين بمقاطعة سيدي بليوط يستغلون جمعيات محسوبة على أحزابهم لتسهيل عملية التوزيع، مستفيدين من نفوذها لاستقطاب أصوات انتخابية من الفئات الهشة.
وأضافت أن العملية جرت في أجواء هادئة، تحت إشراف وسطاء يُعرفون بـ”سماسرة القفف”، الذين يتولون تسجيل الأسر المعوزة وربط المساعدات باسم الحزب الذي يعملون لصحاله، في محاولة لاستمالة الناخبين قبل الاستحقاقات المقبلة.
عرقلة الانتقال الديمقراطي
إلى ذلك، اعتبر المحلل السياسي رشيد لزرق، أن “هذه الممارسات التي شهدناها خلال شهر رمضان المبارك تعرقل عملية الانتقال الديمقراطي في المغرب، وخاصة بمدينة الدار البيضاء، حيث يتم استغلال المناسبات الدينية والركوب عليها لأهداف سياسية انتخابية”.
وأفاد لزرق، في تصريح لجريدة “العمق”، أنه “في الدول المتقدمة، لا يقوم المنتخبون بتوظيف هذه الممارسات لاستمالة الأصوات الانتخابية، حيث توجد رقابة قوية من قبل أجهزة الدولة للوقوف ضد أي جهة تحاول استغلال المناسبات لضمان عملية انتخابية نزيهة تقوم على مبادئ الشفافية والمصداقية والنزاهة وتكافؤ الفرص”.
وتابع المتحدث نفسه أن “المنتخبين في مختلف المدن والمناطق يستغلون هشاشة الأسر المغربية من أجل ابتزازها بالقفة الرمضانية، حيث أصبح الفقر وسيلة يستغلها السياسيون لتحقيق أغراض انتخابية”.
وأضاف: “هذه الظواهر كانت تنتشر في ضواحي الدار البيضاء، نظرا لوجود بيئة تساعد على استفحالها، حيث تعتبر هذه المناطق خزانات انتخابية يعوّل عليها المنتخبون لحصد الأصوات”.
المصدر: العمق المغربي