اخر الاخبار

أليس رمضان فرصة ثمينة..لرسم البسمة على شفاه الفقراء والمحتاجين..وبلسمٌ لبعث الارتياح والطمأنينة في النفوس المعذّبة..؟!

أمد/ قال الله تعالى :(وَأَلفَ بَين قلوبِهمْ لو أنْفقتَ ما في الْأَرْض جمِيعا مَا أَلّفتَ بَين قلوبِهمْ وَلَكنّ اللّه أَلّفَ بَيْنهمْ إِنّه عَزِيز حكِيم) ( الأنفال: 63)

 

“إن الصائم يشعر بالجوع والعطش..فتطهر روحه،وتسمو نفسه، ويجتمع بفكره مع الفقراء فيحس بألمهم،ويدرك ما يدركون،فيرقّ لهم ويعطف عليهم”.(الإمام الراحل،آية الله العظمى،السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله)،عن كتابه القيّم الموسوم بـ (كتاب شهر رمضان شهر البناء والتقدم)

 

رمضان كريم وشهر فضيل،أليس كذلك ؟

أقولنعمنيابة عنكم أعزائي القراءفأيام هذا الشهر عبارة عن لحظات روحانية تتألق فيها الروح،وترهف فيها الأحاسيس وترقّ فيها القلوب،ليصح الإنسان فيها أرقّ من نسيم الفجر،وأعذب من الماء الزلال،مما يجعله مستعدا للتعاون والتكافل والعفو،مدعوما بأروع القيم التي تقرّب الإنسان من فطرته،وتبني حاجزا شاهقا بينه وبين الشرّ.

والإنسان حين يستقبل شهر رمضان بكل جوارحه ويصوم بإيمان ساطع،إنما نراه يقاوم ويصبر وينظر إلى الله بعين بصيرة وقلب خاشع،لاسيما إذا كان مدركا لمعاني الصيام وضوابطه..

ولعل ما ينعش النفوس رغم الجوع والعطش،في هذا  الشهر المبارك،علاقات التآزر والتزاور والتكافل،حيث يصبح الإيمان والخشوع خيمة تكلل رؤوس الناس،و تسمو النفوس فوق الصغائر، وتنمو شجرة التعاون وتزدهر بين الجميع،وتذوب بالتالي ساعات الكدح النهارية في ساعات الليل الرمضانية المتوهجة بالهدوء والفضيلة.

وقد لا أبالغ إذا قلت،أن في ليالي هذا الشهر الكريم، يصبح قلب المؤمن أكثر رهافة،روحه أكثر شعلة، فليالي شهر رمضان لا تشبهها الليالي الأخرى،إنها بالغة الهدوء والسلام وازدهار الآمال بحياة أفضل وأكثر رحمة،لاسيما مع تزايد نسبة التزاور والتآزر،وهي عوامل مهمة لتمتين العلاقات الاجتماعية،وترسيخ قيم التعاون والإنصاف،وإعادة بناء الثقة بين الجميع،وهذه عناصر تصب في تطوير وتدعيم البنية الاجتماعية التي هي أساس تطور البنى السياسية والاقتصادية وسواها.

على هذا الأساس،على الصائم  أن يشعر بمن حوله،إذ لا ينبغي أن يتحول شهر رمضان إلىموائد  أطعمة لذيذة ،بل لزرع روح التعاون والتكافل،وتمتين العلاقات الاجتماعية إلى أقصى درجة ممكنة،وهذا  ما ينبغي أن يتحرك عليه الجميع في شهر الخير والطاعة والعدالة والغفران.

ما أريد أن أقول ؟

أردت القول،أن رمضان المبارك هوىشهر تزدهر فيه قيم الرحمة والعطاء بأبهى صورها.إنه شهر تتقارب فيه القلوب وتتوحد فيه الجهود لإحياء روح التكافل الاجتماعي،حيث تُستنهض أسمى معاني الإنسانية والتآزر.يعلمنا رمضان أن قوة الأمة الحقيقية تكمن في تماسك أفرادها،وأن السعادة العميقة تُولد من عطاءٍ يُخفف عن الآخرين معاناتهم.في هذا الشهر الفضيل،تُتاح الفرصة لبناء مجتمع أكثر تلاحماً ورحمة،مستنداً إلى التكافل الاجتماعي الذي يُعد من أعظم مبادئ الإسلام.هذا التكافل يشكلفي تقديري الأساس لمجتمع مترابط يقوم على التعاون والتراحم،ويُعزز أواصر المحبة وروح الإخاء بين الجميع.

وخلاصة القول،رمضان ليس مجرد شهر في التقويم الإسلامي،بل هو رحلة روحانية فريدة تعيشها القلوب قبل الأجساد.إنه ذلك الوقت من العام الذي تتحول فيه الأيام العادية إلى محطات غنية بالسكينة والارتقاء الروحي.

على سبيل الخاتمة :

في مثل شهر فضيل كهذا،يصبح التراحم قيمةً ملموسة في حياة الناس.الرحمة تتجلى في تصرفات بسيطة،كإفطار صائم أو مساعدة جار.هذه الأفعال الصغيرة تخلق موجات من الإيجابية، تُشعر الجميع بأنهم جزء من نسيج اجتماعي واحد.

كما أن الرحمة تشمل أيضاً التخفيف عن الفقراء والمساكين.فبدلاً من أن يكون الصيام مجرد تجربة فردية،يتحول إلى فرصة للتواصل الإنساني،حيث ينشغل المسلم بمساعدة الآخرين،مما يجعل الرحمة شعورًا جماعيًا يُنعش أرواح الجميع..

عزيزي القارىء: كن على يقين بأن رمضان فرصة لتغيير حياتك وحياة الآخرين.إنه الوقت الذي نستطيع فيه أن نبني جسور المحبة والعطاء،ونحقق التكافل الاجتماعي بأبهى صوره. 

وإذن ؟

كن جزءاً إذا،من هذه الرحلة الإنسانية،وساهم في رسم البسمة على وجوه المحتاجين،فتبرعك ليس مجرد صدقة،بل هو شعلة أمل تُضيء حياة الآخرين في زمن يقاوم فيه إخوتنا في غزةعلى سبيل المثالالجوع والعطش بأمعاء خاوية وجيوب فارغة ولكن أيضا بقلوب مفعمة بالإيمان الصادق.

نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين،وأن يجعلنا إخوة متحابين متآلفين متزاورين،وفي الجنة على سرر متقابلين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

وأرجو أن تستساغ رسالتي جيدا.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *