اخبار المغرب

“نك د بابا” رهان كوميدي مربوح

استطاعت السلسلة الأمازيغية أنا وأبي التي تبث يوميا طيلة شهر رمضان على القناة الأمازيغية على الساعة السابعة مساءوخمسة وعشرين دقيقة أن تكسب رهان استقطاب جمهور واسع من المتتبعين لقناة تمازيغت بكبسولات من سبع دقائق حبلى بمواقف حياتية ووجودية تخرج المتلقي من حالة اللا معنى بأسلوب كوميدي يمزج بين السخرية والإفادة والمتعة لتمرير قيم إنسانية نبيلة.

إن المتتبع لهذه السلسلة سيجزم بما لا يدع مجالا للشك أن الفن الأمازيغي يزخر بطاقات هائلة حري بالمسؤولين أن يمنح لها فرص الظهور والتشجيع والإشادة بها للمزيد من العطاء. و لاغروأن هذه السلسلة تندرج في هذا السياق ولا يسعنا إلا أن نشد بحرارة على أيدي كل الساهرين على إخراج هذه السلسلة التي ترقى بالذوق العام إلى حيز الوجود لنستمتع بها ونخرج من دائرة التفاهة التي تحيط بنا من كل جانب و نحس بنوع من الارتياحتجاه الإبداع في هذا اللون الفني بالأمازيغية.

كتب سيناريو وحوار هذه الكبسولات الفنان المتميز الحسين أغبالو و شخص دور الابن سيفاو الذي يجد نفسه في صراع مرير بعد موت أمه مع أبيه المتقاعد في أبهى صورة لصراع الأجيال وقد شخص الفنان العالمي الكبير ناصر المدغري دور الأب حدو الذي لازال يريد الانتماء إلى فئة الشباب و يصر على الإقبال على متع الحياة بنهم حيث يحب أن ينادى عليه بلؤي العارف في كل مجال.أ ما يوسف أوالطالب المعروف في الوسط الفني بسيفاو، الفنان الكبير ابن المسرح والمتعدد المواهب فقد تماهى في دور إدريس أو دريسلي كما يحب ان ينادي به نفسه مع دور حارس العمارة بإتقان حيث جسد ذلك الحارس الذي يتفانى في آداء عمله والعارف لخبايا أمور العمارة والذي يسعى أن لا يفوت أية فرصة لاستثمارها لكسب المال بتنسيق ومشاورة مع الأب حدو، دون أن ننسى حبه الأعمى من طرف واحد لزهرة التي تزدريه في كل فرصة تتاح لها خاصة إذا كان ابن حدو حاضرا دون أن يثني ذلك حارس العمارة عن السير قدما وراء سراب حب زهرة. أما الفنانة الواعدة حسناء أولميش فقد لعبت دور زهرة التي تتواطأ مع حدو في العديد من الأمور لكونها تعيش معه وابنه في نفس المنزل بعد وفاة خالتها زوجة حدو وقد برعت في تمثيلها لدور المحبة حد الوله لابن خالتها سيفاو الذي لا يبادلها نفس الشعور ونجحت في التعايش مع الواقع ورضاها برؤيتها اليومية له.

صورت الكبسولات في مدينة إفران بطريقة عالية الدقة والجودة وبإخراج يشرف الكوميديا الأمازيغية. لا يفوتنا أن نسجل أنه لأول مرة في كوميديا الوسط نجد عملا بلغة أمازيغية سليمة وجميلة تجمع بين تنويعة أسامر وبحضور لكنة أيت حديدو عند حارس العمارة إدريس وزهرة وتنويعة الأطلس المتوسط.

لهذ، لكل من فاتته حلقات هذه السلسلة الجديرة بالمتابعة سيجدها على قناة يوتيوب الثامنة ويحرص على متابعة الحلقات الأخرى قصد الترفيه والمتعة والاستفادة.

ختاما نهنئ القامة الكبيرة في الإخراج التلفزيوني سعيد آزر وفريقه بهذا العمل الذي يشكل قيمة مضافة للكوميديا الأمازيغية، كما ندعو شركة أزاليا للافتخار بهذا العمل الفني الجدير بالتقدير والتثمين.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *