رحيل شيخ القراءات عبدالمالك سلطان بعد مسيرة زاخرة في خدمة كتاب الله –

في عالمٍ يمتلئ بالأحداث والمتغيرات، تظل هناك شخصيات وأحداث تترك أثر لا يمحى في الذاكرة، سواء كانت إنجازات لامعة أو محطات فارقة في مجالات مختلفة، وعندما يرتبط الحدث بشخصية ذات تأثير واسع أو قضية تهم شريحة كبيرة من الناس، يصبح تسليط الضوء عليها ضرورة، لنقل تفاصيلها وتوضيح أبعاده، في هذا الإطار نسلط الضوء اليوم على أحد الموضوعات التي حازت على اهتمام واسع، مقدمين لكم كل التفاصيل بدقة وموضوعية.
رحيل شيخ القراءات عبدالمالك سلطان
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ودع العالم الإسلامي اليوم الشيخ القارئ عبدالمالك سلطان محمود، رحمه الله، بعد رحلة حافلة في خدمة القرآن الكريم وتعليمه، حيث وافته المنية بعد صراع مع المرض، تارك وراءه إرث علمي عظيم، وبرحيل الشيخ يفقد العالم الإسلامي عالم جليل ومربي فاضل، أفنى حياته في خدمة القرآن الكريم وتعليمه للأجيال. رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته، وجعل القرآن الكريم شفيع له يوم القيامة.
مسيرة علمية حافلة بالإنجازات
وُلد الشيخ عبدالمالك سلطان محمود عام 1369هـ في إحدى قرى إقليم البنجاب بباكستان، ونشأ في بيئة قرآنية، فحفظ كتاب الله في سن مبكرة، ثم واصل طلب العلم في مختلف مدن باكستان، قبل أن ينتقل إلى مكة المكرمة عام 1397هـ، حيث نهل من علوم علمائها وتتلمذ على يد كبار مشايخها.
كما نال الشيخ الإجازات في القراءات العشر والتجويد والرسم والضبط، كما حصل على إجازات في الحديث الشريف، ليصبح من أبرز علماء القراءات في العالم الإسلامي، فكان منارة علمية ومرجع في هذا المجال.
دوره في نشر وتعليم علوم القرآن
شغل الشيخ عبدالمالك سلطان محمود العديد من المناصب التعليمية والدعوية، حيث عمل مدرس للقرآن والقراءات بجامعة أم القرى، كما تولى إمامة وخطابة جامع الشيخ سليمان خياط بمكة المكرمة، بالإضافة إلى إدارته للمدرسة الفرقانية لتحفيظ القرآن الكريم، والتي خرّجت أجيالًا من حفظة كتاب الله، كما عُرف الشيخ رحمه الله بجهوده الكبيرة في تعليم طلاب العلم، فقد أجاز عددًا كبيرًا من الطلاب في القراءات العشر، وكان له أثر بارز في نشر علوم التجويد، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأمة الإسلامية كمعلّم ومربٍ وشيخ للقراءات.
إتبعنا